مشاركون في مؤتمر الحوار العربي – الكردي يؤكدون على بناء علاقات استراتيجية

شدد المشاركون في مؤتمر الحوار العربي الكردي على ضرورة الوحدة بين الكرد، وعلى ضرورة مواجهة الفتن التي تزرعها الدول الكبرى بين شعوب منطقة الشرق الأوسط.

بدعوة من مركز القدس للدراسات السياسية، ولجنة المبادرة الكرية – العربية في المؤتمر الوطني الكردستاني KNK انطلقت يوم السبت 22 كانون الثاني الجاري فعاليات مؤتمر الحوار العربي الكردي تحت شعار “العرب والكرد، الحوار طريق المشترك” وذلك في العاصمة الأردنية عمان، بمشاركة عدد كبير من السياسيين العراقيين والفلسطينيين، والأردنيين، واللبنانيين، والسوريين، وغيرهم من مناطق أخرى.

المشاركون في المؤتمر لفتوا الانتباه إلى أهمية المؤتمر في معرفة دور الكرد، والقضية الكردية في الشرق الأوسط خلال لقاءات أجرتها وكالة ROJNEWS.

يجبُ ألّا تبقى هويةُ الكردِ مجهولةٌ

وتحدثت الناشطة في مجال حقوق الإنسان، وإحدى المشاركات في المؤتمر إيمان علي كرد عن ضرورة التعريف بالهوية الكردية، وحمايتها قائلة: “المؤتمر كان فعالاً ومؤثراً وهادفاً؛ لتحقيق المساواة، ونيل المرأة الكردية لحقوقها، كما أتمنى ألّا تبقى الهوية الكردية مجهولة”.

وناشدت الناشطة إيمان الكرد كلهم بتعليم أبنائهم على الهوية، والثقافة الكردية، لكيلا تظل الهوية الكردية هوية مجهولة، بل يجب النهوض بها دائماً.

وطالبت الناشطة في مجال حقوق الإنسان إيمان الكرد في أنحاء العالم كله، إلى الوحدة وبذل المزيد من الجهود لنيل الكرد حقوقهم في العالم، وكردستان بشكل خاص.

الحاجةُ إلى حواراتٍ بين الكُردِ والعربِ 

كما وتحدث عضو المجلس الوطني الفلسطيني عمران الخطيب، عن أهمية المؤتمر للتعريف بدور الكرد والقضية الكردية في الشرق الأوسط: “المؤتمر كان في غاية الأهمية، تعرفنا من خلالها على القضية الكردية، حيث أن الملفات والمواضيع، التي تم تقديمها في المؤتمر كانت مهمة جداً، كما وتعرفنا على المواقف التي تعرّضت لها القضية الكردية منذ التاريخ، وحتى اليوم الراهن، ودور المرأة الكردية في نضالها التحرري، ومواضيع أخرى، كانت للمرأة دور بارز فيها، وبينت المداخلات في المؤتمر ما تعرّض له الكرد من سوء معاملة خلال سلسلة تاريخية طويلة”.

وأضاف الخطيب: “للكرد دور مهم في مقاومة ودحر الإرهاب العالمي، وخاصة ضد إرهاب داعش، وما حدث من خلال الحوار كان غنياً جداً، لكن نحن نحتاج إلى حوارات متكررة، سواء في الأردن، أوفي الدول الأخرى، تجمع القوى السياسية والبرلمانية، وقوى مؤسسات المجتمع المدني بين المكون العربي، والكردي”.

وتقدم الخطيب في نهاية حديثه بالشكر إلى دور الكرد في الدفاع عن القضية الفلسطينية، والتضحيات التي قدمها الشعب الكردي في سبيل حرية الشعب الفلسطيني.

تقويّةُ العلاقاتِ الكرديّةِ العربيّةِ

 

ومن جانب آخر شدد خالد العزي الدكتور في الإعلام السياسي من لبنان، على ضرورة مواجهة الفتن التي تزرعها دول كبرى داخل المكونات في منطقة الشرق الأوسط، مبيناً “هذا المؤتمر جاء ضمن إطار العلاقات العربية الكردية، التي استضافته المملكة الأردنية، وبالتنسيق بين مؤسسة القدس للدارسات، والمبادرة العربية الكردية، وقد حضر في ذلك المؤتمر العديد من الأكاديميين، والباحثين، حيث تمحورت كلمات الحاضرين في ذلك المؤتمر على العلاقة المستقبلية، ما بين العرب والكرد، انطلاقا من الماضي، ووصولاً إلى فتح آفاق الحوار والعلاقات ما بين الشعوب في المنطقة، التي تعدّ مفتوحة على العديد من الشعوب، وبالتالي فإن الوصول إلى نوع من الحوار يؤمن التفاهم، والحرية في ظل الأنظمة الاستبدادية، التي مارست الأساليب القمعية بحق شعوبها تحت شعارات قومية؛ لأجل السيطرة لكن هذه العلاقات، لابدّ أن تؤسس إلى علاقات محورية تفتح الحوارات المستقبلية”.

