سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

غزة… تفشي فيروس الكبد الوبائي ينذر بالخطر

تفاقم الأوضاع الصحية بين صفوف النازحين في مراكز الإيواء ومخيمات النزوح في قطاع غزة، وانتشار التهاب الكبد الوبائي، وسط انعدام الرعاية الطبية وشح المضادات الحيوية.
أصدرت وزارة الصحة الفلسطينية بياناً رسمياً يؤكد انتشار الأوبئة والأمراض المعدية بين النازحين، حيث سجلت ما يزيد عن 30 ألف حالة إصابة بالتهاب الكبد الوبائي من، ويعود ذلك للاكتظاظ السكاني الشديد وقلة النظافة الشخصية.
نقص المياه وانعدام الصرف الصحي  
النقص الحاد في المياه الصالحة للشرب وانعدام الصرف الصحي، وكذلك الإمكانات الصحية والإمدادات الحيوية، ذلك كله هيأ بيئة مناسبة لانتشار التهاب الكبد الوبائي في قطاع غزة، حيث قالت المُثقفة الصحية فاطمة أبو شعبان: “في ظل انعدام الإمكانات الطبية والرعاية الصحية، تعاني غزة أزمة صحية خطيرة ناتجة عن تفشي التهاب الكبد الوبائي، هذا التحدي الكارثي يؤثر بشكل خاص على النازحين في مراكز الإيواء ومخيمات اللجوء؛ ما يتطلب هذا الوضع الصعب تدخلاً عاجلاً، وتوجيه جهود مكثفة ومتكاملة؛ لتقديم الدعم والرعاية اللازمة للمتضررين واتخاذ إجراءات وقائية فعالة؛ للحد من انتشار المرض وحماية الأفراد”.
وبينت أن الأطفال هم الأكثر تضرراً وعرضة للإصابة بالفيروسات، حيث تنتشر الأمراض، وتنتقل العدوى بينهم منها النزلات المعوية، والكبد الوبائي والالتهابات الصدرية والتنفسية نتيجة للتكدس الكبير في المدارس والمخيمات، وقلة التعقيم والنظافة، بالإضافة إلى التغذية غير السليمة وعدم الوصول إلى مياه شرب نظيفة وسط شح كبير في العلاج والمستلزمات الطبية، والمضادات الحيوية وإجراء الفحوصات المخبرية.
 وحول فيروس الكبد الوبائي أفادت، أنه يؤثر على عمليات إنتاج الغذاء اليومية، التي تستخدم للسيطرة على المسببات البكتيرية، وفترة حضانته تقارب خمسين يوماً، موضحةً أنه “في بداية مرض التهاب الكبد الوبائي، يظهر اليرقان، وهو مرحلة قابلة للعلاج بسرعة وبسهولة، لكن مع تقدم المرض يزداد تعقيد العلاج، خاصة في المرحلة الثالثة حيث يمكن أن يكون مميتاً في بعض الحالات”.
وفي ظل ارتفاع متزايد في معدلات الإصابة بالكبد الوبائي بين الفئات الأكثر ضعفاً ومناعة، قامت فاطمة أبو شعبان بتنفيذ سلسلة من جلسات التثقيف الصحي للتوعية بأهمية الوقاية والتشخيص المبكر لهذا المرض الخطير، تركزت جهودها على استهداف فئتي الأطفال والنساء، نظراً لأن الحالات المصابة بالكبد الوبائي في غالبيتها تكون من هاتين الفئتين.
وأضافت: “تتضمن الجلسات شرحاً شاملاً لطرق انتقال الفيروس، وأسباب ارتفاع معدلات الإصابة بين النساء والأطفال، كما يتم تقديم معلومات عن أعراض المرض وطرق الوقاية منه، بما في ذلك أهمية النظافة الشخصية وتناول الغذاء الصحي، ونحاول قدر الإمكان تقديم سبل الرعاية الصحية المتوفرة في مراكز الإيواء”.
ولفتت، إلى أن الجلسة التثقيفية تستغرق عشرين دقيقة، ومن ثم تبدأ المشاركات بالاستفسارات حول أطر الموضوع، مشيرةً إلى أنه على الرغم من خطورة الأوضاع الأمنية في شمال غزة إلا أن الواجب المهني وصعوبة الأحوال الصحية، التي تعصف بالقطاع حتّم على الجهات المعنية ألا تتوانى عن تقديم الدعم والمساعدة وسبل الرعاية الطبية بالإمكانيات المتاحة.
هدف جلسات التثقيف الصحي 
وتهدف جلسات التثقيف الصحي، التي تقودها فاطمة أبو شعبان إلى رفع الوعي الصحي لدى الفئات المعنية وتغيير السلوكيات الضارة، التي قد تزيد من انتشار المرض، كما توفر هذه الجلسات الفرصة للنساء والفتيات لطرح الأسئلة والاستفسارات حول أسباب انتشار الكبد الوبائي وطرق الوقاية منه.
وأوضحت، أن هذه الجهود التطوعية تأتي في سياق الحاجة الملحة لزيادة الوعي بين فئات المجتمع حول الكبد الوبائي، وحشد الجهود المبذولة للحد من انتشاره وتقديم الدعم والمساعدة للمصابين به وتغيير السلوكيات والممارسات الصحية للمشاركين نحو أسلوب حياة صحي.
وتطرقت لإعداد نقطة طبية خاصة لمتابعة الأوضاع الصحية للنساء والأطفال، وكذلك كبار السن في مراكز الإيواء ومخيمات النزوح، نظراً لأن هذه الأماكن تشهد تكدساً وكثافة سكانية خاصة في منطقة الجنوب، التي تضم أكثر من مليون ونصف من النازحين، “من المؤكد أن الوضع الصحي في منطقة الجنوب كارثي وصعب للغاية”.
وكالة أنباء المرأة