معركة إدلب.. في انتظار تحديد ساعة الصفر

مركز الأخبار ـ تستمر الخروقات للهدنة الروسية ـ التركية المعلنة في إدلب، حلب، حماة واللاذقية، إذ قصفت قوات النظام مناطق في أرياف إدلب وحماة واللاذقية، في حين قالت مصادر روسية مطلعة أن موسكو تشجع على إطلاق معركة تحريك محدودة شرط ألا تكون واسعة، ولا تستهدف النقاط التركية.

استكملت الهدنة الروسية ـ التركية الهشة يومها الـ 16 على التوالي بمزيد من الخروقات في المناطق المزعم تطبيقها فيها وهي حلب وحماة وإدلب واللاذقية، حيث رصد المرصد السوري لحقوق الإنسان قصفاً صاروخياً نفذته قوات النظام على أماكن في قرية خلصة بالريف الجنوبي لحلب، بالإضافة لاستهدافها بالرشاشات الثقيلة والقذائف مناطق في قريتي الجنابرة وعثمان بالريف الشمالي الحموي.

وبحسب المرصد أيضاً؛ فإن قصف قوات النظام الصاروخي استهدف خلال الساعات الماضية مناطق في بلدة الزيارة وقرية القرقور بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، بالتزامن مع استقدام مرتزقة هيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني ومرتزقة آخرين، مزيداً من التعزيزات العسكرية إلى المنطقة، وكذلك قصفت قوات النظام مناطق في جبل التركمان بريف اللاذقية الشمالي الشرقي، والطرق المؤدية للمنطقة، بالتزامن مع استهدافها لأماكن في منطقة بداما في القطاع الغربي من ريف جسر الشغور في ريف إدلب الغربي، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية، فيما هزت انفجارات عدة، منطقة سهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي، تبين أنها ناجمة عن تفجير المجموعات المرتزقة التابعة لتركيا لجسرين اثنين في المنطقة، وفي التفاصيل قال المرصد السوري: “إن المجموعات المرتزقة أقدمت على تفجير جسر بيت راس الذي يربط مناطق المرتزقة مع قرية الجيد الخاضعة لسيطرة قوات النظام، بالإضافة لتفجيرها جسر الشريعة، الذي يربط مناطق سيطرتها مع قرية الكريم التي تخضع لسيطرة قوات النظام”.

وتأتي عملية تفجير الجسور التي تربط مناطق سيطرة الطرفين، في إطار عمليات التحصين التي تنفذها المجموعات المرتزقة التابعة لتركيا لمواقعها ونقاطها في المنطقة، لصد أي هجوم محتمل قد تنفذه قوات النظام في أي وقت، بعد التعزيزات العسكرية الضخمة التي استقدمتها الأخيرة إلى حماة وإدلب وجبال الساحل. وشهدت الأيام الماضية تواصل عمليات التحشد من قبل قوات النظام ودولة الاحتلال التركي ومرتزقتها وخصوصاً مرتزقة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) في ما يسمى بمنطقة التصعيد الرابعة التي تضم إدلب وأجزاء من حلب وحماة واللاذقية أيضاً.

وعلى وقع تحذيرات دولية من “كارثة محققة” في إدلب، رجحت مصادر روسية وأخرى فيما يسمى بالمعارضة السورية أن “معركة محدودة في إدلب باتت في انتظار تحديد ساعة الصفر”، وسط تقديرات بأن تمهد المعركة لتسويات وتفاهمات إقليمية ودولية، بحسب ما نقلته صحيفة الحياة. وقال مصدر روسي مطلع: “إن موسكو تشجع على إطلاق معركة تحريك محدودة شرط ألا تكون واسعة، ولا تستهدف النقاط التركية، وألا تتسبب في حركة نزوح كثيفة إلى تركيا”. وأوضح: “إن أوساطاً في موسكو ترى أن عملية محدودة تساعد تركيا في تسريع إنجاز مهمتها… ولهذا؛ اقترب تحديد ساعة الصفر للمعركة، بعد إخطار الجانب التركي”. ومع إشارة المصدر إلى صعوبة المهمة، قال: “إن موسكو تفضل أن يُحسم موضوع النصرة قبل القمة الثلاثية المنتظرة في السابع من شهر أيلول الجاري بين قادة البلدان الضامنة في آستانا”.

