مشفى القلب والعين.. عمرٌ صغير وتقدمٌ كبير

قامشلو/ رؤى النايف ـ

صرحٌ طبي ينافس مشافي العاصمة السورية دمشق بأجور رمزية وفريق طبي متخصص ومتدرب، وتوسع طبي ليصل إلى عملية القلب المفتوح في ظل ظروف صعبة، ونداء إنساني لإنقاذ أرواح البشر.

مشفى القلب والعين أول مشفى تخصصي تفتتحه الإدارة الذاتية في كانون الثاني عام 2019م، على الرغم من صغر عمر هذا المشفى إلا أنه إنجازٌ صحي ضخم، ويوفر على مرضى القلب من مناطق شمال وشرق سوريا عناء السفر إلى دمشق، ناهيك عن التكاليف الباهظة، إضافة إلى مخاوف أمنية قد تواجههم، هكذا صرّح لنا الدكتور محمد علي عبدي، مدير مشفى القلب والعين في قامشلو، وفي خطوة تقدمية لهذا الإنجاز تم تفعيل قسم جراحة القلب، ليشمل “عملية القلب المفتوح”.

عملية القلب المفتوح

تعرف عملية القلب المفتوح بأنها عملية يتم فيها فتح الجدار الصدري، لتنفيذ جراحة في عضلات القلب أو صماماته أو شرايينه، وتسمى بجراحة القلب التقليدية، وتشمل إصلاح الأجزاء التالفة أو زراعة أجهزة قلبية تساعد على التحكم في ضربات القلب، وتنظيم تدفق الدم وعلاج أمراض قلبية أخرى، وبعد فترة قصيرة من افتتاح هذا القسم المهم أُجريت أربع عمليات قلب مفتوح وتكللت جميعها بالنجاح، وجرت هذه العمليات بمساعدة فريق طبي متخصص ومتدرب من باشور كردستان، بالإضافة إلى مساعدة الطبيب المشرف شورش موسى وهو من الكادر الطبي في المشفى، وأضاف عبدي إنه في القريب العاجل سيكتمل الفريق الطبي لقسم جراحة القلب، بعد أن يتم تدريبهم وتأهيلهم بشكل جيد.

الصعوبات… والنداء الإنساني

وذكر عبدي أنه في ظل الظروف الراهنة والضغوطات التي تعيشها المنطقة، تمكنوا بصعوبة من إدخال الآلات الطبية والمستلزمات وأنهم لازالوا يعانون من نقصها، ومن هنا توجه عبدي بنداء إنساني لجميع المنظمات والهلال الأحمر والجمعيات الصحية والإنسانية لدعمهم، موضحاً أن كل هذه المسائل هنا في سوريا يتم التعامل معها على أساس سياسي، ومنطقة روج آفا محرومة من هذه المساعدات الإنسانية.

خطوات متقدمة

وقال عبدي أنهم يتطلعون لتقديم خطوات أكبر وأكثر خدمة وفائدة للشعب والمنطقة، بافتتاح فروع لهذا الإنجاز في كافة مناطق شمال وشرق سوريا، وذكر أنهم سيجعلون من هذا الصرح الصحي مركزاً للعلم، وجعلها أكاديمية طبية يتم فيها تأهيل الكوادر الطبية لتعمل بمستوى أعلى، وتكون هدفاً أسمى في تطوير القطاع الصحي في المنطقة.

مرضى من مختلف المحافظات

وفي هذا السياق قال عبدي: “المرضى يتوافدون من دمشق وحلب وغيرها من المحافظات إلى المشفى لتلقي العلاج، ولأن المشفى توفر لهم المعالجة الصحية بأجور رمزية بالنسبة لمشافي دمشق وحلب وغيرها”. واختتم الدكتور محمد علي عبدي مدير المشفى حديثه بالقول: “لوسائل الإعلام دورها في تسليط الضوء على إنجاز هذا العمل، أوصلوا صوتنا إلى العالم، لتقديم المساعدات إلى هذا القسم الحساس الذي يسهم في إنقاذ الأرواح البشرية”.