معرض الفن التشكيلي بنسخته السادسة.. انعكاس مجتمعي للفنانين التشكيلين

قامشلو/ رشا علي ـ

احتضنت قامشلو المدينة الوادعة الجميلة، المعرض التشكيلي السادس لترسيخ ثقافة الفن التشكيلي، ولتسليط الضوء على أعمال الفنانين في مناطق شمال وشرق سوريا، ففي كل عام تُقام فعالية معرض الفن التشكيلي؛ لعرض أعمال، وإنجازات الفنانين، وتميز المعرض هذا العام بمشاركة لوحات جميلة لفنانين من شعوب شمال وشرق سوريا كافة، وبلغ عددهم 139 فناناً تشكيلياً.

تعدّ المعارض التشكيلية واجهة حضارية للأمم وللشعوب، ومنها نستطيع بث رسائل للأمم كلها، متجاوزة حدود اللغات المختلفة، التي تنطق بها الشعوب، وهي نافذة واسعة للتعرف على الجديد، والمختلف الممتع، إضافةً إلى تحفيز القدرات، وفتح الآفاق، لمن يرى في نفسه الكفاءة؛ لإنجاز الأفضل والأجمل، فدور المعرض لا يقتصر على إنعاش الإنجاز الإبداعي، بل يدفع به نحو النضج، والاعتناء من خلال المعروضات، الحاملة لرؤى أصحابها، وتفتح فرص الالتقاء، وتبادل الآراء بين النقاد، والمبدعين، وبينهم وبين الجماهير.

 وكان افتتاح المعرض التشكيلي السادس في صالة مركز محمد شيخو للثقافة والفن في مدينة قامشلو، برعاية هيئة الثقافة والفن في شمال وشرق سوريا، وبالتعاون مع هيئة الثقافة في إقليم الجزيرة، وبدأ المعرض بتاريخ 18/5/2022 واستمر لغاية 20/5/2022.

وللوقوف أكثر على أنشطة المعرض بنسخته السادسة، التقت صحيفتنا “روناهي” مع نائبة هيئة الثقافة في شمال وشرق سوريا “روناهي حسن” حيث أشارت في حديثها، إلى أن معرض الفن التشكيلي أصبح حدثاً سنوياً هاماً، يقام كل سنة، ويستمر لعدة أيام، وحول معرض الفن التشكيلي السادس، أوضحت روناهي: “افتتح معرض هذه السنة، كما السنوات السابقة، تزامناً، واحتفاءً بيوم الشهداء، في يوم الثامن عشر من هذا الشهر، وتم التحضير للمعرض بشكل جيد قبل شهر تماماً، وذلك من خلال اللجنة، التي كانت تقف على مناقشة اللوحات، التي تتقدم لأجل المشاركة في المعرض الفني، ورُفض الكثير من اللوحات؛ لعدم ارتقائها للمستوى المطلوب، وقبلت 139 لوحة، حيث يحق لكل فنان تقديم لوحة واحدة فقط،، والمشاركة بها في المعرض، فكان عدد الفنانين 139، وتم قبول 139 لوحة لأجل المشاركة في المعرض”.

دورة المعرض السنوية

وحول الهدف من افتتاح معرض الفن التشكيلي في كل سنة، بينت روناهي، بأن قيام المعرض في كل عام، يخلق فرصة جيدة للفنانين التشكيلين من أجل تطوير فنهم، وتسليط الضوء على إبداعاتهم، وإظهارها، ولكل عام من قيام المعرض خصوصيته، من حيث برامج العرض، واختيار اللوحات، وعدد المشاركين، والزوار، واختلاف معروضاته.

ومن خلال الحديث عن الفنانين المشاركين هذه السنة، ووجه التشابه والاختلاف بينه وبين الأعوام الماضية، نوهت روناهي إلى أن المعرض السادس، قد ضم عدداً من الفنانين التشكيلين المتميزين، من جميع مناطق، وشعوب شمال وشرق سوريا.

وحول مضمون اللوحات، والمواضيع، التي ركز عليها الفنانون لمعرض هذا العام، أردفت روناهي: “لم يتم إلزام الفنانين بموضوع واحد، أو لون واحد، كانت لهم الحرية الكاملة في اختيار المواضيع، والألوان، وقياس اللوحات، فعرضت الكثير من اللوحات، التي تكون قريبة من المجتمع، حيث أن هذه اللوحات تعكس الحالة، التي نعيش فيها من حرب، وتهجير، والأوضاع الصعبة”.

وأكدت روناهي إلى المشاركة الكثيفة في ملتقى الفن التشكيلي لهذا العام، من قبل الفنانين التشكيلين من شعوب شمال وشرق سوريا كافة، من عرب، وكرد، وسريان، وغيرهم، وبأن نسبة المرأة المشاركة في الملتقى كان أكبرَ مقارنةً بالسنوات السابقة، إذ بلغ عددهن 71 فنانة، بالإضافة إلى ذلك مشاركة أعمال نحتية، هذا العام.

دور الفن التشكيلي في المجتمع

أما عن أهمية، ودور الفن التشكيلي في المجتمع، فقد بيّنت روناهي: “مجتمعنا بعيد نوعاً ما عن الفن التشكيلي، والفن التشكيلي جسر يصل بين أطراف الجغرافيا، والمناطق المختلفة، متجاوزة اختلاف اللغات، والثقافات، كما أن نظرة الفنان التشكيلي تختلف عن نظرة الشخص العادي، الفنان التشكيلي يفصح عن كل ما يدور بداخله من مشاعر، وأفكار من خلال ريشته، فنطلب من مجتمعنا أن يهتم أكثر بالفن، لأن الفن هو تجسيد واقع المجتمع، وما يمر به المجتمع من ظلم، وألم وإظهاره للعالم”.

واختتمت نائبة هيئة الثقافة والفن لشمال وشرق سوريا “روناهي حسن” حديثها: “إقبال الأهالي في زيارة الملتقى كان جيداً في هذا العام، وأتمنى إقامة المزيد من الفعاليات الفنية؛ لتطوير الفن وإظهاره للجميع، وأتمنى التوفيق والتقدم للفنانين”.

والجدير بالذكر، اختتمت فعاليات المعرض السادس للفن التشكيلي في شمال وشرق سوريا يوم الجمعة 20/5/2022، بتوزيع بطاقات شكر للفنانين، والفنانات، المشاركين في المعرض، وفي ختام المعرض اقتنت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عشرين لوحة من اللوحات المشاركة، فيما اقتنت الإدارة الذاتية الديمقراطية للجزيرة عشر لوحات أيضاً.