منتخب الكراتين والعتالين؟!

روناهي/ قامشلو ـ

---

بعد فشله وتسببه في خسارة المنتخب السوري في الكثير من المباريات، ظهر إبراهيم عالمة حارس المنتخب السوري الأول، بتصريحات مثيرة للجدل، وصلت إلى صدور بيان رسمي بشأنه من قبل اللجنة المؤقتة للكرة التابعة لحكومة دمشق واستدعائه لمعرفة حيثيات هذه التصريحات.

“منتخب الفضائح” يبدو أن هذه الصفة باتت الأكثر ملائمة له، كنسيان جوازات السفر، وتحكم أشخاص بالتشكيلة، وواسطات وفساد إلخ… وآخر هذه الفضائح كان تلك الكراتين التي نُقلت من الإمارات إلى دمشق؟، والكلام للعالمة الذي خرج على مقابلة مع برنامج “المختار” عبر إذاعة “المدينة إف إم” الموالية لحكومة دمشق، وتحدث عن الكثير من الأمور، ولكن أكثر ما أثار الجدل في حديثه، كان قضية الكراتين التي نُقلت مع بعثة المنتخب السوري من الإمارات إلى دمشق!.

أصبحنا عتالين؟

وذكر إبراهيم عالمة في حديثه قائلاً: “في الجولة الأخيرة عندما كنا بالإمارات، كان كل خمسة لاعبين يلبسون لباساً موحداً بلون معين لأنه لا يوجد لباس موحد لكامل المنتخب!”.

وأضاف: “نحن أمضينا عقد مع شركة بخصوص التجهيزات، وطالبنا بتوحيد اللباس بلون واحد فقط، حتى نظهر بمنظر لبق أمام الناس، عندما ننزل لاستراحة الأكل في المطعم، ويكون لنا هيبة وبأننا نمثل بلد”.

وتابع بعدها إنهم جلبوا لهم بيجامة بيضاء قضوا فيها كل السفر من اجتماعات وفطور وغداء وعشاء.

وأشار العالمة: “هل تصدقون؟ كنت أخجل من نفسي عندما طلب البعض مني طقم لي كهدية ولم أكون أملكه كي أهديهم!.”.

ونوه العالمة: “عند وصولنا للمطار كي نغادر إلى دمشق، وبعد ابتعاد أغلب اللاعبين بقينا ثلاث لاعبين فقط، ونظرت خلفي وإذ هناك عدة عربيات محملة بكراتين، فطلبت منهم أن نجرها معاً إلى الطائرة، وكنت أتساءل هل هذه الكراتين محملة بالتجهيزات لنا؟، وأصبحنا عتالين!.”.

وأردف: “أثناء حملي لتلك الكراتين سقطت واحدة منها ووقتها شككت بالقصة لأنه لو هي تجهيزات كثياب لن تصدر صوت قوي بهذا الشكل فقد كانت ثقيلة جداً، فسألت المسؤول عن التجهيزات ماذا يوجد بداخل هذه الكراتين؟ فجاوب بأنه لا يعرف شيئاً غير أنهم أخبروه من دمشق بحملها لمقر الاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم وهو ينفذ ما قالوه فقط، بعدها تفقدت الكراتين الأخرى، وإذ هي بنفس الثقل، وأحضرت شاهدين على ما هو موجود ضمن تلك الكراتين، بطريقةٍ ما استطعنا أن نفتحها ونعرف ما بداخلها”.

وقال عالمة: “لدي تسجيلات وملفات لو أعرضها لكان موضوع تراجع المنتخب أمراً ثانوياً أمامها، ولن أتمكن ربما من مغادرة الاستديو”، مبيناً إن “كرة القدم السورية مُدارة من قبل أشخاص لهم علاقات مع صفحات مؤثرة بالشارع الرياضي توجه من خلالها الناس للهجوم على اللاعبين”.

وتطرق قائلاً: “إن أجواء المنتخب مشوشة، ولا يريد القائمون عليه من يقول لهم لا، وكل من جاء على اتحاد الكرة فاسد، ويضحكون علينا وعلى الجمهور، ويسرقون تعبنا، ومن المعيب أن نضطر لطلب معدات طبية من المنتخب الإماراتي، عبر عمر خريبين، خلال مواجهتنا معهم، وهل هنالك منتخب بالعالم يُقال للاعبيه لا تتصرف بتجهيزاتك؟”.

وذكر بأنه يوجد أشخاص داخل الاتحاد الرياضي يريدون إقصاء وتحييد عالمة وعدة لاعبين خارج المنتخب لأهداف ومصالح شخصية لتمرير خططهم “المشبوهة”، بحسب قوله.

وقال عالمة إن الأموال السورية المجمدة لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تُسرق، وبلغت في 2017، سبعة ملايين دولار، وبقي منها حاليًا فقط مليوني دولار.

