سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

هجومُ داعش… محاولة هروب أم انبعاث؟

رامان آزاد-

طرحت عملية الهجوم على سجن غويران العديد من الفرضيات في مقدمتها مسألة انبعاث “داعش” وقدرته على تنظيم صفوفه ليشكّل مجدداً تهديداً جدّياً بالمنطقةِ، إلا أنّ هذه الفرضية تتناقض مع واقع الانتشار الواسع لعناصر “داعش” بعد هزيمتها الجغرافيّة وصعوبة التواصل بينهم، وليكون الأكثر منطقيّة أنّ ما حدث كان نتيجة متغيّر في البيئة السياسيّة، تمَّ فيها استثمار خلايا “داعش” ورغبة معتقليه بالفرار في إطارِ مخططٍ استخباراتيّ تركيّ بالدرجة الأولى لاستهداف الإدارة الذاتيّة من الداخلِ بحادث أمنيّ كبيرٍ.  
هجومان كبيران في سوريا والعراق 
يُعدُّ الهجوم الذي شنّته عناصر داعش، واستهدف سجن غويران في حي الزهور بمدينة الحسكة الذي يأوي 3500 عنصرٍ من داعش من نحو 50 جنسيةً يأتي في مقدمهم سوريون وعراقيون، الأكبر والأعنف منذ ثلاث سنوات.
بدأت أحداث سجن غويران، مساء الخميس في أعنفِ هجومٍ منذ ثلاث سنوات، عِبر تفجيراتٍ مدبّرةٍ في محيط السجن وبالقرب من الباب الرئيسيّ، أعقبته اشتباكاتٌ عنيفة بالأسلحة الخفيفة بين المهاجمين والعناصر الأمنيّة المسؤولة عن السجن، وتزامن ذلك مع اضطرابٍ وفوضى داخله وحرقٍ للبطانيات ما أدى لفرارِ العشراتِ.
فتمَّ إحباط محاولةِ وصول المهاجمين إلى مدخلِ السجن ومنع مزيد من حالات الفرار، وتراجعوا بعد استهدافهم خزانات الوقود وثلاثة صهاريج نقل محروقات في مؤسسة سادكوب القريبة من السجن، للاستفادة من تغطية دخانها المتصاعد لمنع طيران قوات التحالف من ملاحقتهم، وشاركت حوامات وطائرات تابعة للتحالف الدوليّ، وحلقت بشكلٍ مكثف في سماء المدينة حسب شهود عيان.
المصادر الأمنيّة حتى لحظة إعداد هذا التقرير؛ أشارت إلى إلقاء القبض على نحو 110 من عناصر “داعش” الذين تمكنوا من الفرار من السجن وإعادتهم إلى سجون أخرى، والعناصر الذين فروا إلى حي الزهور استخدموا المدنيين دروعاً بشريّة وتم تداول معلومات عن تصفية غير المتعاونين معه، ممن رفض البقاء في منزله. وتم منع 289 عائلة من حي الزهور من مغادرة منازلهم. كما شهد داخل السجن عمليات تصفية بسبب الاختلاف بينهم وقُتِل سبعة معتقلين. وشَهِد حي الزهور حركة نزوح وخرج المئات من الأهالي من الحي، وبلغ عدد قتلى مرتزقة داعش نحو 175 مرتزقاً، في إحصائيّة غير نهائيّة. فيما اُستشهد 27 مقاتلاً من قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخليّ والمتطوعون والمدنيين وأصيب 23 بجروح متفاوتة. وبدأت مساء السبت عمليات التمشيط مستمرة في حي الزهور، ومحيط سجن غويران والأبنية الواقعة جنوب وشمال السجن والممتدة من دوار الباسل وصولاً إلى دوار البانوراما جنوب مدينة الحسكة.
