نساء الدرباسية: حركة التحرر الكردستانية نقلت نضال المرأة إلى مراحل متقدمة

روناهي/ الدرباسية –

أشارت نساء ناحية الدرباسية إلى أن نضال المرأة دخل مرحلة جديدة مع بروز حركة التحرر الكردستانية، ولفتن إلى أن ذلك يعود إلى فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان.

تواصل المرأة الكردستانية ريادتها في نضال المرأة التحرري في وجه الظلم، الذي يقع عليها، فالمرأة الكردستانية استطاعت أن ترفع لواء نضالها، الذي سقط مع بروز السلطة الذكورية، وما تبع ذلك من فرض للتبعية على المرأة في مختلف بقاع العالم.

وفي منطقة الشرق الأوسط بالتحديد، ساهمت الدولة القومية في تعزيز اضطهاد المرأة، فوقعت بين فكي كماشة، فمن جهة العقلية الذكورية، ومن جهة أخرى العقلية الدولتية، هاتان العقليتان السلطويتان اللتان ما فتئتا يريانِ في المرأة آلة تقوم بالخدمة وتلبية الطلبات.

ونتيجة هذا الواقع المأساوي المحدق بالمرأة، كان لا بد من حركة ثورية قادرة على انتشال المرأة مما هي فيه نحو درب الحرية والخلاص، ومن هذا المنطلق، جاءت حركة التحرر الكردستانية بقيادة القائد عبد الله أوجلان، والتي اتخذت من تحرير المرأة أساساً لنضالاتها، حيث يقول القائد في هذا الصدد: “لا يمكن بناء مجتمع حر دون امرأة حرة، الأمر الذي سمح للمرأة الشرق أوسطية عامة، والكردستانية على وجه الخصوص، أن تكون رائدة نضال المرأة التحرري”.

نضال مستمر حتى النصر

وفي هذا الصدد، التقت صحيفتنا “روناهي” الناطقة باسم مؤسسة الأسرة في ناحية الدرباسية “فوزة عمر“: “نستقبل الثامن من آذار بظروف مغايرة تماماً عما كانت عليه سابقاً، ففي السابق كان الثامن من آذار مجرد يوم روتيني يتم استذكار المرأة فيه شكلياً، دون أي دفاع جدي عن حقوق المرأة. ولكن اليوم، وبالتحديد في ظل حركة التحرر الكردستانية، اكتسب الثامن من آذار معناه الحقيقي مرة أخرى، ذلك المعنى الذي تتجسد فيه الروح النضالية للمرأة في سبيل نيل حريتها وكسب حقوقها”.

وتابعت: “إن الأساس الذي بنيت عليه حركة التحرر الكردستانية نضالها، هو السعي لتحرير المرأة، وقد حققت حركة التحرر الكردستانية إنجازات عظيمة في هذا المضمار، حيث لعبت هذه الحركة دوراً رئيسياً في إدراك المرأة حقيقتها، تلك الحقيقة التي غيبتها الأنظمة الدكتاتورية على مر العصور. وفي هذا السياق من المفيد التذكير بعلم المرأة الذي بناه القائد عبد الله أوجلان، والذي يشرح في جوهره دور المرأة في بناء المجتمعات منذ فجر التاريخ وحتى اليوم، ومن الواضح تماماً صحة ما يتناوله هذا العلم حتى يومنا هذا، وسيبقى حتى تنال المرأة حريتها الكاملة، التي شرحها القائد عبد الله أوجلان بشكل مفصل”.

واختتمت الناطقة باسم مؤسسة الأسرة في ناحية الدرباسية “فوزة عمر” حديثها: “بفضل هذا العلم بالتحديد، وبفضل فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، استطاعت المرأة الكردستانية أن تكون رمزاً للمقاومة في وجه ما تتعرض له من استهداف لطبيعتها وحريتها التي خُلقت عليها، وفي وجه ما يتعرض له المجتمع عامة، وفي هذا الإطار، تقود المرأة الكردستانية نضالاً عالمياً في سبيل حرية المرأة، فها هي اليوم تقود نساء العالم أجمع إلى طريق الحرية”.

شهيداتنا الأوائل مشاعل نور

من جانبها، تحدثت لصحيفتنا الإدارية في مؤتمر ستار بناحية الدرباسية “فاطمة كلش“: “إن نضال المرأة الكردستانية في سبيل تحررها لم يبدأ بخطوات متعثرة، وإنما بدأ بثورة عارمة خاضتها المرأة في سبيل حريتها، فجميعنا يعلم التضحيات التي قدمتها نساؤنا الأوائل في سبيل تحرر المرأة، كالشهيدة زيلان، والشهيدة ساكينة، وغيرهنَّ من شهيدات حرية المرأة، اللاتي بشهادتهن أنرنَ لنا طريقاً، بعد ما كان يسيطر عليه الظلام الفكري منذ آلاف السنين”.

وأضافت: “ظن أعداء حرية المرأة أنه بشهادة تلك الرفيقات سيتمكنون من إخماد نار ثورة المرأة، ولكننا، نحن نساء كردستان، كنا رداً لهذا الاعتقاد الواهم، حيث نصر على استكمال درب الثورة، الذي بدأنه تلك الشهيدات. وأبعد من ذلك، اليوم تقوم المرأة الكردستانية بتصعيد نضالها في سبيل تحررها بشكل يتلاءم مع متطلبات كل مرحلة جديدة، فكما يصعد العدو عدوانه تجاه المرأة ويسعى بشتى السبيل لكسر إدارتها، تؤكد المرأة الكردستانية أن نضالها لن يخمد حتى تنال حريتها الكاملة التي تُعدُّ أساساً لحرية المجتمعات”.

الإدارية في مؤتمر ستار بناحية الدرباسية “فاطمة كلش” اختتمت حديثها: “واهم من يعتقد بأنه يمكن كسر إرادة المرأة الكردستانية، فالمرأة الكردستانية تُثبت يوماً بعد يوم بأنها صاحبة إرادة فولاذية لا يمكن أن تُكسر، لذلك، يتعين على كل من يحاول كسر إرادة هذه المرأة أن يُدرك بأنه يجابه امرأة واعية، مُنظمة، مُدركة لحقيقة السياسات، التي تُحاك ضدها، والأهم من ذلك، يجب أن يدرك بأن المرأة الكردستانية مسلحة بفكر ثوري يرفض العبودية والخنوع، ويسعى دائماً للتحرر والخلاص، وكما هو معروف، فإن هذا الفكر هو فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان”.