وامتنع العالمة عن الإفصاح عما كان بداخل تلك الكراتين، رغم محاولة مقدم البرنامج لأكثر من مرة معرفة الجواب.

عقيل يتحدث

من جانبه علّق وائل عقيل، رئيس لجنة اللاعبين المحترفين ولجنة الإشراف على الدوري السوري، حول موضوع العلب الكرتونية التي نُقلت مع بعثة المنتخب السوري في مطار الإمارات، والتي كشف عنها إبراهيم عالمة في تصريحاته.

وخلال بث مباشر على صفحته الشخصية، قال عقيل: “الكراتين التي ذكرها الحارس إبراهيم عالمة هي عائدة إلى أحمد قوطرش عضو اللجنة المؤقتة، وتحمل مواداً غذائية وأوراقاً خاصة بعمله”.

وأضاف: “خطأ بكل تأكيد أن يتم تحميل هذه الكراتين خلال سفر بعثة المنتخب السوري”.

وحول موضوع التجهيزات والتي أشار عالمة في حديثه عنها إلى نقصها الكبير ما اضطر بعض اللاعبين إلى طلبها من المنتخبات المنافسة، أكد عقيل: “ليس بالخطأ الكبير أن نستعير “لاصق” من منتخب الإمارات بل هناك أمور أكبر”.

وقال: “أنا على خلاف مع رئيس اللجنة المؤقتة نبيل السباعي لأنّني أضع الناس في صورة الأحداث، وأطالب بإجراء اجتماع ومناقشة الخطأ والكشف عن المخطئ، وإمّا أن يُعاقب العالمة إن لم يكن صادقاً بحديثه”.

وأكد عقيل أن أموال الاتحاد السوري تُنهب وتسرق والشفافية غائبة، بحسب كلامه.

وحول حديث العالمة عن عدم وجود مكافآت مقدمة للمنتخب، نفى عقيل ذلك موضحاً: “رئيس الاتحاد الرياضي فراس معلا قدّم سابقاً مكافآت للاعبين بمبلغ ثلاث ملايين ونصف بعد الانتصار على تونس، وعمل على تأمين كافة التسهيلات والتجهيزات للمنتخب الأول”.

وختم عقيل حديثه بأن الدعم الذي قُدّم للمنتخب في الوقت الحالي لم يُقدم في تاريخ الكرة السوريّة!.

وبعد كلام إبراهيم عالمة وحديث وائل عقيل، وجهت اللجنة المؤقتة للاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم التابعة لحكومة دمشق من خلال منشور على صفحة اتحاد الكرة، دعوة إبراهيم عالمة لمقر الاتحاد يوم الاثنين المصادف لـ 21/2/2022، للاستفسار والوقوف على ما صدر منه من تصريحات، واستبيان الحقائق بهدف اتخاذ الإجراءات المناسبة بحق المقصرين.

بينما نفى الاتحاد الرياضي العام الذي يترأسه فراس معلا بأنه قرروا فصل العالمة من أسرة الاتحاد الرياضي السوري، وإن هذا القرار عائد إلى اللجنة المؤقتة لكرة القدم، وأنهم لن يقوموا بهذا الأمر أبداً.

سخرية وضحك

أما على شبكات التواصل الاجتماعي فقد أصبحت قضية التصريحات مصدر سخرية، وخاصةً قضية الكراتين وعما كان بداخلها، حيث عقّب البعض على الشكل التالي:

“بتوقع فيها لاعبين المنتخب، بينما علّق آخر فيها علب معسل، والبعض قال فيها كوكايين”.

يشار إلى أن إبراهيم عالمة يعتبر من أبرز الرياضيين المؤيدين لحكومة دمشق، وتظهر صور متداولة له ارتداءه زي جيش قوات دمشق وهو حاملاً السلاح إلى جانب ميليشيات موالية للحكومة.

وتشهد المنظومة الرياضية التابعة لحكومة دمشق الفساد والتخبط والخلل حيث فرض الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) غرامة مالية على منتخب سوريا لكرة القدم، حوالي خمسة آلاف فرنك سويسري، أي ما يعادل خمسة آلاف و400 دولار، بسبب خرق المنتخب قانون النظام والأمن في المباريات، واقتحام ميدان اللعب، في المباراة التي جرت في 16 من تشرين الثاني 2021 ضد إيران.

وتتعرض هذه المنظومة لانتقادات واسعة واتهامات بـ ”الفساد والواسطة”، وانتقادات واسعة من المتابعين في الداخل والخارج، وأنه يلزم حل جذري بتغيير هذه المنظومة بالكامل، ووضع أشخاص شرفاء لإدارة هذه الرياضة التي تدار من قبل حكومة دمشق، والتي مازالت ترفض أي حل سياسي في البلاد، وتحاول الرجوع إلى ما قبل عام 2011.