المرصد السوريّ قال إنَّ “عشراتِ السجناءِ من داعش فرّوا من سجن غويران وانتشروا في محيط السجن والأحياء القريبة منه، وأنّهم تمكنوا من الوصول إلى بعضِ الأسلحة والذخائر”. واستمرتِ الاشتباكات بوتيرة عنيفة. وسط تحليق مستمر لطيران التحالف الدوليّ، وسماع أصوات إطلاق نار بالمنطقة. ورغم أنّ حالة من الهدوء سادت بعد الظهر إلا أنّ أصوات الانفجارات كانت تُسمع بين الحين والآخر، وسط تحليق لمروحياتِ التحالفِ الدوليّ.
كما شنّ مرتزقة من داعش الساعة الثانية والنصف من صباح الجمعة 21/1/2022، هجوماً عنيفاً على قاعدة للجيش العراقيّ وأوقع 11 قتيلاً من عناصر الجيش العراقيّ بينهم ضابط. وتتعرض المناطق الحدودية لناحية العظيم 60 كم شمال بعقوبة لهجماتٍ مستمرةٍ بسببِ الفراغاتِ الأمنيّةِ بين حدودِ ديالى وصلاح الدين وعدم وجود قطعات أمنيّة من قيادتي عمليات سامراء وديالى، وأعلنت الأحد 23/1/2022 عملية تطهير منطقة حاوي العظيم من “داعش”، وتشمل المنطقة مساحات في محافظتي ديالى وصلاح الدين.
مشاغلة وعدوان تركيّ
 
في 20/1/2022 تعرضت مدينة عفرين لقصف صاروخيّ وهو اليوم الذي يوافق بدء العدوان التركيّ عليها قبل أربع سنوات، وكما في كلّ قصف لم يتم استهداف المواقع العسكريّة التركيّة ولا مقرات المرتزقة، وتذرع جيش الاحتلال بالقصف، ليستهدف قرى وبلدات الشهباء حيث لجأ أهالي عفرين المهجرون قسراً.
 وفي تزامن مع أحداث مدينة الحسكة شنَّ الجيش التركيّ والفصائل الموالية له صباح السبت 22/1/2022، هجوماً على قريتي المشيرفة وجهبل شرق عين عيسى والطريق الدولي M4، وقُتل خمسة من المهاجمين، فيما اُستشهد مواطنان وأصيب سبعة آخرين. وفي المساء وسّع جيش الاحتلال التركيّ قصفه على ريف عين عيسى الشرقي والغربي بالقذائف والمدفعيّة وطال قرى: مشيرفة، وجهبل وفاطسة ومطعم النخيل، ومحطة المياه والكهرباء في بلدية الهيشة، والطريق الدوليّ في الريف الشرقيّ للناحية، إضافة إلى قرية الخالدية والطريق الدوليّ في الريف الغربيّ.
وفي عمل استعراضيّ بدأ جيش الاحتلال التركيّ ومرتزقته يوم الجمعة بحشد قواتهم في خطوط التماس في ناحية تل تمر، للإيحاء بشنِّ هجوم. واستهدفت مسيّرة تركيّة سيارة تابعة لمجلس تل تمر العسكريّ كانت متوجهة إلى مدينة الحسكة للمؤازرة. وليتضح أنّ الغاية هي مشاغلة القوات عما يحدث في مدينة الحسكة وتشتيت الانتباه.
كما روّجت ماكينة الإعلام التركيّ لأخبار مبالغ فيها، صوّرت انهيار المنظومةِ الأمنيّة في شمال وشرق سوريا، وأنَّ الأحداثَ خرجت عن السيطرة، للإيحاء بأنّ “داعش” يملك إمكانيّة إعادة التنظيم الذاتيّ، ليشكّل تهديداً للمنطقة، في محاولة لتشكيل حصارٍ نفسيّ على الإدارة الذاتيّة.
