مهجّرة بمخيم واشو كاني: اسم سري كانيه كان كافياً للعيش بسعادة

 قامشلو/ ميديا غانم – الأم زهرة حميد مهجّرة تقطن بمخيم سري كانيه، تعبر عن اشتياقها لمدينتها بقولها: “اسم سري كانيه كان كافياً لنشعر بالسعادة”، حيث كانت تسكن في ريف سري كانيه، واصفة ما مروا به: “أذاقونا وأطفالنا مرارة التهجير، وسرقوا أرضنا وممتلكاتنا، ولا نعلم بأي حق يفعلون ذلك!” 

يواجه قاطني مخيم واشو كاني مصاعب جمة من النواحي كافة، نتيجة قلّة الدعم من المنظمات الإنسانية، حسب إدارية المخيم، والتي أكّدت على أن أكثر من 300 عائلة بلا خيم تأويهم، حيث اًنشئ مخيم واشو كاني من قبل الإدارة الذاتية في /24/ تشرين الأول من عام 2019، واستقبل سكان منطقة سري كانيه وريفها وتل أبيض/ كري سبي نتيجة الهجوم التركي عليها والتي أدّى إلى تهجير نحو /300/ ألف حسب بيانات الأمم المتحدة.

“بأيّ حقّ يفعلون بنا ذلك كله؟”

يُعبّر قاطنو مخيم سري كانيه عن مدى اشتياقهم لأرضهم، ويصفون يوم الهجوم عليها باليوم الأسود، ومنهم زهرة، أمٌ لستة أطفال قاطنة في المخيم، حيث تصف يوم الهجوم التركي ومرتزقته على سري كانيه وريفها قائلةً: “أنّا من ريف سري كانيه، بين ليلة وضحاها هجَّرنا المحتل بثيابنا لم نستطع أن نجلب أي شيء من أغراضنا معنا، أطفالي كانوا صغاراً يحتاجون للحليب، لقد هدموا لنا منازلنا أمام أعيننا وسرقوا ممتلكاتنا، لا نعلم بأيّ حقّ يفعلون بنا كلّ ذلك!”

وتابعت: “ليلتها ارتعبنا كثيراً، حيث كان القصف العنيف من قبل المحتل لا يرحم أطفالاً ولا شيوخاً، حيث اضطررنا مجبرين على ترك ديارنا عبر طرق فرعية للنجاة بأرواحنا وأطفالنا، كان يوماً عصيباً كنا نشاهد الأطفال يستشهدون أمام أعيننا؛ نتيجة القصف التركي دون أن يكون لهم أي ذنب، وأكثر ما عانيناه أن أطفالنا خافوا كثيراً ولحد الآن بعض الأطفال أصبح لديهم هاجس الخوف نتيجة الهجوم التركي”.

الحال في المخيم كما هو عليه

بعد الهجوم الهمجي للمحتل التركي ومرتزقته هجرت شعوب سري كانيه أريافها، واتّجه أغلبهم إلى الحسكة حيث احتضنتهم الإدارة الذاتية، وقامت بتجهيز أكثر من 85 مدرسة، وتأمين معظم احتياجاتهم، ولكن كان لا بدّ من إنشاء مخيم “واشو كاني” لينتقلوا إليه بسبب عددهم الكبير، لذلك أنشأت الإدارة الذاتية مخيم واشو كاني “الواقع بالقرب من بلدة التوينة /13/ كم غرب الحسكة”.

مر أكثر من عامين على تأسيس هذا المخيم، ولحد الآن لم يتم تغيير فرشهم من قبل المنظمات التي تدعي الإنسانية، والتي حسب معاييرها، فإنّ هذه الفرش يجب أن تستبدل كل ستة أشهر، ناهيك عن الخيم التي أصبحت بالية وبحاجة للتغير، كما أن هذه العوائل بحاجة إلى خيمة كمطبخ فردي، فهم يطبخون، ويستحمون، وينامون، الخيمة نفسها، فهناك عوائل عدد أفرادها يتجاوز العشرة أفراد يعيشون جميعهم في خيمة واحدة، كما أنه حتى الآن 300 عائلة بلا خيم لأن هذه المنظمات لا تقوم بواجبها بحسب إدارة وقاطني المخيم.

“مطلبنا الأساسي العودة لأراضينا”

ونوّهت زهرة إلى حجم المعاناة: “نحن على أبواب فصل الشتاء، ولم تُقدم لنا بعد الاحتياجات الصيفية فما بالك عن المستلزمات الشتوية، الإدارة الذاتية احتضنتنا، ووفّرت لنا الخيم حسب إمكاناتها، ولكن الوضع هنا سيئ لأن المنظمات لا تقدم المساعدة كما يتوجب عليها، فنحن نعيش منذ أكثر من عامين في خيمة واحدة؛ لتكون مكاناً للنوم وللطبخ والحمام، ناهيك عن نقص في كافة احتياجاتنا المعيشية”.

وزادت: “لقد طالبنا كثيراً بمطابخ فردية؛ لأنه في الشتاء تحدث حرائق نتيجة عدم وجود الخيم خاصة، خشيةً على أطفالنا كما أن الخيمة ضيقة فحتى في الصيف نعاني كثيراً لهذا السبب”.

زوج زهرة، يعمل سائقاً لدراجة نارية، ولكن مردود العمل قليل، ولا يكفيهم حسب ما وصفته.

واختتمت الأم زهرة حميد حديثها قائلةً: “الإدارة الذاتية احتضنتنا، ولكن المنظمات الإنسانية مقصرة كثيراً تجاهنا، وفي النهاية أودّ القول: أنّنا نريد منازلنا، لا نريد منهم شئياً فقط، أن نعيش بسري كانيه، فمطلبنا الأساسي هو أن نعود لأرضنا”.