نساء منبج؛ سرنا على درب ليلى كوفن حتى انتصرنا

روناهي/ منبج – دامت معركة الأمعاء الخاوية أكثر من ستة أشهر، وذلك تنديداً بالعزلة المفروضة على القائد أوجلان. لتغدو مقاومة السجون؛ القبس الذي تستلهم منه نساء منبج مقاومتهن، ويحتذين بتجربتها في كل معالم شؤون حياتهن، سواءً بالعمل أو المنزل.

في تحدٍّ غير مسبوق أمام سطوة سلطات الاحتلال التركي، واصلت المناضلة ليلى كوفن؛ إضرابها عن الطعام؛ استنكاراً للعزلة المشددة المفروضة على القائد أوجلان، على الرغم من تدهور حالتها الصحية، وآلامها الشديدة، إلا أنها صارت رقماً صعباً في معادلة النضال، حتى انتصرت؛ لتسطر بحروف وضيئة معاني المقاومة التي ستخلد في صفحات التاريخ.

وكانت المناضلة ليلى كوفن، قد دخلت إضراباً مفتوحاً عن الطعام مع عدد من المعتقلين في الثامن من تشرين الثاني عام 2018م، حيث دامت معركة الأمعاء الخاوية أكثر من ستة أشهر، لتغدو مقاومة السجون؛ القبس الذي استلهم منه نساء منبج مقاومتهن.

رسالة مقاومة السجون كانت للإنسانية جمعاء

وبهذا الصدد أجرت صحيفتنا” روناهي”، لقاءً مع العديد من النساء في مدينة منبج؛ لتوضيح موقفهن من تجربة المناضلة ليلى كوفن وانتصارها، وفي البداية؛ التقينا مع المواطنة؛ إسراء الجمعة، والتي أوضحت موقفها، من المقاومة قائلةً: “في الواقع لا أزال أتخيل، كيف استطاعت امرأة واحدة، أن تفعل كل هذا بكل ما أوتيت من القوة والتصميم العالي، ما يعجز عن فعله بهذه الطريقة؛ الزهاد والحكماء، فمن تمتلك تلك العزيمة الشديدة، ينبثق الثبات والعزة، فمن المستحيل أن تحرك الجبال الراسيات موقفها النبيل والراسخ. رسالة مقاومة السجون كانت للعالم أجمع، فهي برهنت للعالم أن السلام هو من سينتصر، مهما حاولت دولة الاحتلال التركي تقويض هذه الحملة، بيد أنها باءت بالفشل، فهي كانت معركة من نوع آخر ووصفت بمعركة الأمعاء الخاوية”.

وأضافت إسراء قائلةً: “كما هدفت ليلى كوفن عبر رسالتها؛ لفت انتباه العالم جميعاً بأن الشعب الكردي محب للسلام أينما كان، وبأنهم يسعون من خلال فلسفة الأمة الديمقراطية للعيش المشترك مع جميع الشعوب. ففي مدينة منبج لم نكن نعرف أن هناك أحد سيجمع عدة شعوب مع بعضها البعض في مكانٍ واحد، علماً أنها في السابق كانت بعيدة المنال، بالطبع لولا نضال مقاومة السجون لما تحقق ذلك”.

مثلت المقاومة؛ نبراساً، احتذت به النساء أينما كن

ومن جهتها، حدثتنا المواطنة نرمين حمدي؛ بأن انتصار مقاومة السجون مصطلح جديد، أضيف كالوسم، في سجل المناضلة ليلى كوفن، فقالت: “أدركت شعوب شمال وشرق سوريا، أن للمرأة العاشقة للحرية، كبرياء يصعب كسره بالمطلق، كما يتوقع ذلك الكثيرون. لقد دخل مصطلح مقاومة السجون إلى قلب كل امرأة في مدينة منبج وريفها حديثاً، فقد مثلت ظاهرة مقاومة السجون؛ نبراساً، تحتذيه النساء أينما يكن”.

وتابعت نرمين قائلةً: “هذا الشعار، بدأ يتردد على أفواه جميع النساء، وفي مختلف الأوساط الاجتماعية؛ لتغدو مقاومة السجون؛ أيقونة الصمود لكل امرأة حرة”.

وأردفت نرمين قائلةً: “لقد حققت مقاومة السجون منذ بداية إطلاقها أهدافاً عدة، خرجت عن جوهر الجوع والعطش، ممن يعتقد هذا الطرح فحسب، بل شملت جوانب أخرى، من أهمها: توحد شعوب شمال وشرق سوريا، حول قضايا سوريا المصيرية، كانتهاء الأزمة السورية بالدرجة الأولى، والتفاف هذه الشعوب حول الحوار السوري السوري الذي أطلقته مجلس سوريا الديمقراطي مؤخراً، ليغدو هذا المصطلح، من المصطلحات الخاصة، التي ترتبط بقضايا الإنسان، وعلامة إنسانية، مسجلة بماء الذهب باسم المناضلة ليلى كوفن”.

مقاومة السجون، فضحت بكل شفافية؛ جرائم المحتل التركي

وبدورها، أكدت المواطنة ميرة الأحمد أن مقاومة السجون، فضحت بكل شفافية؛ جرائم المحتل التركي بحق المعتقلين، قائلةً: “أنا أحب قراءة تجارب العظماء بما يسطرونه من تجسيد حقيقي للقيم والمثل النبيلة، وكانت ليلى كوفن؛ إحدى أولئك العظماء، اللاتي وقفن وقفة شموخ أمام الفاشية التركية التي لا تزال ترتكب المزيد من الانتهاكات بحق الشعب الكردي خاصةً وشعوب المنطقة عموماً، قبل أن تلقى هذه التهديدات مقاومة لا مثيل لها والتي ابتدأ من صمود امرأة واحدة، وانتصارها أمام دولة قمعية بحجم تركية المحتلة”.

واختتمت هند بالقول: “كل يوم تتكشف الكثير من جرائم حزب العدالة والتنمية في سوريا من احتلال للأراضي السورية كمدينة عفرين السورية، التي ارتكب بحقها ممارسات لا إنسانية يندى لها جبين التاريخ. فكانت مقاومة السجون؛ إحدى الأساليب المتبعة من خلال ضرب العمق التركي من الداخل، وعلى يد امرأة مكافحة تمكنت أن تهتز لموقفها، أعتى دولة بالشرق الأوسط بكل جرأة وتحد شديدين”.