جاءت الأحداثُ على مسافةٍ قريبةٍ من اجتماعات الجولة 17 من أستانة التي انتهت الأربعاء 22/12/2021، ببيانٍ إنشائيّ وردت فيه ثلاثُ فقراتٍ تستهدفُ الإدارةَ الذاتيّةَ شمال وشرق سوريا، وأشار البيانُ إلى افتراضاتٍ، وتجاهل الحقيقةَ الثابتةَ المتمثلةَ بإرادةِ العيشِ المشتركِ والتطلعِ إلى حلٍّ شاملٍ للأزمة، كما تجاهل آلاف الشهداء الذين قضوا في حملات دحر الإرهاب، والحقيقة الماثلة في شمال وشرق سوريا تؤكد وحدة السوريين وتطلعهم إلى حلِّ الأزمة وإنهاءِ الحصار المفروض عليهم، كما تغافل واقعِ المناطق التي تحتلها تركيا وانتهاكات حقوق الإنسان والسيادة الوطنيّة فيها وعمليات التغيير الديمغرافي والتتريك، وكان بيان أستانه بمقام التفويضِ بالتصعيدِ التركيّ والعدوانِ اليوميّ، ليبقى التطبيق العمليّ مفتوحاً على كل الاحتمالات واستخدام كلّ الوسائل، وأما الحديث عن التهديد الإرهابيّ لداعش فقد اقتصر على الإشارة، بالمقابل لم يشر إلى إطلاقِ الحوارِ بين السوريين.
تجاوز لعمليات الاغتيال
 
في 7/8/2014 أطلق الرئيس الأمريكيّ، آنذاك، باراك أوباما الحرب على داعش في العراق عبر تنفيذ غارات، وفي 10/9/2014 أوعز بشن غارات في سوريا ليتشكل بعدها تحالف يضم أكثر من 20 دولة، وفي 9/12/2017 أعلن رئيس الوزراء العراقيّ حيدر العبادي، انتهاء الحرب ضد داعش رسميّاً، بعد ثلاث سنوات من القتال، وفرار المرتزقة إلى خارج البلاد. وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية في 23/3/2019 هزيمة داعش بعد تحرير الباغوز. إلا أنّ ذلك لم يتجاوز الهزيمة الجغرافيّة لداعش، وانتقاله إلى حالة الكمون واستمراره على شكلِ خلايا نائمة، وجاء في تقرير للأمم المتحدة العام الماضي أنَّ 10 آلاف من مرتزقة “داعش” لا يزالون ناشطين في العراق وسوريا.
تجاوز “داعش” عمليات الاغتيال التي ينفذها من وقت لآخر عبر خلاياه، لينفذ هجمةً منظمةً وعنيفة ضد مقراتٍ محصّنةٍ وتحتَ المراقبة، كما لم تتوقف محاولات داعش لتنظيم صفوفه والانبعاث مجدداً. وتزامنُ الهجومين في سوريا والعراق يعني أنّه بصدد السيطرةِ على أحياءَ ومناطقَ والوصول إلى مخازنِ السلاح، وأما تحرير المعتقلين من سجن غويران فهو يعني الكثير بإعادة 3500 معتقل إلى ميدان العمل العسكريّ.
رغم أنّ البعض لم يربط بين أحداث سجن غويران وهجوم داعش على قاعدة عسكريّة بمحافظة ديالى العراقيّة، إلا أنّ تزامن هجومين كبيرين لا يمكنُ اعتباره مجرد صدفة. و”داعش” المهزوم جغرافيّاً لا يمكنه تنسيق هجمات بهذا الحجم إلا أن يكون ذلك بدعمٍ عسكريّ واستخباراتي ولوجستي من دولة وتوفر عوامل عديدة ومعقّدة، فالهجومُ على السجن يعني وجودَ أعدادٍ كبيرة تتحركُ بحريةٍ ولا يمكن معرفة مكان وجودها وتوزعها، وأنّها بانتظار فقط أمر العمليات!
