في يوم العمال العالمي.. تحديات مستمرة ودور حيوي لاتحاد الكادحين

الشدادي/ حسام الدخيل ـ

تزامناً مع قدوم يوم العمال العالمي، يقف العمال في إقليم شمال وشرق سوريا أمام سلسلة من التحديات المعيقة لمسيرتهم نحو العيش الكريم، في هذه المنطقة، التي شهدت سنوات من الصراع والتغييرات السياسية، والأزمات الاقتصادية، التي تعصف بالبلاد، حيث يواجه العمال ظروفاً صعبة تتمثل في قلة فرص العمل، وتدني الأجور، في ظل الظروف الراهنة.

إن أكثر ما يؤرق العمال، الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، وانخفاض الأجور، وخاصة مع انخفاض قيمة الليرة السورية، الأمر، الذي انعكس سلباً على أمورهم المعيشية.

الأجور اليومية لا تتجاوز ثلاثين ألفاً

وفي صدد الأجر اليومي للعامل في شمال وشرق سوريا، قال أحمد الخليف، وهو عامل في ورشة بناء بمدينة الشدادي: “تبلغ يومية عامل المياومة في مناطقنا، لما يقرب من 30 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل دولارين أو أقل”.

وأكد، على أن هناك عمالاً يحصلون على يومية أقل من ذلك في بعض المهن الأخرى، وإن هذه اليومية غير متناسبة مع المصاريف الباهظة، التي تحتاجها العائلة شهرياً؛ ما يخلق شرخاً كبيراً بين المردود والمصروف، ليضطر رب الأسرة إلى الاستدانة وتحميل نفسه فوق طاقته من أجل سد احتياجات أسرته.

التنظيم وتحقيق العدالة مطلب العمال  

وتنتشر العديد من الورش بمختلف الاختصاصات بمناطق إقليم شمال وشرق سوريا، سواء “حدادون، أو نجارون، أو عمال مياومة”، ويتعرض العديد من العاملين في هذه الورش إلى إصابات عمل قد تؤدي بعضها إلى إصابات بليغة من شأنها إبعاد العامل نهائياً عن العمل، حسب ما ذكر العامل زهير المطر.

وشدد، على ضرورة تأمين حقوق هؤلاء العمال في حال حدوث أي إصابة عمل، سواء أكان ذلك أثناء العمل في أي مؤسسة، أو شركة، أم في أي مكان آخر؟

عائلة كاملة تعمل من أجل تأمين المستلزمات اليومية

ونتيجةً لسوء الأوضاع المادية وغلاء المعيشة، التي أصبحت تتطلب في الحد الأدنى منها ما يقارب خمسة ملايين ليرة سورية، فيضطر الكثير من الأهالي إلى حرمان أبنائهم من حق التعليم، للحاجة الماسة والضرورية لمتطلبات العائلة اليومية.

وأضاف: “فإذا ما حسبنا وسطياً الأجر الشهري لعامل المياومة بمبلغ 750 ألف ليرة سورية، أي ما يقارب 50 دولاراً فقط، والعائلة تحتاج إلى مبلغ خمسة ملايين ليرة، أي ما يعادل 325 دولاراً أمريكياً، للحصول على الحد الأدنى للمعيشة، فكيف يستطيع هذا العامل تأمين مصاريف عائلته وسط وجود هذا الشرخ الكبير؟”.

وأردف: “يجبر هذا الأمر الكثير من العوائل إلى أن تبحث عن عمل لجميع أفرادها، القادرين على العمل لسد الهوة بين الأجر والمطلب، وتأمين معيشة مقبولة للعائلة، ولو كلف هذا الأمر حرمان الأبناء من التعليم، وهذا ما يؤدي إلى مشكلة أخرى تضاف إلى سلسلة المشاكل، التي يعاني منها العمال في الفترة الحالية”.

اتحاد الكادحين حزام الأمان للعمال 

وفي الصدد، قال الإداري في اتحاد الكادحين في الشدادي علي الدخيل: “يعد اتحاد الكادحين حزام الأمان للعمال كافة في إقليم شمال وشرق سوريا، سواء أكانوا عمالاً في مؤسسات الإدارة الذاتية، أو عمّال مياومة أو عمّالاً موسميين؟”.

ويعمل اتحاد الكادحين في إقليم شمال وشرق سوريا على تنظيم العمال، في مختلف مهنهم في مؤسسات الإدارة الذاتية، حيث يحصل كل عامل منهم على بطاقة نقابية، ويكون اتحاد الكادحين المحامي الأول للعمّال جميعهم. كما ويحق لكل عامل، مهما كانت مهنته الانضمام إلى اتحاد الكادحين، سواء في “ورشات النجارة، وباطون، وحدادة، والعمال الموسميون مثل ورشات الحصاد وغيرها”، فيعمل اتحاد الكادحين على تنظيمهم في ورش، بمعدل عشرة عمال في الورشة الواحدة، ويتم تأمين العمل لهم في حال حاجة أي مؤسسة لأعمال بناء أو صيانة أو غيرها، حيث أن لهؤلاء العمّال الأولوية في الحصول على العمل.

صندوق تعاوني خاص بالعمّال

وذكر الدخيل، لقد أنشئ في لجنة اتحاد الكادحين صندوق تعاوني للعمّال، وهو غير إلزامي، فمن يريد الانضمام إلى هذا الصندوق يجب أن يلتزم بتقديم مبلغ ثلاثة آلاف ليرة سورية شهرياً للصندوق، فيما يتكفل الصندوق بتأمين قسم من مصاريف العلاج في حال تعرض العامل لأي إصابة خلال فترة عمله أو خارجه، فهناك مجموعة من العمليات، التي يتكفل الصندوق بمد يد العون للعامل أو أحد أفراد أسرته، وتكون نسبة المساعدة من 20 إلى 60 بالمائة من تكاليف العلاج، وتحدد هذه النسبة بناء على نوع الإصابة، أو المرض، حسب ما ورد في النظام الداخلي لاتحاد الكادحين.

وفي الختام، أكد الإداري في اتحاد الكادحين في الشدادي علي الدخيل: “من مهام اتحاد الكادحين شرح النظام الداخلي للعمال الذين يريدون الانتساب، وإعطاؤهم فكرة عن الصندوق التعاوني وفائدته للعمّال”، ويستطيع العامل الاستفادة من خدمات الصندوق بعد ثلاثة أشهر من الانضمام والالتزام بدفع مبلغ ثلاثة آلاف ليرة سورية شهرياً.