قامشلو/ دعاء يوسف –
يعدّ افتتاح معهد إعداد المعلمين بقامشلو صرحاً تعليمياً آخر يضاف إلى الصروح التي سبقتها؛ لتكون فرصة للطلبة ممن لم يلتحقوا بالجامعة، وبطرائق التدريس التي يتبعه المعهد يتخرَج مختصين من الجنسين بمواد تدريسية عدة.
افتتحت هيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة معهداً لإعداد المعلمين في حي الأربوية بمدينة قامشلو التابعة لمقاطعة قامشلو، وذلك لإتاحة الفرصة للطلاب، الذين نجحوا في الصف الثاني عشر، ولم يتمكنوا من التسجيل في جامعات شمال وشرق سوريا، وفقاً للمفاضلة الثانية، أيضاً لحاجة هيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة إلى مدرسين متخصصين في المرحلة الإعدادية.
الهدف الأساسي للمعهد هو تزويد الطلبة بالمعارف النظرية، والعملية وتقوية مهاراتهم خاصة في مجال طرائق التدريس، باعتبار الطالب بعد تخرجه سيتعين بصفة معلم ومربي للأجيال، لذلك لابدّ من إعداده بصورة تليق بكونه معلماً قادراً على السير مع طلابه في درب النجاح، ووضع لبنات الأساس لنجاحهم.
والمعهد يتكون من سبع أقسام رئيسية، وهي “العلوم العامة، واللغة الإنكليزية، واللغة الكردية، والرسم والموسيقا، والرياضيات”، إضافةً إلى المعهد الصناعي الذي يتضمن قسمين رئيسين وهما “ميكانيك وتقنيات حاسوب”.
وحول افتتاح هذا الصرح التعليمي كان لصحيفتنا لقاء مع الناطقة باسم المعهد شيلان محمد: “قررت الهيئة التنفيذية، وهيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة، افتتاح معهدين في قامشلو والحسكة، وذلك في الشهر العاشر من العام المنصرم، وذلك لوجود الكثير من الطلبة، الذين نجحوا في الصف الثالث الثانوي (البكلوريا)، ولم تتح لهم الفرصة في دخول الجامعة، وكان عددهم تقريباً 500 طالب، علماً أن منهم من قبل في جامعة كوباني، إلا أنهم لم يلتحقوا بها بسبب الظروف الطريق وغيرها”.
وتابعت شيلان: “بداية الافتتاح كانت 15/10/2021 فسجل في المعهد 450 طالباً وطالبة، ليبقى منهم 367 طالباً نظراً لالتحاق بعضهم بواجب الدفاع الذاتي، ورغبة البعض بإعادة السنة التدريسية لدخول الجامعة”.
سير عملية التدريس في المعهد
وبيّنت شيلان: أن بعض الأقسام تتطلب اختبارات، معطيةً مثالاً على ذلك قسم الرياضة، الذي يحتاج إلى طول معين، ووزن معين، فاختيار قسم معين يتطلب خضوع الطالب لاختبار تحديد المستوى، والقسم المناسب فلكل قسم نسبة محددة يختلف عن القسم الآخر كالرياضيات يجب أن تكون خمسين بالمئة.
ونوهت شيلان: أنه في بداية الدوام، يخصص شهران تحضيريان لمراجعة الطلاب لمعلوماتهم القديمة، ولمعرفة كل طالب مستواه، ومقدرته في القسم الذي اختاره، وعند انتهاء هذين الشهرين يُقيّم الطالب من قبل المعلم.
كما وأطلعتنا شيلان على البرنامج اليومي للتدريس في المعهد، والذي هو عبارة عن ثلاث محاضرات للقسم المختص فيه، ويأخذ الطالب مناهج إضافية كالعربي، والإنكليزي، والحاسوب.
وأضافت شيلان أنه في التحضيري يأخذ الطالب علم الاجتماع، وفي الفصل الأول تكون المواد (التاريخ والحاسوب، والعربي، والكردي) مشتركة، ليصبح المعلم قادراً على بناء المجتمع، وأن يكون لديه معرفة في الاختصاصات كلها، وليس اختصاصاً واحداً فقط: “تحضيرنا لتدريب المعلمين يأتي بشكل علمي وأكاديمي، وطرائق التدريس في المعهد تساعد على تخريج معلمين لديهم دخل كبير من المعرفة”.
وعن عدد الطلاب في الأقسام أفادت شيلان: “يختلف عدد الطلاب من قسم لآخر، فقسم الرياضة يحتوي على سبعة وستين طالباً وطالبة، والرسم أربعة وثلاثين طالبا وطالبة، والموسيقا أربعين طالبا وطالبة والكردي اثنين وستين طالبا وطالبة، وعلوم عامة أربعة وأربعين طالبا وطالبة، والإنكليزي خمسين طالبا وطالبة، والرياضيات ثلاثة وعشرين طالبا وطالبة، والصناعة أربعين طالبا وطالبة، ليشرف على تدريسهم خمسون معلماً مختصاً أعطى المحاضرات في أكاديميات، وجامعات شمال وشرق سوريا”.
الحاجة لمعلمين مختصين
مع تطور القطاع التعليمي أصبحت هيئة التربية والتعليم بحاجة إلى معلمين مختصين، وهذا ما بينته شيلان بقولها: “قسم التربية والتعليم فيه 2000 معلم مختص، وهذا العدد كبير، ولكن مدارسنا تتوسع والإقبال على التعليم فيها أصبح أكبر، ولفتح آفاق من الأبواب أمام طلاب أكثر يجب أن يكون هناك قدر كافٍ من معلمين مختصين، يستطيعون حمل هذه الرسالة”.
وأشارت شيلان إلى فائدة هذه المعاهد في تطوير الواقع التعليمي، والنهوض بمستقبل الأجيال من خلال تزويد مدارس شمال وشرق سوريا بكوكبة من المعلمين المختصين، والقادرين على بناء جيل المستقبل.
وتطرقت شيلان إلى الصعوبات، التي مر بها المعهد منذ الافتتاح: “كان اتخاذ قرار افتتاح المعهد عاجلاً، وتأمين كادر تعليمي مختص، ومواد لازمة للتدريس، خلقت لدينا صعوبات ومشاكل، وكذلك دخول الطالب في سياسة المعهد، وخروجه من جو المدرسة”.
واختتمت شيلان حديثها، متمنية أن يكون المعهد على قدر المسؤولية الموكلة إليه، ويخرج جيلاً من المعلمين المدربين، وأصحاب ثقة وتكون لهم بصمة في المجتمع.
فرصة جديدة
وخلال تواجدنا في المعهد كان لنا لقاء مع العديد من الطلبة؛ الطالب نزار الدندح من قسم علوم عامة، قال عن التحاقه بالمعهد: “بدأنا في المعهد منذ ثلاثة شهور، وبعد انتهاء الفترة التحضيرية بدأنا الفصل الأول لنأخذ ثلاثة أيام في الأسبوع، دروس نظرية، وخُصص يوم الثلاثاء للدرس العملي”.
وأشاد الدندح بطريقة التعليم، التي يتبعها المعهد، وإضافة مناهج أخرى غير الاختصاص الذي يدرسه: “نحن كمعلمين يجب أن نكون قدوة للأجيال القادمة، فحن صناع المستقبل، ومن أجل ذلك يجب أن يكون لدينا اطلاع على الكثير من الأمور خارج اختصاصنا، وهذا ما أمنه لنا المعهد، فعند التخرج من هنا سأكون ملماً بالعلوم والفيزياء، والكيمياء إضافة إلى ذلك سأكون قادراً على الإجابة بكل ما يخص قواعد العربي، والإنكليزي لأساعد طلابي في المستقبل”.
وفي السياق ذاته حدثنا الطالب عماد سعد الله حسين، من قسم التقنيات: “هذه أول سنة للمعهد، ولكننا لم نجد أي نقص فيه، فنأخذ أربعة أيام في المعهد دروساً نظرية، ونقدم العملي في الثانوية الصناعية”.
واختتم الحسين: “لقد قررت ترك الدراسة ولكن هذا المعهد كان بمثابة فرصة جديدة لإكمال التعليم لأكون عضواً فعالاً في مجال التعليم”.
