سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الأمُّ سِفْرُ الحياةِ والوجودِ

عبد الله رحيل-

 
يا ثلجُ قدْ ذكّرتَنِي أُمّي
أيَّامَ تقضي الليلَ في همِّي
 مشغوفةً تَحَارُ في ضمِّي
تَحنو عليَّ مخافةَ البردِ.
يتحمّس الشعراءُ فيتخيّلون، والعلماءُ والعارفون، والفلاسفةُ والمبدعون، وأشرفُ ونشرفُ بما يكتشفون، لكن عهدَك طاقةُ خلودٍ تتجدّدُ، أناجيك فيها متحيِّرًا، أنتِ الأرضُ، تكونين الملاذَ، والملجأَ لمخلوقاتِها، فأنتِ التي علّمتِني الخدمةَ والأدبَ، تنشُطينَ لتَظلِّي هديةَ السَّماءِ، ولتعطي ابتسامةَ الإنسانِ المكرَمِ، والذي يحملُ كثيرًا من محاسنِكِ في مناطقَ عديدةٍ من كينونتِهِ، وأنتِ تستمرِّين، وتجاهدينَ ليرضى، وليكونَ شراعاً قويّاً، يُواجهُ ريحَ الكونِ العاتيةِ، والأمواجَ المتلوِّنةَ، فأرتوي من فمِ ينبوعِ حنانِك، قرأتُ النَّجمَ في سِفرِكِ، وكتبْتُ نورَ القمرِ في عينيكِ، وتكوَّرتِ النُّجومُ، فتدلّتْ في عُنقِ السَّماءِ، لترْسُمَ قلبَكِ هدايةً للورى، يهتدون إلى الأمانِ برائِحةِ هديكِ، تظمَئينَ لأرتويَ من نقيِّ الحياةِ، ومنْ رضابِ شفتيكِ، دبَّ في قلبي دمُ الحياةِ، وتعانقَتْ عندَ عطفِكِ فِكَرُ التَّاريخِ والفَلاسِفَةِ.
 “المستهينُ بقدُراتِ النِّساءِ، أتمنَّى أن تُعاد طفولتُه من غيرِ أُمٍّ”، تلك أنتِ، فلا شكَّ أنَّ الأقوالَ كلَّها، تقفُ حَيرَى، عندَ بيانِ تأديبك، تهزِّينَ سريرَ الطّفولةِ بصمتٍ، وبتراتيلِ حدوِكِ، فترقدُ الطُّفولةُ مأسورةً بحنانيكِ، غارقةً في خِضَمِّ الفرحِ الصَّامتِ، ألم تعلمي يا سيدة الحكايا، حينَ ضلَّ الناسُ قديمًا، في معتقداتهم، اتخذوك آلهةَ الخيرِ، والجمالِ، والحبِّ، وتماثيلَ يطوفون حولها، لتعطيَهم القبولَ والرضا، فأنت بابلُ، وعشتارُ، وفينوسُ، وجوبتيرُ، ومارسُ، وديانا، وفولكانُ…
يَحارُ الليلُ في ضحكِكِ، ويخشى النهارُ نبلَكِ، فيتلطّفُ الغروبُ في قدِّكِ، والضّوءُ يُخْفِتُ سناهُ من سحرِكِ، والشَّمسُ تتلاحمُ أجزاؤها رويدًا رويدًا؛ لتتكمّلَ صورتُها في صورةِ وجهِكِ، فأنتِ الأرضُ مخضرّةً بسنابلِ عطرِكِ.
قالَ الشاعرُ التونسيُّ أبو القاسم الشّابيّ “الأمُ تلثمُ طفلَها وتضمُه… حرمٌ سماويُّ الجمالِ مُقدّسُ”.
وحين تغيبينَ، وترحلينَ، يُختصَرُ الفراغُ، وتضيقُ الفُسحاتُ، ويَصمتُ الفرحُ، ويكونُ طعمُ المطرِ مرّاً في أديمِ الأرضِ، ولونُ الثلوجِ مسودُّ الذرَّاتِ، فحينَ علمَ السّيّابُ -الشّاعرُ العراقيُّ- بفقدِ أمِّهِ، جعل الأفلاكَ حزنى، والفضاءَ يبكي، والغيومَ قد أمطرَتْ وقتَ ذاكَ مطرًا مختلفًا مرّا متواصلاً:
“تثاءبَ المساءُ… والغيومُ لا تزالُ تسحُّ … ما تسحُّ من دموعِها الثِّقالِ … كأنَّ طفلاً باتَ يهذي قبل أنْ ينامَ … بأنَّ أمَّهُ التي أفاقَ منذُ عامٍ لمْ يجدْها… ثم حينَ لجَّ السُّؤالُ… قالوا لهُ… بعدَ غدٍ تعودُ… لا بدَّ أنْ تعودَ”.