وطالب العزي “المثقفين والنخب، أن يلعبوا دوراً مؤثراً عبر العولمة، والعالم المفتوح، كما يجب على فئات النخب أن تفتح قنوات التنسيق، والحوار، وجعل الماضي هدفاً للتخلص من رواسبه، والعمل على تحسين، وتقوية العلاقات التاريخية، والاجتماعية، والاقتصادية، والتي تكون هذه المكونات المختلفة بحاجة لها في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة أن هناك دولاً كبرى تعلب وترسم الحدود الاصطناعية، لأجل خدمة مصالحها على حساب هذه الشعوب”.

وتابع حديثه “تلك الدول الكبرى تعمل على زرع فتيل الفتنة، داخل الشعوب لذا يجب على الشعوب أن تعي جيدا فراءة المستقبل بعيدا عن الماضي، لأن المستقبل هو الذي يؤسس تنظيم العلاقات بصورة جيدة مبنية على قاعدة الاحترام المتبادل مشدداً على ضرورة تحقيق المواطنة، والاحترام، والحقوق، والمساواة”.

وأوضح أيضاً “هذه المؤتمرات، والندوات، والنقاشات العميقة، تؤدي إلى تأسيس مفاهيم جديدة في بناء علاقات استراتيجية ذات أهمية كبرى، تمحو المصطلحات القديمة التي تشكل حساسية لكل طرف من أطراف هذه المكونات”،

توصياتٌ عدّةٌ

 

اختتمت فعاليات مؤتمر الحوار العربي الكردي، الذي انطلق بهدف إيجاد سبل لتعزيز العلاقات بين الكرد والعرب، بإصدار البيان الختامي وعدد من التوصيات ومنها:

1ـ من مستلزمات دولة المواطنة الحديثة، هي العلاقة المتكافئة بين الشعبين العربي والكُردي، نظراً لتاريخهما وثقافتهما المشتركة، وكذلك المصير المشترك.

2ـ يؤكد المؤتمر على ضرورة اعتماد الحوار، والشفافية لحل القضايا، والتناقضات المتجذرة في الشرق الأوسط، وكذلك عند وجود أي إشكاليات، واتباع الوسائل القانونية والدستورية، عند حدوث أي خلاف او نزاع.

3ـ يؤكد المؤتمر على الحوار الثقافي، المترسخ على مرّ التاريخ بين الشعوب، والعقائد الموجودة في المنطقة.

4ـ يرى المؤتمر أن العمل على قبول واعتراف الهويات العقائدية، والقومية، والثقافية (والإثنية)، التي تعيش في منطقة الشرق الأوسط، وشمالي إفريقيا بشكل عام على أن ذلك منبع غنى وتنوع.

5ـ يولي المؤتمر “مشروع الأمة الديمقراطية، ودولة المواطنة” أهمية باعتماده أساساً في بناءِ مستقبلٍ واعدٍ للمنطقة، مرتكزٍ إلى السلام والديمقراطية والحرية.

6ـ يعمل على حماية وتطوير القيم الثقافية، والديمقراطية، والاجتماعية والسياسية المشتركة لشعوب المنطقة.

7ـ يتضامن المؤتمر مع قضية المرأة ومساواتها مع الرجل في شتى المجالات، وينبذ كل أنواع العنف ضدها، ويؤكد على ضرورة تمكين المرأة وأن تأخذ مواقعها بفعالية في ميادين الحياة كافة.

8ـ إن النظم الفردية والدكتاتورية والحزب الواحد وسياسة المركزية الشديدة، أساليب قد فشلت في بناء دولة المواطنة القائمة على الهوية الوطنية.

9ـ إن الديمقراطية واعتماد الفيدرالية واللا مركزية الإدارية هي ضمان للتطور الحر في البلاد.

10ـ إن من مستلزمات دولة المواطنة الحديثة هي العلاقة المتكافئة بين الشعبين العربي والكُردي، نظراً لتاريخهما وثقافتهما المشتركة وكذلك المصير المشترك.

11ـ یؤکد المؤتمر على ضرورة عقد مؤتمرات ولقاءات حواریة بین أبناء الشعبین العربي والکردي، وکذلك إشراك الشباب والمرأة بشكل أوسع.