مُلتقى العشائر السورية دعوة لعقد مؤتمر وطني لإخراج السوريين من النفق المظلم

 استطلاع/ حسام اسماعيل –

على هامش الملتقى العشائري الذي عُقِد في ناحية عين عيسى التابعة لمقاطعة كري سبي (تل أبيض)؛ اجتمع الآلاف من شيوخ ووجهاء العشائر السورية، وشخصيات المجتمع المدني السوري، ليعبّروا عن مساندتهم، ووقوفهم مع قوات سوريا الديمقراطية، ورفضاً للأصوات التي تتهم أبناء سوريا بالعمالة والخيانة، ليؤكدوا بأنّهم مع الحل السياسي للأزمة السورية، ورفضوا التقسيم، والممارسات القمعية، والاستبدادية، والاحتلالية، بحق السوريين.

وفي هذا السياق؛ كان لصحيفتنا لقاءات مع عدد من الشخصيات التي حضرت ملتقى العشائر السورية وتمثل العشائر الذين لبوا دعوة مجلس سوريا الديمقراطيّة.

 رسالة لوحدة سوريا أرضاً وشعباً

وفي البداية؛ حدثنا شيخ عشيرة البوبنة فاروق الماشي قائلاً:” اليوم هو يوم تاريخي بالنسبة للعشائر السورية، واختيار ناحية عين عيسى كونها تتوسط المناطق كافة، وهي رسالة موجهة إلى أهلنا ولوحدة سوريا أرضاً وشعباً. إننا موجودين كعشائر سورية بشكل دائم ضمن هيكلية الإدارات في سوريا لنحقق ما يصبو إليه أبناءنا السوريين”.

وأضاف الماشي: “المنظومة العشائرية هي منظومة اجتماعية لها باع سياسي قوي وكبير امتازت بالأخلاق الكريمة عبر العصور والتاريخ، والوجهاء لهم دور كبير في الماضي والحاضر، ونبني آمال كبيرة على عمل الوجهاء وشيوخ العشائر وأبنائها، ونقول لهم: ها نحن اليوم نرفض وباسم أبناء سوريا لنقول لا للتقسيم لا للفتنة نعم لوحدة التراب السوري، نعم للأخوّة والتعايش المشترك بين جميع أطياف الشعوب السورية”.

وأكد الماشي حديثه فقال: “إن المتشرذمين والمنافقين الذين يخرجون على شاشات التلفزة ويتهمون أبناء العشائر بالانفصال والعمالة، أقول لهم نحن أبناء سوريا وهذا البلد هو بلدنا، وهو يسعنا جميعاً من عرب وكرد وسريان وآشور وتركمان وسواهم. وعندما نتكلم عن الجميع؛ فإننا نعني ما نقول؛ نحن عرب وكرد وسريان وآشور وتركمان وشركس وكل السوريين من دون استثناء، تجمعنا أخوّة الشعوب، والمصير المشترك والهدف الواحد، وأخوّة الدم التي امتزجت على تراب الوطن لتتحرر المناطق السورية كافة”.

واختتم شيخ عشيرة البوبنة فاروق الماشي حديثه بالقول: “إنّ الملتقى العشائري الذي عُقِد في عين عيسى لم يكن شيئاً عابراً ولا مؤقتاً، بل إن عقد مثل هذه المتلقيات من طبيعة العشائر؛ لأن اللقاءات بين أبناء العشائر تُعقد كل يوم ونتبادل الآراء ونناقش المشاكل، ونبحث عن الحلول فيما بيننا، بما فيه مصلحة السوريين جميعاً، وحين يتكلم البعض ممن باعوا ضمائرهم للآخرين عبر شاشات التلفزة، لا تهمنا آرائهم؛ لأنهم لا يمثلون الشعب السوري ولا العشائر السورية كما يدّعون، وهم يقدمون الخدمة للأعداء لتنفيذ الأجندة الخاصة بهم”.

قرارات هامة للوصول لحلِّ الأزمة السورية

 وحول الموضوع ذاته؛ حدثنا أحد وجهاء عشيرة المشهور ـ قبيلة البقارة أحمد عايد الخلف قائلاً: “اليوم تلتقي العشائر السورية كافة وبخاصة في مناطق شمال وشرق سوريا، وهذا اللقاء له مدلولات كبيرة، وحقّق نتائج جيدة على الصعيد السياسي في سوريا، وهو عبارة عن ملتقى هام لتوطيد العلاقات ورصّ الصفوف، والخروج بقرارات هامة تخدم جميع السوريين، ونحن نسعى من خلال هذا الملتقى إلى توحيد الجهود والصفوف من أجل الوصول إلى الحلول السورية للأزمة الراهنة”.

وأضاف الخلف: “هذا اللقاء دليل واضح على تفاعل المجتمعات والقبائل والعشائر مع بعضها البعض، حيث شكّل الملتقى لوحة فسيفساء جميلة بحضورها المتميز، وقراراتها الهامة، وهذا الأمر إن دل على شيء؛ إنما يدل على الأخوّة والتعايش المشترك لكل المكونات في سوريا”.