ما حدث تجاوز حالات العصيان التي سبق أنّ شهدها سجن غويران، فقد أغلقت قوات سوريا الديمقراطية، وقوى الأمن الداخلي (الأسايش)، مساء الأربعاء 27/10/2021 الطرق المؤدية الى سجن الصناعة بحي غويران، وفي يومي 28ــ 29/9/2021 نفّذ معتقلو داعش عصياناً وسط طوق أمنيّ فرضته قوات التدخّل السريع في محيط المنطقة. وفي 29/6/2021 شهد السجن حالة عصيان مماثلة، كما شهد شهرا آذار وأيار 2021 حالتي عصيان.
اغتيالات وجرائم قتل
 
آخر العمليات التي تبناها “داعش” في سوريا كانت اغتيال الدكتور عبد الله المفضي الثلاثاء 11/1/2021، كما تبنّى اغتيال عناد حسن المفضي شيخ عشيرة البوفريو وأحد وجهاء قبيلة الدليم في 23/11/2021 قرب الطريق العام ببلدة ابو النيتل بناحية الصور.
وشهد مخيم الهول وقوع أربع جرائم قتل منذ مطلع عام 2022 وهم لاجئين اثنين من الجنسية العراقيّة ونازحة سوريّة، والمتطوع في الهلال الأحمر الكرديّ باسم محمد محمد وقد اغتيل مساء 11/1/2021، بإطلاقِ النارِ على رأسه من قبل خلية “داعش” في مخيم الهول، وفي كانون الأول الماضي، قُتلت امرأتان بالمخيم بالرصاص بفارقِ يوم واحد بينهما، وبحسب الإحصائيات غير الرسمية، قُتل أكثر عن 90 شخصاً بينهم نساء وأطفال من النازحين السوريين واللاجئين العراقيين خلال العام المنصرم.
في العراق أكدت مصادر أمنيّة ومسؤولون محليون في محافظة ديالى، الأربعاء 19/1/2022، أن منطقة حوض حمرين شمال شرقي المحافظة، لا تزال رخوة أمنيّاً ومصدر تهديد للقطعات الأمنية والمدنيين بسبب وجود بؤر داعش المتحركة، ومساء الخميس 2/12/2012، تعرضت قرية خضر جيجة لهجوم شنّه “داعش” وتدخلت قوات البيشمركة لمساندة سكان القرية بصدِّ الهجوم، ولدى قيام عربة للبيشمركة بنقل الجرحى تعرضت لحادث ما أودى بحياةِ عسكريّ وإصابة آخر. ووقعت عربة أخرى عربات للبيشمركة في كمينٍ بتفجير عبوة ناسفة راح ضحيته سبعة عناصر، عندما باشرت بعمليةِ تمشيط وملاحقة المسلحين المهاجمين. وبحسب محافظ هولير أوميد خوشناو، فقد أودى الهجوم بحياة ١٣ شخصاً.
في 28/12/2021 أعلن “داعش”، إعدام العقيد ياسر الجوراني مدير جوازات مدينة الأعظميّة في بغداد، بعد أيام على اختطافه، واُختطف الجوراني وثلاثة من أصدقائه بمحافظة ديالى خلال رحلة صيد بريّة، وأُعدم اثنان من رفاقه وحررت القوات العراقيّة الرابع، لكنه توفي بعد عملية تحريره.
وشنَّ “داعش”، مساء الجمعة 3/12/2021، هجوماً على قرية خدرجيجة في قضاء مخمور بمحافظة نينوى شمال البلاد؛ ما أدّى لمقتل 13 شخصاً (10 من قوات البيشمركة و3 مدنيين). وأعلنت الحكومة العراقيّة، الأربعاء 8/12/2021، إطلاق عملية عسكريّة واسعة لتعقب عناصر “داعش” في المناطق الفاصلة بين القوات الاتحاديّة والبيشمركة.
