عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ
حذر مواطنو مقاطعة كري سبي/ تل أبيض من النتائج الوخيمة لسياسات الدول المعادية على الشعوب السورية، ومن ضمنها الدول التركية المحتلة، التي تستغل حالة الحرب السورية لتطبيق وسائل الحرب الخاصة بكافة أنواعها وأشكالها، مثمنين دور الإدارة الذاتية والقوى الشعبية لشمال وشرق سوريا على مواجهتها والعمل على وأدها.
منذ اندلاع الأزمة السورية في ربيع عام 2011، ودخول القوى الدولية المتآمرة الأرض السورية، مُورِست أبشع الجرائم بحق الشعوب السورية، مستغلة الوضع المعيشي والاقتصادي الصعب، الذي عم المناطق السورية، مع انتشار فوضى السلاح وسيطرة المرتزقة والجماعات المسلحة المدعومة من القوى الدولية على مجمل مقدرات البلاد.
وفي ظل هذه الأوضاع المتردية، انتشرت أساليب متعددة لسياسة الحرب الخاصة، أو كما يعرف بالحرب الناعمة، ومن ضمن تطبيقاتها نشر “المخدرات، والدعارة، والعمالة” بين كافة الشرائح المجتمعية، وخاصة الفئة الشابة، التي تعد محرك المجتمعات، والطبقة المنتجة، والأكثر فعالية ضمنها.
دور الحرب الخاصة في غزو الشعوب
وبهذا الصدد أجرت صحيفتنا “روناهي” لقاءات مع مواطني مقاطعة كري سبي، حيث لفت المواطن “مالك الحميري“، بأن الحرب الخاصة إحدى وسائل الهيمنة الدولية للسيطرة على عقل ومعنويات وروح الإنسان، ويجري اختيار هذا النوع من الحروب لقلة الخسائر البشرية، وضمان تدمير المجتمعات من الداخل. مبيناً بأن دول الهيمنة العالمية والرأسمالية، تسعى لاحتلال شعوب المنطقة بأسهل الطرق وأكثرها فتكاً وتأثيراً، وتكريس الآلة الإعلامية أيضاً لتطبيق ذلك، ووسائل التواصل الاجتماعي لقلب الحقائق وممارسة تأثيرات سلبية.
وأضاف: “فبعد اندلاع ثورة روج آفا، في الـ19 من تموز عام 2012، وتحرير مناطق عدة من شمال وشرق سوريا، بعد انسحاب حكومة دمشق عسكرياً ومؤسساتياً، عملت شعوبنا على إدارة وحماية نفسها، لكنه سرعان ما تعرضت لهجمات من مجموعات عدة ظهرت على الجغرافية السورية، حيث استطاعت شعوب المنطقة إفشال الهجمات العسكرية، التي تعرضت لها، لذلك لجأت بعض الجهات إلى شن حرب خاصة، ومحاولة نشر الممارسات اللاأخلاقية، ونشر المواد المخدرة وغيرها، ولكن أصالة شعوبنا وتمسكها بأعرافها وتقاليدها الأصيلة حال دون تحقيق النتائج الخبيثة المحاكة”.
وشدد “الحميري”، على أن الدولة التركية تضمر عداءً كبيراً ومتنامياً لشعوب شمال وشرق سوريا، إذ دعمت داعش لينتشر في المنطقة، ويشن حربه ضد الأهالي ثم لجأت إلى التدخل مباشرة في المنطقة بعد فشله، والآن تمارس بشكل يومي انتهاكات في المنطقة، تتجلى معظمها في استهداف المدنيين، كما أن الدولة التركية دعمت الإرهاب، وحاربت المنطقة بوسائل عدة.
الوعي الشعبي الأسلوب الناجع لمواجهة المخططات
ومن جانبه أكد الشاب “مجد الحسام“، على أن شعوب المنطقة استطاعت الوقوف في خندق واحد، بمواجهة تركيا والإرهاب ووسائل الحرب الخاصة المستخدمة ضدها، بفضل وعيها حول ما يُحاك ضدها، بتمتين الجبهة الداخلية وتقوية الأواصر الجامعة لها، والعمل على الوقوف بوجه النهج العدائي لتركيا ضد شعوب المنطقة: “يجب التشديد على أن شعوبنا تعي تماماً أن نشر المخدرات، والدعارة والأموال غير الشرعية، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والمسلسلات والأفلام والألعاب، كلها وسائل تتم لاستخدامها في هذا النوع من الحروب في محاولة للقضاء على عقول الشباب ومعنوياتهم، لأن الشباب هم محرك الثورات، لذلك فإن الأنظمة المتسلطة كالنظام التركي تسعى إلى استهداف شريحة الشباب، والشرائح المجتمعية الأخرى، واستغلال نقاط ضعفهم، لذلك يجب توخي الحذر من وسائل الحرب الخاصة”.
وحذر الشاب مجد الحسام في نهاية حديثه، أن الأعداء يعملون ليل نهار للقضاء على مكتسبات شعوب المنطقة عبر تمسكها بمشروعها الديمقراطي المتمثل بالإدارة الذاتية، لذا يجب التكاتف والتعاون ومواجهة كافة الممارسات والأساليب المعادية، بالتسلح بالوعي والإيمان بقوة شعوبنا، وأصالتها التي تعود الى آلاف السنوات، ونشر التعايش السلمي والتآخي لتحرير كافة الأراضي السورية بقوة وروح المقاومة.
