هل بات الانتحار طريقاً لخلاص النساء من جحيم المناطق المحتلة؟!

قامشلو/ ميديا غانم –

أكدت هيفاء حسن: “نتيجة العنف الممنهج بحق النساء، والبيئة المعنّفة، وانعدام القانون في المناطق المحتلة، أدى بالمرأة اختيار الانتحار طريقاً لخلاصها”!

وفقاً لـمؤشر “السلام والأمن للمرأة (WPS)” التي نشرتها جورجتاون ومركز “بريو للجندر” والسلام والأمن التابع للأمم المتحدة في 19 تشرين الأول 2021، تحتل سوريا المرتبة ما قبل الأخيرة في العالم، بعد أفغانستان، كما أنها تعد الأخطر في العالم، من حيث العنف الممنهج ضد المرأة.

وعدّت لجنة الإنقاذ الدولية التابعة للأمم المتحدة في 11 تشرين الأول 2021 في يوم الفتاة العالمي، أن سوريا هي واحدة من أسوأ خمسة أماكن، التي تكبر فيها الفتيات، ومن أخطرها.

25 امرأة تنتحر في الأراضي المحتلة منذ بداية 2022!

لكن حسب الإحصائيات والمراقبين، فإن وضع المرأة في المناطق، التي تحتلها تركيا، والمرتزقة هي الأسوأ، فبالإضافة إلى العنف والاعتداء الجنسي، فقد ازادت حالات زواج القاصرات، والأطفال، وانتحار النساء، فقد أكد فريق منسقو الاستجابة السورية “انتحار امرأتين خلال أسبوع”، وحسب المصدر نفسه: “انتحار فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً في 24 أيار في قرية كفرة المحتلة بشمال حلبط”. ونتيجةً لذلك، ارتفع عدد النساء المنتحرات منذ بداية العام إلى 25 في المناطق التي تحتلها تركيا.

“عنف ممنهج ضد النساء”

لفتت الناطقة باسم مجلس المرأة السورية في حلب، هيفاء حسن الانتباه إلى خصوصية هذه المناطق، وقالت، إنه بسبب الذهنية الذكورية الهمجية، والثقافات الخاطئة الداخلة، والتغيير الديمغرافي، تفكك النظام والأسس المجتمعية في تلك المناطق، وما زاد الطين بلة، السياسات المتبعة بحق النساء، وعدم وجود قانون يحميهن.

كما شددت على أن واقع المرأة في المناطق المذكورة سيء جداً، وباتت تعيش ظروفاً قاسية، وفي بيئة خطيرة للغاية، وأضافت: “يُنظر للمرأة في المناطق المحتلة ضمن إطار الاحتياجات الجنسية للذكر فقط، هذه الذهنية المسيطرة في تلك المناطق، لذلك أضحت أشكال العنف، والجرائم ضد المرأة أمراً اعتيادياً، لأن البيئة السائدة هناك تشهد يومياً مختلف أنواع العنف من اغتصاب، وقتل النساء باسم الشرف، والتحرش الجنسي والاتجار بجسدها، وكل ذلك ضمن سياسة ممنهجة من قبل المحتل ومرتزقته”.

كما بيَّنت هيفاء: أنه بسبب هذه الجرائم خلقت بيئة غير صالحة للعيش فيما يتعلق بالنساء، وأيضاً ازدادت حالات تزويج قاصرات بشكلٍ كبير، وأردفت: “حسب الاتصالات، التي نقوم بها مع بعض العائلات القاطنة في تلك المناطق، يقولون بأنهم يقومون بتزويج بناتهن القاصرات، خوفاً من المرتزقة والفوضى، التي خلقوها، وتجنباً للاغتصابات”.

غياب القوانين والتنظيمات النسائية

وتعليقاً على انتحار النساء في تلك المناطق، قالت هيفاء حسن بأنه: “نتيجة العنف الممنهج، والاعتداء الجنسي تدهورت الحالة النفسية للمرأة، وبانعدام القانون، والمنظمات النسائية، التي تدافع عنها أو تدعمها، فهي لا تجد مخرجاً من هذه البيئة إلا الانتحار”.

وفي الختام، أدانت الناطقة باسم مجلس المرأة السورية في حلب هيفاء حسن، الجرائم المرتكبة بحق المرأة في الأراضي المحتلة، وقالت: “ندعو المنظمات الحقوقية، والنسائية كافة إلى بيان وفضح هذه السياسة الممهنجة، التي تُتبع بحق النساء في المناطق المحتلة، وأن تكن تلك المنظمات صوت النساء الحق”.