ومن العمليات التي شهدتها مناطق شرق بغداد ومحافظة ديالى؛ مقتلُ 14 عراقيّاً وإصابة أكثر من 15 في هجومين الثلاثاء 26/10/2021، الأول عبر كمين خادع بعد اختطاف عدد من الاشخاص وطلب فدية مقابل إطلاق سراحهم، إلا أن عناصر “داعش” قتلوا المخطوفين وزرعوا عبوات ناسفة في الطريق إلى مكان التبادلِ بقرية الرشاد جنوب المقداديّة، وصباح اليوم التالي الأربعاء قُتل سبعة أشخاص؛ في هجومٍ استهدف قرية مجاورة لمكان الهجوم الإرهابيّ السابق، ويوم الخميس قُتل شرطيان في المقداديّة بمحافظة ديالى.
الحاضنة التركيّة لداعش
 
تؤكدُ التقارير الإعلاميّة انتقالَ المئات من عناصر داعش إلى المناطق التي تحتلها تركيا حيث تحظى بحمايةٍ كاملةٍ، وانضم الكثيرون إلى الفصائل التي تقودها تركيا، وقد قُتل البغدادي في 27/10/2019، في إدلب على مقربة من الحدود التركيّة، ومعظم قياديي التنظيماتِ الإرهابيّة قُتلوا في مناطق النفوذ التركيّة.
وفي 25/10/2021 ظهر عناصر داعش علناً في مظاهرة بمدينة سري كانيه المحتلة.
وقال المبعوث السابق للتحالف الدوليّ لقتال داعش بريت ماكغورك في عام 2019: “إنَّ تركيا سمحت بعبور 40 ألف مقاتل من الجهاديين من 110 دول حول العالم جاؤوا إلى سوريا”.
ونشر موقع نورديك مونيتور السويدي المتخصص في الشؤون المخابراتيّة، تقريرين أشار فيهما إلى أنّ وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكيّة ذكرت في تقرير سرّي، في حزيران 2016، أنَّ تركيا وقطر دعمتا جبهة النصرة وداعش. وكشفت الوثيقة التنسيق المتبادل بين المخابرات التركيّة والجماعات المتطرفة في سوريا، وبخاصةٍ داعش، وجبهة النصرة.
وأشار تقرير موقع نورديك مونيتور إلى وجود شبكة قوية لإمدادِ هيئة تحرير الشام، بالإمدادات والذخيرة وتدفقات الأسلحة، لكنها لفتت إلى أنَّ العلاقة الأوثق كانت بين تركيا وداعش. وأكدت الوثيقة ما جاء بتقرير للاستخباراتِ الهولندية كشف عن استخدام “داعش” الأراضي التركية قاعدةً استراتيجية لتدريب المرتزقة، وعبور الآلاف من التابعين لداعش إلى سوريا وأوروبا. وأنَّ اجتماعاتٍ دوريّةً كانت تُعقد بين جهاز المخابرات التركيّة وأفرادٍ من داعش، تُنقل فيها توصيات الرئيس التركيّ أردوغان. إضافة لاعترافاتٍ أدلى بها أسرى داعش.
ونشرت مجلة دير شبيجل الألمانيّة في 4/4/2019 وثائق رسميّة تثبتُ أنَّ تركيا كانت دولة العبور للمنتسبين إلى مرتزقة داعش. وكشفت وثائق مسرّبةٌ من موقع “ويكيليكس” في 4/12/2016 معطياتٍ جديدةً عن ضلوعِ بيرات البيرق، وزير الطاقة التركيّ، وصهرِ أردوغان بتهريبِ نفطِ داعش إلى تركيا.
بالمجمل لا يمتلك “داعش” إمكانيّة الانبعاث وتنظيم صفوفه والسيطرة الجغرافيّة، مع انتشاره في مناطق متعددة بين البادية السوريّة والخلايا النائمة في مناطق عديدة من شمال وشرق سوريا والمناطق المحتلة، والأكثر منطقيّة أنّه تحوّل لأداةِ ضغطٍ وفق أجندات استخباراتيّة، ويؤكد هجوم سجن غويران وجرائم القتل في مخيم الهول صعوبة ضبط سلوكه وإمكانية إيجاد ثغراتٍ أمنيّةٍ.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle