نازحات مخيم الجربوع: “أين الإنسانية التي تدّعيها المنظمات”

وكالة / أنباء المرأة –

ناشدت نازحات مخيم الجربوع المنظمات الإنسانية والدولية في ظل تجاهلها وصمتها للمعاناة التي يعيشونها، قائلات: “أين الإنسانية التي تدّعيها المنظمات”.

شهدت مناطق سوريا عامة هطولات مطرية غزيرة زرعت فرحة كبيرة لدى الفلاحين والمزارعين بهذه الأمطار, إلا أنها فاقمت الأمر سوءاً على النازحين في المخيمات ومن بين تلك المخيمات العشوائية مخيم الجربوع.

مخيم الجربوع هو أحد المخيمات المتواجدة في الرقة بالقرب من منطقة حزيمة، ويتكون من  285 خيمة، ويضم ما يقارب 2000 نازح معظمهم من مدينة دير الزور وحماة وإدلب وتدمر، ويوجد في كل خيمة أكثر من عائلة بسبب النقص في عدد المخيمات.

وعند الدخول إلى المخيم ترى الأطفال الذين عانوا ما عانوه في ظل الأزمة السورية يلعبون بالطين والحجارة، والنساء اللواتي تلفح وجهوهن أشعة الشمس وهن يحملن المطربانات الكبيرة المملوءة بالمياه “البيدونات” على رؤوسهن، ليجلبن المياه إلى عوائلهن وأطفالهن.

مرتزقة داعش مارست أبشع الانتهاكات بحقهن

وفي هذا السياق تحدثت لنا عدد من النازحات في المخيم خلال لقاء عن معاناتهن، وأشارت النازحة نجوى الغنام من منطقة صبيخان التابعة لمدينة دير الزور، والبالغة من العمر 35 سنة ولديها 3 أطفال في بداية حديثها قائلة: “لجئنا منذ سنتين إلى مخيم الجربوع جراء القصف على داعش في مدينة دير الزور التي كانت المنفذ الوحيد لنا”.

وسيطر مرتزقة داعش على دير الزور في عام 2014م، ومارس بحق الأهالي أبشع أنواع الانتهاكات, التي تمثلت بإعدامات واعتقالات تعسفية والدورات الشرعية التي يقيمها ومعسكرات تجنيد الأطفال وسرقة المنازل والممتلكات الخاصة، إلى جانب السواد الذي صبغ مناطق واسعة من المدينة.

وطالبت نجوى الغنام بإعادة صيانة المخيم بشكل كامل, لأنه معاناتهم داخل المخيم كبيرة في ظل تجاهل وصمت المنظمات الدولية والإنسانية التي تطالب بحقوق الإنسان.

وبدورها نوهت النازحة هناء العلي من منطقة العشارة التابعة لمدينة دير الزور، البالغة من العمر 25 عاماً، ولديها أربعة أطفال ومريضة بسرطان في رئتها بسبب رائحة الرطوبة جرّاء الأمطار الغزيرة على المخيمات التي لجئت إليها، مشيرةً بأنها نزحت إلى المخيم للتخلص من معاناة القصف والضرب على المدينة، مؤكدةً بأنهم الآن يعيشون حالة أشبه بالموت جرّاء الأمراض والأوبئة التي تصيبهم.

معاناتهن من نقصٍ حادٍ في الأغذية والأدوية

يعاني نازحوا مخيم الجربوع من نقصٍ حادٍ في الأغذية والأدوية ويوجد بداخله المئات من المرضى منهم معاقين ومنهم يعانون من مرض القلب وغيرها من الأمراض المنتشرة في المخيم.

ومن جانبها ناشدت النازحة حمدة الجاسم من ريف مدينة حماة البالغة من العمر 29 عاماً، ولديها 5 أطفال المنظمات الإنسانية قائلةً: “أين الإنسانية التي تدعيها المنظمات؟ وأين المنظمات التي تدّعي تقديم يد العون للسوريين وترعى شؤون الأطفال الذين أصبحوا بدون تعليم؟”.

واختتمت حديثها مطالبة المنظمات بتقديم المساعدات لكافة المخيمات، وبالأخص مخيم الجربوع.

ويجدر بالذكر بأن مخيم الجربوع ليس الوحيد في ظل الأزمة والحروب التي تسود مناطق شمال وشرق سوريا, الذي يفتقد لمعظم سبل العيش، لكن كثرة القاطنين فيه، وتواني المنظمات عن القيام بواجبها الإنساني تجاههم جعله أكثر مخيم يعاني من حدة المأساة.