عزيز سليمان (كاتب وإداري في مجلس سوريا الديمقراطية)_
ما يشهده العالم من حروب عبثية، ودمار للبشر وللطبيعة، وهذا الكوكب الجميل، الذي أصبح مسرحا لتصفية حسابات تاريخية، لبعض الدول؛ لإعادة أمجادها في السيطرة على العالم، وعلى دول مجاورة مثال تركيا العثمانية، وروسيا القيصرية، التي تعيش على حقبة الاتحاد السوفيتي، حيث إرادة روسيا أن تكون قطباً جديداً إمبريالياً، تزاحم أوربا، وأمريكا، وتأخذ الريادة في النظام العالمي الجديد.
ما فعلته روسيا في سوريا من تدمير البنية التحتية، وقتل الأطفال وتهجير الشعب السوري، كانت شريكة مع النظام التركي والسوري والإيراني، وما تشهده أوكرانيا بغض النظر عن مواقفها مع الناتو، والغرب من دمار، وتشريد ولكن بالمقابل فقد أبدت المقاومة النبيلة للشعب الأوكراني الشجاع بلاء حسناً، فقد خرج الكل لحمل السلاح، ضد قوة نووية، قد يكون هذا الشعب هو ضحية النزاعات بين أقطاب الرأسمالية.
رأسمالية الدولة الروسية في الطاقة
من المربك أن الرأسمالية الروسية الجديدة، التي لا تتراجع عن أي من حركات التسليع، والتسويق، وخاصة الخصخصة، تقوم بهذا التحول من حيث الكفاءة مع مؤسسات الدولة، مثل غازبروم وروسنفت ولوك اويل. بادئ ذي بدء، فان ملكية وإدارة الاستثمارات، التي تتطلب رؤوس أموال ضخمة، وإدارة كبيرة مثل الطاقة، والنقل، والاتصالات، والبنوك، من قبل الدولة هي خيار سياسي حقيقي، وليس خياراً أيديولوجياً، بعبارة أخرى؛ فإن رأسمالية الدولة في روسيا اليوم هي خيار تم اتخاده لتحويل روسيا الى قوة وممثل عالمي، وتعزيز تراكم رأس المال. صندوق الثروة الروسية الذي يشكل حجمه عشرة بالمائة من الدخل القومي الروسي، يواصل العمل كعنصر فاعل مهم للتطوير، وإدارة الدولة هي القوة المحركة للاقتصاد الرأسمالي، لم توقف الشركات الخاصة، وتنشط أعداد كبيرة من الشركات الخاصة كبيرة وصغيرة في جميع القطاعات، تم دمج الرأسمالية الروسية بشكل أساسي مع موارد الطاقة في الاقتصاد العالمي، فتحتل روسيا المرتبة الثامنة في احتياطيات النفط العالمية بطاقة ثمانين مليار برميل، وتحتل المرتبة الثانية بصادرات النفط الخام، التي تقترب من خمسة ملايين برميل يوميا، بميزة أكبر في الغاز الطبيعي تعدّ روسيا رائدة في العالم باحتياطاتها المؤكدة من الغاز الطبيعي البالغة ثمانية وأربعين تريليون مترا مكعباً، روسيا تصدر ثلث إنتاجها من الغاز الطبيعي، بنحو 665 مليار متراً مكعباً سنويا، زادت عائدات صادراتها خاصة في السنوات الأخيرة من بيع الغاز الطبيعي، وكذاك النفط الخام، فبلغت صادراتها السنوية 380 مليار دولار، من ناحية أخرى؛ فإن روسيا التي تبلغ وارداتها حوالي 300 مليار دولار لديها فائض في الميزان التجاري يتراوح بين ستين وتسعين مليار دولار حسب مسار أسعار الطاقة.
التنين الصيني….
سينخفض استخدام الوقود الأحفوري في العالم، مع تنفيذ برنامج التحول الأخضر للرأسمالية العالمية، روسيا التي يعتمد وجودها إلى حد كبير على هذا المورد، توسّع مكانتها في الرأسمالية العالمية، ومكانتها في التسلسل الهرمي من خلال هذا المورد كلما يسمح الوقت، وتعتمد أيضا على قدراتها في مقاومة القوى الإمبريالية الأخرى، وخاصة أمريكا، التي تهيمن على النظام الرأسمالي العالمي.
إن الرأسمالية الروسية، التي تشعر، أنها مهددة من قبل حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأن تكون سلبية تريد أن ترى الصين معها في هذه المقاومة، ولا تريد أن تضيع الفرصة، التي تتيحها الظروف.
كيمياء الصين وأهدافها عن روسيا، وهذا موضوع تحليل آخر، فإن الصين لا تلعب دور الأوراسي مثل روسيا، أنها تتبع سياسة عالمية مختلفة، وتركز أعينها على رأس المال العالمي بدلاً من الولايات المتحدة الامريكية، وتجاوزها اقتصاديا وتكنولوجيا وزيادة قوتها العسكرية ولعب دور ريادي في العالم على المدى الطويل أيضاً، لاحظنا في الحرب الروسية الأوكرانية أن الناتو أراد جر روسيا الى هذه الحرب، وإضعاف اقتصادها، وإدانتها في المحافل الدولية، وهي نقطة تحول في العالم المعاصر، لإيقاف الصين وإزاحتها عن الساحة الاقتصادية العالمية.
ما يشهده العالم من حروب عبثية، ودمار للبشر وللطبيعة، وهذا الكوكب الجميل، الذي أصبح مسرحا لتصفية حسابات تاريخية، لبعض الدول؛ لإعادة أمجادها في السيطرة على العالم، وعلى دول مجاورة مثال تركيا العثمانية، وروسيا القيصرية، التي تعيش على حقبة الاتحاد السوفيتي، حيث إرادة روسيا أن تكون قطباً جديداً إمبريالياً، تزاحم أوربا، وأمريكا، وتأخذ الريادة في النظام العالمي الجديد.