صديقةُ الشطآنِ والمرافئِ، تراقبُ الموجَ البعيدَ، وتنسجُ بعينيها زرقةَ البحرِ، سفناً وممراتٍ للعودةِ، فهي معلقةٌ بمجاديفِ السفنِ،” وتجوسُ كلَّ سفينةٍ عيناكِ”، لكِ أفضليةُ المرورِ، ووجهُكِ جوازُ سفرٍ لرجالِ الأمنِ، أدخلُ بهِ المطاراتِ والموانئَ.
وحينمَا ترحلينَ يتكلمُ من داخلِ الأكوانِ: لقدْ رحلتْ التي من أجلِها كنُّا نُعطيكَ، ومن أجلِها نُفرحُكَ، ونَحميكَ… ومهما يبلغُ المرءُ من تداعي العمرِ، واتساعِ أفكارِه، يظلُّ اسمُ أمِّهِ في حنايا شفتيه، مردّدًا حبَّها، وتوَّاقا إلى زمنِها، ورافعًا وجدَها فوق القيمِ، وساكنًا في مساحاتِ عقلِهِ البعيدةِ، مقرًّا بدورِها، الذي أوجده في هذه المعمورةِ، فللأمِّ كلُّ ما خلقَ اللهُ من جميلٍ، ولها تسمو الألفاظُ وتتجمّلُ، ويُنقَّى الأدبُ من أخطائِه، فهي ملهمةُ الإبداعِ والنفسِ، وهي سيّدةُ الوجودِ، لأنَّها العذراءُ في صورةِ المسيحِ، وحاملةُ النبيّ إلى قومِه، فبإشارةٍ بنانِها، (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا).
ويبقي المرءُ أكبرَ المخلوقاتِ، وأسماها، مادامَ قريباً من أمِّه، ألا تروَنَ الطفلَ يومَ ولادتِه، يكونُ أكبرَ المخلوقاتِ، فإذا ما مضى عمُرُه، فقد بدأ يصغُرُ، ويدنو من نهايتِه، لأنَّه ابتعدَ عن والدتِه، فإليها يرجعُ الحنينُ، وبها تقدسُ الطّهارةُ، وإلى كسرةِ خبزِها نحنُّ، ونحيَا، وعلى نارِ تنورِ خبزِها، يعمُّ الخيرُ الأرضَ، وفي رقعةِ بيتِها، نتربّى في تنظيمٍ متقنٍ، وعلى لحنِ لسانِها نتعلَّمُ الُّلغاتِ، وننظِّم القصائدَ، والكتبَ، فقليلٌ من الحبِّ منها، يعُمُّ السّلامُ وجهَ الأرضِ، ويَحارُ الفكرُ في وصفِها، فلله يومٌ عذبٌ مصفَّى، حينَ تغنَّى الشاعرُ محمود درويش قصيدةً مُغناةً بألفاظٍ جليلةٍ حَرقَى، علَّها تُضفِي الوجودَ، أنهارَ عطرٍ، تستحمُّ منها المخلوقاتُ، للتحرُّرِ من تلوُّثِ ألسنتِها، حينَ تُرتَلُ في حبِّ الأمِّ الرَّؤومِ:
“أحنّ إلى خبزِ أمّي، وقهوةِ أمِّي، ولمسةِ أمِّي …خديني إذا عدْتُ يوماً وشاحاً لهدبكِ، وغطّي عظامي بعشبٍ، تعمّدَ من طُهرِ كعبكِ، وشدّي وثاقي بخصلةِ شعرٍ، بخيطٍ يلوّحُ في ذيلِ ثوبكِ… هَرِمْتُ فردّي نجومَ الطفولةِ، حتى أشاركَ صغارَ العصافيرِ، دربَ الرجوعِ لعشّ انتظارك”.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle