معرض “الخابور” للفن التشكيلي.. رسالة حياة ومقاومة في وجه الموت

الحسكة / محمد حمود_

أكد أعضاء اتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة, أن تنظيم معرض “الخابور” للفن التشكيلي في مدينة الحسكة, هو رسالة حياة ومقاومة في وجه الدمار والموت الذي ينشره المحتل التركي في المنطقة.

نظم اتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة, بالتعاون مع منظمة بيل – الأمواج المدنية, معرض الخابور الأول للفن التشكيلي في الجزيرة، وذلك في حديقة القراءة في مدينة الحسكة، حيث استمر المعرض من الحادي والثلاثين من تشرين الأول وحتى الثاني من تشرين الثاني؛ لمدة ثلاثة أيام.

الفعالية بدأت يومها الأول بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء؛ تلاها إلقاء كلمة باسم اتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة, ألقاها عضو الاتحاد محمد بشير, حيث رحب بالحضور, وتطرق لبرنامج المعرض, كما تحدث عن الفن وما يمثله من حالة إبداعية.

وتضمن المعرض في يومه الأول عرضاً مسرحياً؛ يتحدث عن الهجرة وويلات النزوح, كما جرى إلقاء كلمة عن تاريخ الفن التشكيلي في إقليم الجزيرة, من قبل الكاتب والناقد؛ عبد الوهاب بيراني؛ الذي أكد أهمية الاحتفال بالفن هذا العام في الجزيرة؛ لا سيما بعد الهجمات الأخيرة لدولة الاحتلال التركي.

كما ألقى الفنان حسن حمدان كلمة الفنانين في إقليم الجزيرة؛ حيث رحب بالحضور, وأكد أن “هذه التقليد السنوي, هو فعالية ينتظرها الفنانون بفارغ الصبر”, وأضاف: ” وجودنا اليوم هو بفضل دماء الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الأمن والاستقرار”, كما تطرق حمدان إلى تاريخ الفعاليات في المنطقة, واستذكر بعض الفنانين الذين رحلوا عن الحياة, شاكرا المنظمين على هذا المعرض.

جرى بعدها قص شريط الافتتاح, وبدأ الحضور بالتجول في المعرض الذي حوى العديد من اللوحات التي تعبر عن تراث المنطقة, كما تحاكي جوانب متعددة من الحياة والمشاعر الإنسانية, وتصور بعضها شخصيات (بورتريه) تركت أثرها في المجتمع.

وفي اليومين الثاني والثالث؛ قام العديد من أهالي مدينة الحسكة بارتياد المعرض؛ حيث لاقى الحضور ترحيبا من قبل اتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة, مع جولات شرح للرسائل التي تحملها اللوحات.

في السياق؛ أكد عضو اتحاد مثقفي إقليم الجزيرة؛ محمد بشير, في حديث لصحيفتنا, أن المعرض يقام في ظروف استثنائية تمر بها مناطق شمال وشرق سوريا, وخاصة فيما يتعلق بالهجمات التي تشنها دولة الاحتلال التركي, مستهدفة البنية التحتية والأعيان البشرية.

وأضاف محمد بشير: “إقامة معارض في ظل هذه الظروف هو بالتأكيد انتصار للإرادة وثقافة الحياة على حساب ثقافة الدمار والموت التي تحاول الفاشية التركية بثها”, ونوه إلى أن هذه الفعاليات جزء أصيل من نهج المقاومة.

وأشار بشير إلى أن الفن انعكاس لصورة المجتمع, منوها إلى أن إقامة المعرض في مدينة الحسكة, هي رسالة للجميع أننا مستمرون.

وأضاف: “شارك في المعرض أكثر من 15 فنانا من إقليم الجزيرة, كما مُنحت شهادات تكريم للعديد من الفنانين الراحلين من أمثال؛ عمر حمدي, عمر حسيب, ياسر الحبيب, صبري روفائيل, لما لهم من أثر كبير في الحالة الفنية”.

واختتم محمد بشير حديثه بشكر الفنانين المشاركين في المعرض, كما شكر أهالي الحسكة على مشاركتهم الواسعة في ارتياد الفعالية خلال أيامه الثلاثة, متمنيا أن تكون الفعاليات القادمة أكثر تنوعا من حيث الفنون, كما نوه إلى أن الاتحاد مستمر بنشاطاته الأسبوعية, إضافة إلى تنظيمه نشاطات واسعة بين الفينة والأخرى.

من جانبه؛ قال محمد طه قاسم؛ عضو اتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة, أن معرض “الخابور” هو إبراز للفن الذي هو غذاء الروح, “وقد عكست اللوحات الثلاثين المشاركة التنوع الثقافي والإثني والمذهبي في الحسكة وعموم مناطق شمال وشرق سوريا”.

كما نوه محمد قاسم إلى أن اللوحات كانت بورتريه شخصي لبعض الشخصيات ذات الأثر في المجتمع؛ كالطبيب عمران حمدي, الذي أسهم في شفاء العديد من أبناء منطقته إبان موجة وباء كورونا, إضافة إلى المناضل والأديب فريد جزيري؛ الذي يمثل قيمة أدبية ونضالية عميقة في وجدان أبناء المنطقة.

محمد قاسم أشاد في حديثه بالحضور الكثيف لأبناء المنطقة وارتيادهم للمعرض في أيامه الثلاثة؛ مؤكدا أنهم سيستمرون بهذه الفعاليات رغم ظروف الهجمات والحصار الممارسة على مناطق شمال وشرق سوريا, ليؤكدوا أنهم ممارسون للحياة بكافة تفاصيلها.