سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

نكبةُ البرامكةِ ـ2ـ 

د. محمد فتحي عبدالعال (كاتب وباحث مصري)_

قصة شعبية تسللت لكتب التاريخ
لقد أوجز ابن خلدون في مقدمته بشكل جلي، أن ما حل بالبرامكة كان سياسيا محضا، ولا أسباب أخرى تقف وراء هذه الحادثة غير ذلك، فقال:
(إنما نُكِبَ البرامكة ما كان من استبدادهم على الدولة، واحتجازهم أموال الجباية، حتى كان الرشيد يطلب اليسير من المال فلا يصل إليه، فغلبوه على أمره، وشاركوه في سلطانه، ولم يكن له معهم تصرف في أمور ملكه، فعظمت آثارهم، وبعد صيتهم، وعمروا مراتب الدولة وخططها، بالرؤساء من ولدهم وصنائعهم، واحتازوها عمن سواهم، من وزارة، وكتابة، وقيادة، وحجابة، وسيف، وقلم).
وعلى عادة العامة في اصطناع، وتناقل الاشاعات، خاصة في حال خطب جلل كهذا، فقد اختلقوا قصة العلاقة، بين العباسة أخت الرشيد، وجعفر البرمكي، وأدعو أنها السبب الرئيسي فيما حل بالبرامكة، وخلاصة القصة، كما يحكيها الطبري دون سند: من أن الرشيد كان لا يصبر عن جعفر صديقه، والعباسة أخته، إذا جلس للشراب، فأراد أن يحضرهما معًا دوما في مجلسه، ولكي يتلافى ما قد تتناقله الألسن، بشأن هذه الخلوة غير الشرعية، ويتنافي مع الشرع الإسلامي، فاحتال الرشيد للأمر، بأن يزوج أخته من جعفر، زواجا صوريا، حتي يستقيم الأمر، ويصبح تواجدها في المجلس شرعيا مع جعفر! فقال لجعفر: أزوجكما على ألا يكون منك شيء، مما يكون للرجل إلى زوجته، فقَبِل جعفر، وعقد قرانهما، ولكن جعفر أخلف وعده للرشيد، وعاشرها كزوجة له، فحملت منه طفلاً، خافت عليه من أخيها، فأبعدتْه إلى مكة، وحينما علم الرشيد بالأمر، استشاط غضبا، وأوقع بالبرامكة ما أوقع… لا تخلو هذه الرواية من عدم المنطقية، والمبالغة، والحقيقة أنها لا تحتاج نقاشاً تاريخيّاً طويلاً؛ لدحضها، ويكفي أن نسوق ما قاله  الجهشياري عن عبد الله بن يحيى بن خاقان: سألت مسرورًا الكبير (هو الذي نفذ الإعدام بحق جعفر رغم توسلات الأخير)، في أيام المتوكل – وكان قد عمر إليها، ومات فيها، – عن سبب قتل الرشيد لجعفر، وإيقاعه بالبرامكة، فقال: كأنك تريد ما تقوله العامة، فيما ادّعوه من أمر المرأة؟! فقلت له: ما أردتُ غيره، فقال: لا والله، ما لشيء من هذا أصل، ولكنه من ملل موالينا وحسدهم” وهو ما يفنّد رواية الطبري ويبرهن، أن هذه القصة الشهيرة لا أساس لها من الصحة.
بيتان من الشعر شارةٌ النهايةِ
روي “ابن طباطبا في الفخري” عن بختيشوع الطبيب قال: (دخلت يوماً على الرشيد، وهو جالس في قصر الخلد، وكان البرامكة، يسكنون بجانبه من الجانب الآخر، وبينهم وبينه عرض دجلة. فنظر الرشيد: فرأى اعتراك الخيول، وازدحام الناس على باب يحيى بن خالد، فقال: جزى الله يحيى خيراً تصدى للأمور، وأراحني من الكد، ووفر أوقاتي على اللذة، ثم دخلت عليه بعد أوقات، وقد شرع يتغير عليهم، فنظر فرأى الخيول كما رآها تلك المرة، فقال: استبد يحيى بالأمور دوني، فالخلافة على الحقيقة له، وليست لي منها إلا اسمها، فقلت: إنه سينكبهم فنكبهم عُقيب ذلك”، كما