مكانة العلم في الإسلام

محمد القادري_

مع بدأ العام الدراسي، نريد أن نبين مكانة العلم في الإسلام، حيث أوضح القرآن الكريم سموها بشكل جلي، فقال: “قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ”، وقال الله تعالى: ‏‏يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ”.

هذه الدرجات التي تتبدى في المجتمع، حيث نجد أهل العلم والعلماء لهم مكانة مرموقة ومميزة، وهم موضع احترام وتقدير لدى جميع شرائح المجتمع، وكذلك من الناحية الدينية والإيمانية، يؤكد الله سبحانه وتعالى، إن العلماء هم الذين يخشون الله ويتقونه بقوله تعالى: “إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ” والحكمة، التي تقول: “العلم نور والجهل ظلام”، وهي حقيقة واقعة، لأن الدول حينما تعيش في الجهالة، فهي تعيش عصر الظلمات، وتكون أمة منهارة، ومجتمعاً جاهلاً، لذلك يجب أن نعطي الاهتمام والأولوية للجانب العلمي، والمستويات الراقية المتطورة في المناهج الدراسية والعلمية في مجتمعنا، وأن يكون الدعم الكامل لمجال العلم، لأن الأمم الراقية التي تمتلك زمام القوة، إنما وصلت الى ذلك بسبب اهتمامها بالعلوم ورفعها لمكانه العلماء، فهم لا يحتاجون إلى شيء في مجتمعهم، إلا الى زياده العلم وكشف الاختراعات والنظريات، التي تفيد شعوب الإنسانية، لذلك نرى العلماء هم محط احترام في جميع الدول والهيئات والمجتمعات.

وإذا نظرنا في التاريخ الإسلامي، نرى بأن الحضارة الإسلامية، حينما كانت تنتج العلماء، والفلاسفة والمخترعين، وكانت تترجم العلوم، التي أنتجتها الأمم الأخرى، واستفادت منها كانت تقود شعوب العالم في العهد العباسي، أما بعد أن اتجهت إلى الجهالة والحروب والغزوات في العهد العثماني، فإنها تراجعت وأصبحت الرجل المريض، حتى زالت، ونحن في الإدارة الذاتية، نرى والحمد لله كيف أن مناهجنا التربوية والعلمية، قد وصلت إلى مستويات عالية جداً، فقد استطعنا أن نعلم وندرس المراحل الابتدائية، والإعدادية، والثانوية، وفي المعاهد والجامعات بأرقى العلوم، وأفضلها لبناء المجتمعات,، وكما قال الشاعر:

العلم يرفع بيوتا لا عماد لها

والجهل يهدم بيوت العز والكرم.