طب الأعشاب مهنة مُنافِسة للطب الحديث في الرقة

تقرير/ ميزر الشهاب ـ سالم الأحمد –

بَيّنَ الطبيب المعالج بالأعشاب الطبيعية محمد صبحي عويرة من الرقة؛ بأن مهنة الطب البديل هي خبرة متوارثة وممارسة كثيراً في المنطقة، وأكد بأن المرضى يؤمنون بأنه إن لم ينفع بشكل جيد؛ فإن ضررهُ جداً محدود، وهو أكثر أماناً وفاعليةً، وتكاليفه أرخص من الطب الحديث.

رغم التطور الكبير الذي وصل إليه العلم، وخاصةً في المجال الطبي من مستشفيات ضخمة وتقنيات تكنولوجية عالية وأجهزة فائقة التطوّر وأطباء متخصصون، إلا أن طب الأعشاب أو ما يسمى بالطب البديل ظل محافظاً على استمراريته، بل وبقي الإقبال عليه كما هو قبل نشوء الطب الحديث، واتضح هذا من خلال وجود طب أعشاب في مدينة الرقة في الشمال الشرقي من سوريا.

إن مشاكل الصحة لا يمكن حصرها، حتى وقفت تلك الوسائل التكنولوجيّة الحديثة المذكورة عاجزة أو شبه مستسلمة أمام حالات مرضية لم تستطع تداركها أو حتى التخفيف من شدتها.

وإن استخدام الأدوية الطبية المصنعة لعلاج مرضٍ ما قد تساعد على وجود آفات أخرى تكون أكثر فتكاً من نظيرتها المعالجة، وقد تفتك بأعضاء جسم المريض وتزيد من آلامه، وبالتالي فجسم المريض ربما يصبح مستنقعاً للعقاقير المتراكمة وبقايا المواد الكيماوية، كما أن الطب الحديث يفصل أعضاء الجسم عن بعضها في العلاج، فلكل عضو مصاب طبيب مختص به، أي أن الطب التكنولوجي يتعامل مع المرض دون المريض.

الطب البديل أرخص وتكاليفه أقل وأكثر أماناً

وقد كان طب الأعشاب مقتصراً على علاج حالات معينة، ولم يكن شاملاً لأغلب الأمراض التي تصيب جسم الإنسان أي أنه كان محصوراً، وبعد معرفة الأضرار الناتجة عن الطب الحديث اتجه أغلب الذين يملكون خبرات جيدة في هذا المجال إلى ممارسة الطب القديم إيماناً منهم أنه إن لم ينفع بشكل جيد؛ فإن ضرره جداً محدود، والطب البديل بوسائله العلاجية أرخص وتكاليفه أقل وهو أكثر أماناً وفاعليةً.

وينفرد الطبيب المعالج بالأعشاب في الرقة صبحي عويرة بهذه الخبرة، رغم بروز بعض الخبرات بعد مرحلة الاستقرار التي نعمت بها مدينة الرقة بعد تحريرها من رجس مرتزقة داعش على يد قوات سوريا الديمقراطية، ويعود ذلك لعدة أسباب؛ ومنها أن المرتزقة سابقاً كانوا يمنعون عامة الأطباء من مغادرة مناطق سيطرتهم، بما فيهم المعالجون بالطب البديل.

وللاطلاع أكثر على كيفية الطبابة بالأعشاب، أجرت صحيفتنا لقاءً مع الطبيب المعالج بالأعشاب محمد صبحي عويرة الذي أفادنا قائلاً: “هذه المهنة هي خبرة متوارثة وممارسة كثيرة، والأدوية المستخدمة تَرِدنا من مدن سورية أخرى وبعض الدول المجاورة التي تشتهر بهذا الطب، وتكون الأعشاب الطبية والزيوت هي المكونات الرئيسية لتلك الأدوية على عكس الأدوية الأخرى المصنوعة من المواد الكيماوية الخالصة”.

طب الأعشاب قَدّمَ علاجات ناجحة مُبهرة

وبخصوص بعض الحالات التي عالجها، أضاف محمد صبحي عويرة؛ بأن المواد المستخدمة في العلاج تصل على شكل مواد خام، ويقوم بتركيب تلك الأعشاب بحسب المرض الذي يحمله المصاب، وتابع محمد قائلاً: “من الأمراض التي تم معالجتها؛ حالات (الدسك والروماتيزم والمناقير والبهاق غير السلالي)، فمثلاً مرض البهاق تتم معالجته بعسل طبيعي وتركيبة من بعض الأعشاب الصينية؛ حيث يُنَظف الكبد بها، بالإضافة إلى بعض المراهم المركبة من معجون الأعشاب الطبيعية”.

وحول تعريفه ببعض الأعشاب المستخدمة في العلاج، أوضح عويرة بأن نبات مقل السيف يستعمل لمقاومة حساسية جلدية بالغة التأثير على جسم الإنسان، ونبات الدفلة الذي يستخدم في علاج داء السكري، وكذلك عشبة مريم أو المريمية التي لديها خصائص طبية عديدة مثل التهاب القصبات والرئتين.

وعن الصعوبات والمضايقات التي تعرّض لها، أكد عويرة بأن مرتزقة داعش أثناء سيطرتهم على المنطقة حاولوا أكثر من مرة إغراءه بالعمل معهم، إلا أنه رفض ذلك رغم عرضهم عليه مبالغ عالية من المال، وهددوه مرات عديدة بعدم مغادرة مدينة الرقة.

والجدير ذكره بأن طب الأعشاب قدّم علاجات ناجحة مبهرة، ففي الصين مثلاً تغلب أطباء الطب البديل على 77% من السرطانات السائدة، كما وأن أكثرية الأهالي في الرقة اتجهوا إلى الطب البديل أثناء سيطرة مرتزقة داعش على الرقة، لأن أغلب المشافي أصبحت تابعة لهم ولم تكن تعالج إلا المرتزقة وعوائلهم، بالإضافة إلى ندرة الأدوية في المدينة حينها.