وفي بادية دير الزور، رصد المرصد السوري تنفيذ مرتزقة داعش لكمين برتل لقوات النظام على الأوتوستراد الدولي الواصل بين مدينة دير الزور ومدينة الميادين شرقها، حيث جرى الكمين في الـ 30 من آب المنصرم، وأسفر عن مقتل وجرح عدة عناصر من قوات النظام، كما جرت اشتباكات عنيفة على محاور في بادية العشارة وصبيخان والدوير بالقطاع الشرقي من ريف دير الزور، بين مرتزقة داعش وقوات النظام، بعد أن هاجم مرتزقة داعش مواقع للنظام في المنطقة، وترافقت الاشتباكات مع استهدافات متبادلة بين طرفي القتال

وفي السياق ذاته؛ اعتبر عضو الهيئة الرئاسية لمجلس سوريا الديمقراطية ـ حلب مرعي الشبلي بأن استعادة النظام السيطرة على إدلب ستنهي مخرجات اجتماعات جنيف وآستانا، وقال: “إن المنطقة ستشهد عملية بيع ثانية من قبل تركيا مستنداً على تصريحات أدلى بها وزير الخارجية التركي”؛ جاء ذلك خلال لقاء أجرته أنباء هاوار مع عضو الهيئة الرئاسية لمجلس سوريا الديمقراطية بحلب مرعي شبلي، حيث سلط الضوء على الأزمة التي تشهدها محافظة إدلب شمال غرب سوريا.

وقال الشبلي في بداية حديثه: “إن الجانبين التركي والروسي يتبادلان التصريحات بشأن إدلب، حيث قال وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو بأنه لا يمكنهم السيطرة أو حماية جماعات إرهابية في إدلب”. وأكد الشبلي بأن النظام لن يقبل التفاوض مع الجماعات المحسوبة على المعارضة “كونه سيطر على أغلب المناطق التي كانت تحت سيطرتهم”. مشيراً إلى أن الانسحاب من حلب كان نقطة البداية بعد مقايضة تركية  ـ روسية.

وأردف شبلي في حديثه بأن أردوغان كان يظهر على وسائل الإعلام ويقول بأن حلب خط أحمر بالنسبة له: “إلا أن النظام استعاد السيطرة على حلب كلها مقابل السماح لهم باحتلال جرابلس، الباب وإعزاز”. وتابع الشبلي: “ستشهد المنطقة عملية بيع ثانية والمكان هو إدلب، والدليل على ذلك تصريحات وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو الذي قال بأنه لا يمكنهم السيطرة أو حماية جماعات إرهابية، الدولة التركية تعرف مصالحها فقط ولا تتعرف على مصالح غيرها”.

وأكد شبلي خلال استمرار حديثه بأن استعادة النظام السيطرة على إدلب “ستنهي مخرجات اجتماعات آستانا وجنيف”. وأشار إلى أن هبوط الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي، أثر على المجاميع المرتزقة، وأردف: “بحسب المعلومات التي وصلتني بأن كل مرتزق الآن يقبض 300 ليرة تركية أو ما يساوي حوالي 18 ألف ل.س، بعدما كان يساوي 68 ألف ل.س، وهذا أحد الأسباب التي تدفع المرتزقة للنهب والاستيلاء على ممتلكات الأهالي”. وأعاد شبلي سبب السيناريوهات التي تحيكها تركيا إلى السعي التركي لإفشال مشروع الأمة الديمقراطية وطمس هوية الشعوب واضطهادها.

وحول تداعيات نقل تركيا لمرتزقتها في إدلب إلى جرابلس والباب أي بمحاذاة مدينة منبج قال مرعي الشبلي: “إن أي عملية نقل ستهدف إلى زيادة التصعيد في المنطقة وبث الزعزعة في مناطق الإدارة المدنية والإدارية الذاتية”. وتابع: “تركيا تخسر وتريد أن تدمر مشاريع أخرى معها مثل مشروع الأمة الديمقراطية، وهذا من سلوكيات الدول الفاشية”.

وأكد عضو الهيئة الرئاسية لمجلس سوريا الديمقراطية ـ حلب مرعي الشبلي في نهاية حديثه بأنهم كمجلس ماضون في مواجهة العقبات التي تقف في طريقهم للوصول إلى هدفهم.