منبج تحتفي بحفل توقيع للكتب لعدد من الشعراء والكتّاب

منبج/ آزاد كردي –

أعرب الكتّاب والأدباء الذين أُقيم لهم حفل توقيع للكتاب في مدينة منبج عن سعادتهم بنشر نتاجاتهم الأدبية والفكرية، متمنين أن يكون توقيع الكتاب انطلاقة لحراك ثقافي نشط بخلاف الأيام التي سادها القمع والخوف إبّان سيطرة مرتزقة داعش.

أقام اتحاد المثقفين في منبج وريفها حفل توقيع كتب لعدد من الكتّاب والأدباء، وذلك في مكتبة محمد منلا غزيل، وحضره نخبة من المثقفين والعشرات من الأهالي، وشمل الحفل توقيع كتاب «معايير جودة التعليم» للدكتور أحمد أبو شكير، ورواية «هجرت النوم لعينيك، وأنت ماذا فعلت» لسحر عودة، ومجموعة قصصية بعنوان «شمس النهار» للقاص جمعة حيدر.

يشار أن حفل توقيع الكتاب شهد حضور الموسيقار وعازف العود أبو قاسم المعراوي الذي عزف أنغاماً هادئة أثناء توقيع الكتب على الحضور، كما وتخللت بعض المساجلات الشعرية لعدد من الشعراء بختام الحفل.

وفي هذا الصدد، التقت صحيفتنا “روناهي” بالكتّاب والأدباء المشاركين في حفل توقيع الكتاب للحديث عن نتاجهم، ونبذة وافية عن المحتوى، وتقييمهم للحراك الثقافي.

رفع مستوى معايير التعليم في شمال وشرق سوريا

بدايةً، أشار الإداري في قسم البرامج والمشاريع بالمركز السوري للحوار والدراسات، والإداري في الهيئة العلمية لتدريب المعلمين في منبج وريفها الدكتور أحمد أبو شكير إلى أن كتابه “معايير جودة التعليم”، يختص بوضع أسس لتطوير التعليم بشكلٍ عام وبمناطق شمال وشرق سوريا بشكلٍ خاص.

وأضاف أن “الكتاب يستعرض أفضل الطرائق الجديدة بالتعليم بهدف بناء التعليم بدءاً من انتقاء المعلم إلى تطوير المنهاج وإلى دمج بين المعلم والمتعلم واستخدام التقنيات الحديثة للتعلم؛ كالتعلم النشط ووصولاً إلى المخرجات التي نطمح إليها”.

وتابع أن الكتاب وجّه بشكل حلزوني اعتماداً على معيار الإيزو ومعايير عامة معتمدة بعدد من الدول وهي متفاوتة من دولة إلى أخرى، وكان هناك فصل خاص بما يناسب النواحي التعليمية بمناطق شمال وشرق سوريا بما يتعلق بالمقترحات التربوية، ويمكن أن تطور التعليم بمدينة منبج التي اعتمدت بناء على ندوة تربوية خاصة عُقدت مع مجموعة من الخبراء، وبُني عليها بعض الأسس العلمية.

وأكد على أنه سعيد لصدور أول نتاج له الأمر الذي يسهم في رفد الحراك الثقافي بمزيد من المعرفة والتألق بخلاف الفترة التي كان عليها حين بسط مرتزقة داعش نفوذهم عليها، وقتله للنشاط الثقافي آنذاك.

تصحيح الخاطئ بمجتمعاتنا

من جانبها أكدت الكاتبة الروائية سحر عودة أن روايتها “هجرت النوم لعينيك، وأنت ماذا فعلت”؟ تجسّد الرواية الواقع الشرقي بكل تفاصيله المليئة بالعاطفة والشجون بأي مدينة مهما كانت لأنها تنظر إلى الحب بازدراء، ولا يزالون ينظرون إليه بالغريزة والأمور الخاطئة المسيئة.

وتلخص الرواية وجود اثنين من العاشقين جمعتهما صدفة القدر في مدينة غير محددة، أحبا بعضهما البعض ولأسباب تافهة جعلتهما يبتعدون عن بعض؛ ككل القصص الشرقية.

وشددت سحر على وجود بعض الرسائل الموجهة لا سيما فيما يخص المرأة حتى لا تضطر أن تتقيد بالمجتمع الذكوري الذي أحاطها بعاداته وفرضها عليها، كما أن الإهداء في مقدمة الرواية مخصص للمرأة “إلى كل امرأة تناضل من أجل أن تعيش أنوثتها كما يجب”، معبّرةً في الوقت ذاته عن سعادتها بصدور روايتها مما يُبشر بنهضة للمرأة بعكس ما كانت عليه من قبل.

نقل الواقع إلى الأدب

بدوره، نوه القاص جمعة حيدر، أن مجموعته القصصية الأولى المسماة بـ “شمس النهار”، تتألف من 41 قصة قصيرة إلى جانب المقدمة، وصدرت المجموعة بالتعاون مع اتحاد المثقفين في مدينة منبج وريفها، وتتمحور القصص حول مواضيع مختلفة تناقش عدة حالات إنسانية واجتماعية بما في ذلك زواج القاصرات والنازحين والمهجّرين قسراً في المخيمات الذين تركوا بيوتهم نتيجة الأوضاع التي جرت في مدينة منبج بشكلٍ خاص وفي سوريا بشكلٍ عام.

وفي ختام حديثه، أكد القاص جمعة حيدر إنه: “سعيد بصدور المجموعة القصصية” مع طلب أن يبقى اتحاد المثقفين على وتيرة متسارعة للنهوض بنقل الحركة الأدبية نحو الأفضل لأنها بدأت تسير وفق ما يتطلبه الواقع الاجتماعي والمعيشي بأسلوب أدبي شيّق بكل الأجناس الأدبية.