جل آغا/ أمل محمد –
عبّرت نساء ناحية جل آغا التابعة لمقاطعة قامشلو، أن المرأة هي أساس المجتمع، وأن بناء المجتمع وتطوره مرتبط بشكل وثيق بحرية المرأة الفكرية، ومدى تحصيلها لحقوقها، مؤكدات أنهنَّ خُلقنَّ لريادة العالم بجانب الرجل، وليس خلفه كما يعتقد البعض.
تعد المرأة المحرك الفعلي لجوانب الحياة السياسية، والاقتصادية، والثقافية والمجتمعية، ونجاح عملية التطور في أي مجال مُقترن بشكل وثيق مع تحرر المرأة، فلن نحصل على نتائج إيجابية لصالح الأفراد، ولا حتى للمجتمع دون وجود بصمة المرأة، التي تتميز بفكرها التواق، ونهجها الحر، التي تسير عليه. في مختلف الحضارات، والثقافات كانت فئة قليلة من النساء، يُبرهنَّ للعالم أنهنَّ بالفعل مصدر القوة، ومن هؤلاء النسوة نساء روج آفا، اللواتي يُضرب بهنَّ المثل في النضال سواء السياسي، أو الاقتصادي، أو حتى حربها الخاصة مع المجتمع وواقعها.
فكر المرأة الحر أساس بناء المجتمع
التقت صحيفتنا بعدة نساء من ناحية جل آغا تزامناً مع يوم المرأة العالمي، والذي يُصادف في كل عام في الثامن من آذار، “مريم ناصر الخلوف” حدثتنا عن دور المرأة: “المرأة هي منهل الحياة، لن تقوم حضارة ولا حتى دولة إن لم يكن للمرأة حيز كبير في المشاركة، وحق إبداء الرأي، حين تُشارك النساء في مختلف الأروقة، والمجالات، وتُدلي بفكرها وخبرتها للمحيط التي تعيش فيه هنا فقط يمكننا القول بأننا نسير على الدرب الصحيح”.
مناطق شمال وشرق سوريا أعطت للعالم دروساً لمعنى حرية المرأة، حين سنحت لنسائها الفرصة في اختيار المجال الذي يرغبنَّ فيه، هذا ما أشارت إليه مريم من خلال حديثها: “نعيش مرحلة مفصلية لتغير واقع المرأة، لمسنا نتائج جوهرية بفضل ثورة روج آفا، أو ثورة المرأة كما يجب أن تُسمى، نساؤنا اليوم مفكرات مناضلات عاملات، وربات للمنازل وأمهات كل واحدة من هذه النماذج تُقدم دفعاً للمجتمع نحو مزيد من التطور والحضارة”.
حرية المرأة تبدأ من كيانها الداخلي
كما وحدثتنا خنساء أحمد: “لم تصل أي دولة ولا أي ثقافة في أي مكان لحرية المرأة الفعلية بعد، ولا تزال تتعرض لأشكال العنف كافة، ولا يزال يمارس عليها ضغوطات، وفق لبعض الأعراف والتقاليد في مختلف البلدان، ثورة المرأة عليها أن تبدأ من داخلها، وحريتها التي تصبو إليها لن تتم سوى بإيمانها بنفسها ومكانتها”.
وتابعت خنساء حديثها: “أنا أم فقط ولا أعمل في أي مجال سوى تربية أبنائي، هذا بحد ذاته إنجاز، ما أريد أن أقوله: إن المرأة فعالة في المجتمع مهما كانت، وكيفما كانت، فقط عليها معرفة دورها وحقوقها وعدم السماح لبعض الأفكار القديمة التي ولدت قبل آلاف السنوات في تقرير مصيرها ورسم مسار حياتها”.
فكر القائد ومكانة المرأة
وبدورها فاطمة شيخموس، أكدت على أن القائد عبد الله أوجلان الشخص الوحيد الذي نادى بحرية المرأة، وآمن بقدسيتها قائلةً: “المرأة كانت مُغيبة عن المجتمع، وحده القائد أطلع العالم من خلال رسالته وفكره الدور الحقيقي للمرأة”.
وفي ختام حديثها تغنت فاطمة بعظمة نساء روج آفا من الشعوب كافة لريادتها واستقلالها الفكري: “نشعر بالفخر حين نرى نساءنا على قدر عالٍ من الثقافة الفكرية والحضارية، والدبلوماسية، تمتلك من آليات الحوار، ما يجعل العالم ينصت لحديثها، ومن المعرفة الموروثة ما يضعها على رأس قوائم العلم، ومن الشجاعة ما يدفعها لخوض حرباً لوحدها، ترفض المساومة على معايريها ومبادئها لا تُقارن بغيرها من النساء”.
