قامشلو/ رشا علي –
أكد الكاتب، والمحلل السياسي مصطفى عبدو أن هدف الاحتلال حيال هجومه على مناطق شمال وشرق سوريا، هو كسر إرادة الشعوب، وأشار إلى أن موقف الدول الضامنة، وخاصة الولايات المتحدة، وروسيا موقف ضبابي حتى الآن، على الرغم من رفضهما الهجوم التركي من حيث المبدأ.
تقوم دولة الاحتلال التركي بشكل مستمر عداءها للشعب الكردي، ولشعوب المنطقة، بتقديم الدعم لداعش، وللمجموعات المرتزقة تحت كثير من المسميات، وإيواء متزعمي مرتزقة داعش في المناطق المحتلة، وصولاً لاحتلال عفرين، وسري كانيه، وكري سبي، والتغيير الديمغرافي، الذي يطال تلك المناطق، والقصف اليومي المستمر على المواطنين في قرى، وبلدات شمال وشرق سوريا، والذي يعدّ انتهاكاً واضحاً وصارخاً للقوانين، وللمواثيق الدولية.
التخلص من الأزمة الداخلية التركية
وفي السياق، التقت صحيفتنا “روناهي” مع الكاتب والمحلل السياسي مصطفى عبدو، والذي أشار في بداية حديثه إلى أن هذه ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي يهدد بها رأس النظام الفاشي التركي أردوغان بأن بلاده ستشن هجوماً جديداً على شمال وشرق سوريا، فاللافت هذه المرة في تصريحات أردوغان، وكبار مسؤوليه قولهم: “سنقوم بعملية سيتفهمها المجتمع الدولي”.
وتابع عبدو: “نستنتج من تصريحات أردوغان، أن الهدف الرئيسي لتركيا في سوريا، هو كسر إرادة الشعوب المتآلفة والمتكاتفة، خاصة، وأن أردوغان وحكومته يريان بأم أعينهما، أن الشعوب يمكنها أن تعيش سوية في وفاق ووئام، وهذا الأمر قد يحرك مشاعر الشعوب المتعايشة في تركيا أيضاً، والأمر الآخر بالنسبة لدولة الاحتلال التركي هو الضغط على كل من الولايات المتحدة وروسيا، وخاصة أن تركيا تعاني من ارتفاع معدل التضخم، وهبوط الليرة، وظهور مشاكل اقتصادية صعبة للغاية، أدت إلى التلويح بانتقادات كثيرة لسياسة أردوغان الاقتصادية، ناهيك عن صعود لهجة المعارضة ضده، وهذا ما يدفع تركيا للتلويح بشكل مستمر بإطلاق هجوم جديد على شمال وشرق سوريا؛ للهروب من مشكلاته الداخلية”.
وتابع عبدو إلى أن التهديد الأخير لأردوغان، هذه المرة، أكثر جدية نظراً إلى توقيته وسياقه، حيث يرتبط التوقيت والسياق بشكل وثيق بالحرب الروسية على أوكرانيا، وانشغال موسكو بها، التهديد التركي الجديد يأتي في ظل الحديث عن إعادة مليون لاجئ سوري إلى بلادهم، كما تدعي تركيا، وقال: “لا يمكن القول: إن التلويح بالهجمات هدفه الرئيسي الضغط على كل من موسكو، وواشنطن، وتذكيرهما بالتزاماتهما وفق التفاهمات السابقة مع تركيا، وبالتالي يمكن على سبيل الاحتمال توقع حصول تفاهمات جديدة، قد تؤجل الهجمات في الوقت الراهن، إن حققت الحد الأدنى من المطالب التركية”.
وأوضح عبدو: “أنقرة أثبتت أنها لا تنتظر موافقة كاملة من الولايات المتحدة، وروسيا، وأنها يمكن أن تشن هجمات عسكرية رغم معارضتهما، وهو ما يجعل الحديث المستجد عن الهجوم مختلفاً عن سوابقه، ويجعل احتمالات شن الهجمات أكبر من المرات السابقة، وما يدعم هذه الفرضية، أن الظروف سالفة الذكر قد تدفع الولايات المتحدة على وجه التحديد؛ لغض الطرف عن الهجوم التركي، وعندما يتم النظر للمعطيات الميدانية والسياسية، يمكن القول: إن هجمات موسعة، وكما تريدها تركيا لن تحدث، ولن يكون هناك استهداف لكامل المنطقة، الهجوم الواسع مستبعد في الوقت الراهن، ولكنه يبقى فيما يتعلق بأنقرة أهدافاً مرحلية، وهي في صلب الرؤية المستقبلية للدولة المحتلة التركية”.
