كركي لكي/ ليكرين خاني –
بالرغم من الظروف المعيشية الصعبة والغلاء الكبير المنتشر في مناطق شمال وشرق سوريا، مشروع ياسمين الشام لصناعة الحلويات وبيعها من قِبل خمس أخوات مستمر بتوفير فرص عمل للشابات، بإرادة قوية وتصميم للتغلب على المعوقات التي تعترض طريق نجاحهن.
منذ اندلاع الثورة في سوريا والأخوات الخمس يجتهدن لإنجاح مشروعهن الخاص بصناعة الحلويات وبيعها، وافتتاح فروع في ناحيتي كركي لكي وديرك، بإرادة وتصميم على مواجهة الحياة بأناملهن لدرء الحاجة عن عوائلهن، حيث حملن مسؤولية أطفالهن من خلال هذا المشروع الذي بدأن به في دمشق في سن مبكرة بتشجيع من العائلة، ليصبحن بهذا مثالاً نموذجيًا للمرأة المكافحة وتأمين فرص عمل للعديد من الشابات في ناحيتي كركي لكي وديرك. وللاطلاع على كيفية استمرارية مشروعهن، ومدى تطوره على مدار عامين منذ افتتاح فروع إضافية لمشروع ياسمين الشام كان لنا لقاء مع إحدى الأخوات التي تعمل في فرع من فروع كركي لكي، دجلة أحمد لتحدثنا عن المعوقات والصعوبات التي تواجههم في عملهن وكيفية إدارة مشروعهن.
اخترنا الاكتفاء الذاتي في مشروعنا
“نواجه ظروفاً اقتصادية صعبة وغلاء كبيراً في أسعار المواد الأولية التي تلزمنا في استمرارية المشروع، كالغاز والطحين والسكر والزيت وغيرها، بالإضافة إلى تكاليف الإيجار ورغم ذلك لم نتوقف عن العمل، بل نزداد إصراراً على الاستمرار” بهذه الكلمات بدأت إحدى الأخوات المشرفات على مشروع ياسمين الشام “دجلة أحمد” حديثها معنا، وأضافت بالقول: “افتتحنا معرض ومعمل للحلويات في ناحية ديرك بإشراف إحدى أخواتي، حيث هذا المشروع أثبت نجاحه وبقوة من ناحية صناعة الحلويات وبيعها، وتأمين فرص عمل لعدد كبير من الشبان والشابات في المعمل إلى جانب توفير الفرص للشابات في فروع البيع”.
وتابعت دجلة: “رأينا أننا نملك خبرة طويلة في مجال صنع الحلويات، ولهذا كان من الأفضل افتتاح مشروعنا الخاص من العمل في معامل عامة لصناعة الحلويات، وبالفعل منذ عامين بدأنا بصناعة الحلويات في معملنا الخاص في ناحية ديرك، وفرعين في ناحية كركي لكي”.
“تحدي الظروف وإثبات الذات“
وأردفت دجلة: “في هذه الظروف المعيشية الصعبة ينبغي على فردين أو اكثر في الأسرة الواحدة العمل لعيش حياة كريمة، فمنذ أكثر من عام أعمل لإعالة أسرتي لأن زوجي لا يعمل، واضطررت اتحمل مسؤوليات أسرتي ومساندة زوجي في سد حاجيات المنزل والأطفال وتأمين تكاليف الإيجار، ومن تجربتي أحث المرأة على فهم وإدراك ماهية الحياة المشتركة، ومساندة الزوج في المحن والظروف التي تمر بها العائلات بشكلٍ عام، ومن ناحية الاكتفاء وتحقيق الذات يجب على المرأة عدم الاستسلام للعادات والتقاليد المجتمعية والرضوخ للأقاويل التي تهدف إلى تحطيم إرادة المرأة، بل يجب أن تتخذ المرأة من الصعوبات فرصاً لإثبات الذات”.