ذكر  بختيشوع الطبيب أنه بينما كان جالساً في مجلس الرشيد، إذ دخل يحيى بن خالد، وكان من عادته أن يدخل بلا إذن، فلما دخل، وسلم على الرشيد، ردَّ عليه رداً ضعيفاً، فعلم يحيى أن الرشيد قد تغير عليه”. ثم عَبَّر الرشيد عن استيائهِ؛ لدخول يحيى البرمكي عليه دون إذن، فقام يحيى! فقال: يا أمير المؤمنين! قدْ منّ الله إليك، والله ما ابتدأت تلك الساعة، وما هو إلا شيء، كان قد خصني به أمير المؤمنين، ورفع به ذكري، حتى إنْ كنت لا أدخل، وهو في فراشه مُجرداً حيناً، وحيناً في بعض إزاره، وما علمت أن أمير المؤمنين كره ما كان يُحب” وإذا قد علمت، فإني أكون عنده في الطبقة الثانية من أهل الإذن، أو الثالثة ان أمرني سيدي بذلك” فاستحى الرشيد، وقال: “ما أردت ما تكره، ولكن الناس يتقولون”. كما أمر الرشيد خادمه مسرور، بألا يقوم أحد من الغلمان تحية ليحيى إذا دخل مجلسه.
لم يكن تغير العلاقة بين الرشيد والبرامكة خافيا علي أعداء البرامكة، الذين استعجلوا النهاية، فدسوا للمغنين شعراً؛ ليثير حفيظة الرشيد، وكان لهذين البيتين وقعٌ شديدٌ علي نفس الرشيد.
“ليت هنداً أنجزتْنا ما تعِدْ
وشفَتْ أنفسَنا مما تجدْ
واستبدَّت مرةً واحدةً
إنما العاجزُ من لا يستبد”
فلما سمع الرشيد هذين البيتين، قال “إي والله إني عاجز” وكانت لحظة الانتقام، فأمر الرشيد مسرورا، بضرب عنق جعفر وقبض على يحيى  — وكان شيخًا كبيرًا — وزاد في حديده، وأغلاله، وأَحْضَر الفضل، وضَرَبَه بالسياط،  حتى كاد أن يهلكه. حاول يحيى أن يستدر عطف الرشيد، ويذكره بالصِلَة القديمة فكتب إليه:
“بسم الله الرحمن الرحيم … إلى أمير المؤمنين، ونسل المهديين، وإمام المسلمين، وخليفة رسول رب العالمين، مِن عبْدٍ أسلمَتْهُ ذنوبه، وأوقعَتْهُ عيوبه، وخذلَهُ شقيقه، ورفَضَه صديقه، وخانه الزمان، وأناخ عليه الخذلان، ونزل به الحدثان … فصار إلى الضيق بعْد السعة، وعالج الموت بعْد الدعة، وشرب كأس الموت مترعة، وافترش السخط بعد الرضا، واكتحل بالسهر بعد الكرى.
يا أمير المؤمنين … قد أصابتني مصيبتان: الحالُ والمال؛ أما المال فمنك ولك، وكان في يدي عاريةً منك، ولا بأس برد العواري إلى أهلها، وأما المصيبة بجعفر؛ فبجرمه وجرأته، وعاقبْتَه بما استخف من أمرك، وأما أنا فاذكر خدمتي، وارحم ضعفي، ووَهَنَ قُوَّتي، وهب لي رضاك؛ فمِن مثلي الزلل، ومِن مِثلك الإقالة، ولست أعتبر… ولكني أقر، وقد رجوت أن أفوز برضاك، وتقْبَلَ عذري، وصِدْق نيتي، وظاهر طاعتي، ففي ذلك ما يكتفي به أمير المؤمنين، ويرى الحقيقة فيه، ويبلغ المراد منه”.
لكن الرشيد، كان قد أوصد أبواب الرحمة كلها في وجه البرامكة، فعلق على هذا الخطاب، بقوله تعالى: “بسم الله الرحمن الرحيم (وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ)، فيئس يحيى، وَّ لبث في السجن حتى مات…
وهكذا أسدل الستار على واحدة من الحوادث التراجيدية، في علاقة السلطة بأصحاب النفوذ، ودهاليز السياسة، وأثرها في تبدل الأحوال من حال لحال.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle