سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

منهج ومشروع مرشحات مؤتمر ستار وتجمع نساء زنوبيا لبناء مجتمع ديمقراطي إيكولوجي

مركز الأخبار ـ

أعلنت المرشحات لانتخابات الإدارات المحلية في مؤتمر ستار وتجمع نساء زنوبيا، دورهنَّ الأساسي في بناء الأمة الديمقراطية المستند على حماية الحياة الإيكولوجية والبيئية، وضمان حقوق المرأة والأطفال ضمن أسس ومبادئ عدة ومهمة. 
يُعرف مؤتمر ستار وتجمع نساء زنوبيا، من الحركات النسوية في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، التي عملت منذ بداية الثورة لأجل “المرأة، الحياة، الحرية”، فيما برز دورها مؤخراً في الانتخابات التمهيدية للبلديات.
فيما أكدن عبر بيانهن، الذي أصدرنه في فعالية نظمها مؤتمر ستار ونساء تجمع زنوبيا في حديقة الرابع من نيسان يوم الأربعاء 22/5/2024، إلى رفض ومحاربة الهجمات والاعتداءات المادية والمعنوية، التي تستهدف القيم الثقافية والتاريخية للمنطقة، من القوى الحاكمة والفاشيين والغزاة: “ناضلنا واستطعنا أن ننتصر، وأرسينا الأساس لوطن حر وديمقراطي، وخطوانا خطوات مهمة من أجلها، وفي هذا النضال من أجل الحرية والديمقراطية استشهد الآلاف من النساء والشباب والأطفال من شعبنا، على هذا الأساس نستذكر شهداءنا بكل اعتزاز واحترام ونعاهدهم على تحقيق أحلامهم في بناء بلد، ومجتمع حرّين”.
ولفتن إلى أنهن في إقليم شمال وشرق سوريا، يناضلن من أجل بناء وطن حر ومجتمع ديمقراطي على مدى عشرات السنين ضد القوى الاحتلالية والفاشية والذهنيات المحافظة، الفوضوية، السلطوية، والمتعصبة دينياً وجنسوياً.
نضال المرأة التاريخي في المجتمع 
وبينَّ أن “النضال، الذي خاضته النساء يرتكز على حقيقة قيم المرأة الحرة وثقافتها في هذه المنطقة التاريخية، ومن ذاكرة السكان المحليين، الذين عاشوا في هذه المنطقة منذ آلاف السنين، في المرحلة، التي نمر بها، والتي يحاولون بشتى الطرق من أجل محو وإنكار تاريخنا ولغتنا، بنضالنا تمكنا من بعث وإنعاش روح المقاومة من جديد”.
وشددن على “الإيمان، والإصرار، والتضامن والحماس، وتابع البيان: “سنرفع من وتيرة نضالنا كل يوم، لقد نظمنا أنفسنا، وأظهرنا قوة المرأة، وإرادتها. لقد رأينا أن العيش كجنس وكدرجة ثانية تحت السلطة وحكمها، وضمن النظام المهيمن، الذي أنشأه الرجل السلطوي والتحول لخادمة وعبدة، وأداة للمتعة، وإنجاب الأطفال، والقيام بالأعمال المنزلية، والتعرض للإيذاء، والتقليل من شأنها. هذه الحياة الرأسمالية، المبنية بذهنية الرجل، وكأنها مشروعة للمرأة. إننا بأفكارنا وأقوالنا وفعالياتنا، بتنظيماتنا النسائية، ومؤتمر ستار، وتجمع نساء زنوبيا، ضد الحياة العبودية المفروضة علينا، صنعنا المعجزات”.
ونوهن إلى: “نحن مؤتمر ستار وتجمع نساء زنوبيا سعينا من أجل إنشاء الحياة الديمقراطية والإيكولوجية، التي تتخذ مبدأ حرية المرأة أساساً لها، وناضلنا لإبراز صوت، ولون وإرادة المرأة والارتقاء بها في نواحي الحياة. فمن السياسة إلى الدبلوماسية، ومن حماية الطبيعة إلى الاقتصاد، ومن الكومينات إلى المجالس، ومن الإدارات المحلية في الصحة إلى التعليم، وفي مجالات الحياة كلها، قمنا بتنظيم إرادة المرأة؛ حتى أصبحت صاحبة القرار”.
رفع وتيرة النضال
لقد خاضت المرأة ثورة داخل ثورة من أجل قتل الذهنية القائمة التي حرمتها من أبسط حقوقها بمختلف الطرق والأساليب، لذلك جعلتها ثورة اجتماعية في وجه الذهنية الذكورية.
وكما هو معلوم، فإن نضال المرأة مستمر منذ فجر التاريخ إلى يومنا الحالي، وهو نضال تاريخي ضد الذهنية المتعصبة “جنسوياً، دينيا وعلميا”. وبريادة النساء وقيادتهنَّ لنضال المرأة من أجل الحرية وبهدف بناء مجتمع ديمقراطي، وكذلك بعد المصادقة على العقد الاجتماعي الذي يتكون من 134 مادة، في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، ووفقاً للقرار الثالث في المادة 109، فقد تحول نظام البلديات إلى نظام ديمقراطي.
وبعد إعلان المفوضية العليا للانتخابات في إقليم شمال وشرق سوريا إجراء الانتخابات البلدية في 11 حزيران 2024، وكان للنساء حصة النصف في المشاركة فيها.
ولأول مرة تجرى انتخابات نسائية في إقليم شمال وشرق سوريا، وخاصةً من قبل التنظيمات النسائية مثل مؤتمر ستار، وتجمع نساء زنوبيا: “إن هذا هو النموذج الأول من نوعه، والذي تقوم من خلاله المرأة للمرة الأولى بانتخاب مرشحاتها. لتكن مرشحة لرئاسة مشتركة، حيث تم تقييم كيفية تمكن المرأة من التقدم بهويتها، والعيش بإرادتها ضمن المجتمع”.
واليوم يتم تأسيس هذا النموذج في المنطقة، حيث أن مؤتمر ستار وتجمع نساء زنوبيا، أعلنا عن مرشحاتهما في الانتخابات البلدية وبمشاركة مرشحات من النساء العربيات وغيرهن.
وعلى هذا الأساس: “فإننا، تنظيم المرأة مؤتمر ستار، وتجمع نساء زنوبيا، نؤمن بأهمية نظام الرئاسة المشتركة، والتمثيل المتساوي، ونراه في غاية الأهمية، ففي كل مرحلة يعد النظام الرئاسي المشترك، هو النموذج الصحيح على أساس فلسفة المرأة، الحياة، الحرية؛ لذلك نناضل ضد النظام الأحادي، ونحمي نظام الرئاسة المشتركة، ولهذا يمكننا القول: إن هناك تمثيلاً للنساء في البلديات بنسبة 50 في المائة”.
انتخابات مبكرة للنساء في مختلف مناطق إقليم شمال وشرق سوريا 
وبهدف إنشاء بلدية بيئية في إقليم الجزيرة، أجريت انتخابات مبكرة للنساء في /68/ ناحية وبلدة. ففي إقليم الفرات، أجريت فيها انتخابات مبكرة للمرأة، في /15/ ناحية وبلدة، بالإضافة إلى ذلك، انتهت الانتخابات المبكرة في /50/ بلدة وناحية في المناطق المحررة، وتم إعداد وتدريب المرشحات للمشاركة في انتخابات 11 حزيران للعب دورهن في الرئاسات المشتركة.
وذكر مؤتمر ستار وتجمع نساء زنوبيا، أن هدفهن هو “حماية الطبيعة من سياسات الإبادة البيئية التي تمارسها دولة الاحتلال في كردستان؛ لذلك نضالنا هو نضال إيكولوجي يتخذ من حق وعدالة المرأة أساساً ضد هذه السياسات”.
ومن هذا المفهوم اعتمدت المرأة مفهوم البلديات المتعددة الثقافات: “سنحمي حق الشعوب، وسوف نقبل نظام الرئاسة المشتركة، والتمثيل المتساوي كمبدأ. من أجل ضمان حقوق المرأة وحريتها، ستنظم المرأة نفسها بشكل مستقل، وتأخذ مبدأ المساواة بين الجنسين والتوازن بين الاختلافات في الطبيعية أساسا لها”.
المبادئ والأسس… 
فيما كشف البيان المبادئ والأسس التي ستعمل عليها مرشحات مؤتمر ستار وتجمع نساء زنوبيا وهي:
ـ سيتم تنفيذ الخدمات والمشاريع المتعلقة بالمرأة والطفل بالاشتراك مع الكومينات والمجالس.
ـ سيتم تحديد السياسات الخاصة بالمرأة، بالتنسيق مع المنظمات المدنية المحلية والتنظيمات النسائية والشبيبة، والمؤسسات الاجتماعية، والصحية، والتعليمية.
ـ تمكين المرأة من تنظيم نفسها بشكل مستقل ضمن البلديات، وننشئ مجالس نسائية ومنسقيات نسائية ومخاطبات باسم المرأة.
ـ في سياق تطوير مشاريع النساء والأطفال، سنطور تنظيم المرأة؛ سننشئ في كل بلدية مكتب المرأة. وبالارتباط به ننشئ وحدات مناهضة للعنف والتعذيب، وأيضاً وحدات خاصة بالتدريب.
ـ لتعزيز التضامن النسائي في البلديات ولتطوير سياسات مشتركة، سنقوم ببناء اتحاد لنساء البلديات.
ـ لتطوير التعليم والإعلام والاتفاقات النسائية الدولية، سنقوم بتطوير الوحدات واللجان الأكاديمية، والإعلام والدبلوماسية ضمن هيكلية اتحاد البلديات الخاص بالمرأة.
ـ من أجل تلبية احتياجات النساء اللاتي يشكلن نصف المجتمع، سنقوم بوضع موازنة فورية تراعي النوع الاجتماعي، وسيتم أخذ عمل المرأة في البلدية بعين الاعتبار، وسيتم تحديد ميزانية مستقلة للمشاريع المستقلة.
ـ في إطار النضال ضد أشكال العنف والتعذيب ضد المرأة. سنقوم ببناء وحدات استشارية للمرأة وحماية المرأة والطفل.
ـ الصحة حق طبيعي واجتماعي، لكي تتمكن المرأة من الاستفادة من هذا الحق، يجب أن تكون الصحة مجانية، وسوف نعمل مع المنظمات الصحية، وسيتم تطوير الأنشطة التعليمية للصحة البدنية للمرأة.
ـ تأمين أماكن إقامة للنساء المشردات والنساء اللاتي تم إجلاؤهن من أماكنهن، وتعرضن للعنف وأصبحن ضحايا والنساء المهجرات، وذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال.
ـ لكي تشارك المرأة بشكل أكبر في الاقتصاد، سنقوم بتطوير الإنتاج المشترك، وعلى هذا الأساس، في المقام الأول سندعم الزراعة وتربية الحيوان، والتعاونيات النسائية التجارية والمنتجة ونطورها.
ـ للقضاء على الذهنية المحددة للأدوار والوظائف بين النساء والرجال، سنعمل على تطوير المشاريع. عن طريق سير التدريبات المهنية؛ لذلك سنجعل النساء قادرات على العمل ضمن المجالات المختلفة، التي من شأنها تحقيق اكتفائها.
ـ سنعمل على تعزيز تنظيم الشابات في وحدات السياسات النسائية ليصبحن صاحبات صوت مسموع وبالتالي يلعبن دورهن بشكل بارز وملحوظ في آليات صنع القرار.
ـ من أجل تطوير التنوع والاختلاف في مجال المرأة، سنكون مراقبين، وننظر في حق المرأة في الحياة والصحة والتعليم والسكن والنقل والسلامة، والخطط ونأخذها ضمن أولوياتنا. في طريقة المباني، والمساحات الخضراء كالحدائق وما شابه، سيكون لنا رأي في أماكن التخطيط بما يخص حياتنا والأماكن التي نعيش بها.
ـ سنقوم بإنشاء أماكن ثقافية، وملاعب وساحات رياضية للنساء، وأحياء، وأسواق، وحدائق نسائية، سننشأ أيضاً الساحات وحدائق المرأة الحرة.
ـ سننظر في وضع الأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، وما إلى ذلك في بناء المدن في سياق فلسفة المرأة، في الأماكن العامة، والنقل، وتشييد المباني.
ـ سنعيد بناء مراكز الحياة التي احتلت وأحرقت، ودمرت من المحتلين. وسنحارب معاً سياسات الحروب والصراعات، التي تجبر الناس على الهجرة وتغيير الديموغرافيا.
ـ سنقوم بحماية النظام البيئي، وسنكون مسؤولين عن أنواع النباتات والأعشاب والأصول التاريخية والتراث الثقافي، وسنطور الأماكن التي نعيش فيها، وسنجعلها مناطق خضراء.
ـ لحماية الحقوق الاقتصادية والشخصية للنساء العاملات تحت مظلة البلديات، سنقوم بتطوير أرضية التنظيم والحماية لها.
واختتم البيان: “هدفنا هو بناء بلديات ديمقراطية وبيئية في محور حرية المرأة. ولهذا السبب نحن عازمون ومتحمسون.. وقبل كل شيء، ندعو النساء وأبناء شعبنا إلى دعم المرأة وتعزيز إرادتها، ونهنئ رفيقاتنا، اللواتي سيتم انتخابهنَّ، ونتمنى لهنَّ النجاح”.