وأكد الخلف على أن النظام السوري يسعى إلى إحداث خلخلة في صفوف العشائر والمجتمع السوري حيث قال: “إن وجود هذه الأعداد الكبيرة ومن مختلف شرائح المجتمع السوري وبكل أطيافه، هو الرد الأنسب لكل من تسوّل له نفسه باللعب على زرع الفتن بين أبناء الوطن الواحد، والرسالة باعتقادي وصلت، وهي تؤكد أن التصريحات التي يطلقها النظام السوري عارية عن الصحة، وهذه الجموع الغفيرة التي حضرت إذ تؤكد على وحدة الصف وترفض كافة أشكال الانقسام والتفرقة التي تعمل عليها الأطراف المعادية للسوريين”.

وأنهى وجيه عشيرة المشهور ـ قبيلة البقارة أحمد عايد الخلف حديثه مناشداً: “على السوريين بكل أطيافهم ومكوناتهم ولغاتهم، وعلى كل شبر من الجغرافية السورية التوحد ورص الصفوف، لإفشال هذا المخطط الذي ينوي ويخطط له النظام السوري وأعوانه”.

معاً لترسيخ العيش المشترك وأخوّة الشعوب وتقبل الآخر

وفي السياق ذاته؛ حدثنا الرئيس المشترك لاتحاد إيزيديي عفرين مصطفى شان نبو المشارك في الملتقى العشائري بعين عيسى قائلاً: “في هذه الأيام نعيش نشوة الانتصارات التي تحققت بفضل الرؤى السديدة لجميع شعوب الشمال السوري، وهذا الملتقى الحواري حقق الكثير من الأهداف التي نسعى إليها جميعاً. وعبر التاريخ حاولت الأنظمة الحاكمة دائما إثارة الفتنة والتفرقة والتقسيم بين الشعوب؛ ليسهل السيطرة عليها وحكمها. ولكن؛ ثورة روج آفا وبفكر القائد عبد الله أوجلان الذي يدعو إلى التعايش المشترك، وتقبل الشعوب السورية لبعضها البعض، كانت لها نتائج ملموسة على المنطقة، حيث حققت نتائج باهرة وعلى المستويات كافة، وهذا الملتقى ما هو إلا نتيجة فكر الأمة الديمقراطية”.

وأكد:” نحن كإيزيديين نتضامن مع الشعوب السورية كافة، ووجودنا هنا اليوم هو لترسيخ فكر التعايش المشترك وتقبل الأخر، ونعترف بحقوق الآخرين ونحقق الهدف المشترك في تعددية وديمقراطية سوريا. وهناك من المتربصين والطامعين بالأرض السورية، ويعملون ليل نهار لزرع الفتنة بين هذا الشعب، وإبعاده عن قيمه الأساسية بكل مكوناته القومية والدينية والاستقواء بالدول الطامعة لتقسيم البلاد، وضم أجزاء منها إلى أراضيها كما تفعل دولة الاحتلال التركي اليوم في جرابلس والباب وعفرين وإدلب”.

واختتم الرئيس المشترك لاتحاد إيزيدي عفرين مصطفى شان نبو مصطفى شان نبو حديثه بالقول: “لا يعترف النظام السوري إلى الآن بحقوق الشعوب في سوريا، ويعتبرها دخيلة، ونحن نريد إرسال رسالتنا إليه، لنقول له أن حضورنا هنا يؤكد تماسك الجبهة الداخلية، وأن شعوب سوريا قد قالت كلمتها التي يجب أن يسمعها الجميع، واتحدت الأيادي اليوم في بناء سوريا ديمقراطية أساسها التعايش المشترك وأخوّة الشعوب، فوجودنا اليوم للوقوف ضد تقسيم أي شبر من أرض سوريا وضمها إلى أي دولة أخرى وضد الذين يعملون على زرع الفتن بين هذا الشعب لئلا يكون يداً واحدة”.

تعاهدوا بالوقوف إلى جانب قسد

كما تحدث لصحيفتنا نائب الرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية حكمت حبيب حول الملتقى العشائري قائلاً: “حاولت العديد من القوى إفشال هذا الملتقى العشائري، وهم الذين لا يرغبون بحل الأزمة السورية ويدّعون بأنهم أصدقاء للشعب السوري، وهي رسالة أيضاً إلى النظام السوري بأن هذا المشروع هو مشروع ديمقراطي، ودعوة إلى النظام السوري لعقد مؤتمر وطني لكل السوريين من أجل الخروج من هذا النفق المظلم”.

وأوضح نائب الرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية حكمت حبيب حديثه بالقول: “من خلال الكلمات التي ألقيت من قبل شيوخ ووجهاء العشائر أكدت كلها على أنها مع قوات سوريا الديمقراطية، ومشروع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وأنهم مع الحل السوري ـ السوري، وهم ليسوا بعيدين عن الوطن ما يحدث في الجولان وعفرين وإعزاز والباب هو رسالة لكل السوريين بأنهم مع الحل السوري”.

وأنهى نائب الرئاسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية حكمت حبيب حديثه بهذه الكلمات: “لقد تجح الملتقى العشائري فيما سعى إليه، وسيكون الثالث من أيار ـ يوم الملتقى العشائري السوري ـ نقطة انطلاقة جديدة للعشائر وعلى مستويات مختلفة وفي جميع المجالات”.