سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مسيرة الضحية من دور المشاهد إلى دور المستخدم الدم المراق يلوث المقتول

بلال خبيز (كاتب لبناني مقيم في أمريكا)_

طوال عقد كامل كنا، في الشرق الأوسط، وبعض دول آسيا، وأمريكا وأوروبا، نحاول أن نكون مرئيين، تخلينا، مجبرين على الأرجح، عن امتياز “أن نرى ولا نُرى” لأننا لم نعد نملك الطاقة، والموارد، التي تخولنا الاكتفاء بالإقامة في وطن العولمة الشاسع، تظاهراتنا طوال هذا العقد كانت إعلانا صاخبا، أننا نريد أن نعيش في هذه البلاد، نريد إصلاح أحوالها، لكي نتمكن من البقاء فيها والصمود، وعلى نحو ما لم نكن نريد من هذا كله، أردنا من العالم المتسع أن يفتح أبوابه لنا، كنا نريد، بعد خيبات كثيرة، أن نقيم في هذه البلاد حتى لو كانت متجهة حثيثا نحو الخروج من الصورة، فصورنا التي أنتجناها طوال العقد الماضي، كانت إلى حد كبير مثابة رسائل واضحة الدلالة إلى العالم، الذي وُعدنا بالانتماء إليه، ولم يفِ بوعده، أردنا بمظاهراتنا الصاخبة، وبدمائنا التي سالت على أرصفة المدن وفي زنازين السجون، أن نطمئن إلى المكان، الذي كدنا لزمن قصير خلا نستعد للتخلي عنه، أملا بالإقامة في العالم الأوسع، كنا نصرح من دون كلل، أننا نريد البقاء في هذه البلاد، وأن المنفيين منها يريدون العودة إليها، وأن جل ما نطمح إليه، هو إمكان العيش فيها  بحده الأدنى.
فطوال العقد الماضي، لم تشهد تلك البلاد نزوعا ثقافيا نحو الهجرة إلى العالم الأوسع، أقله في ما يتعلق بما تُصدّره النخب المعولمة من تلك البلاد، أكثر من ذلك، فلم تعد تلك النخب تأمل في أن يحقق تضامن العالم مع مآسيها، ومطالبها، تحسنا في أوضاع البلاد، التي يتظاهرون لأجل بقائها حية، كانت تلك النخب المعولمة تحاول إبقاء المريض، الذي هو تلك البلاد، على قيد الحياة فقط، أما الذين هاجروا من تلك البلاد، فلم يهاجروا إلا بعدما، أيقنوا أن العيش لم يعد ممكنا على أي صورة من الصور، حتى اليوم ثمة الملايين من السوريين الذين يعيشون في مخيمات لجوء، تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات البقاء، لكنهم جميعا يفضلون هذه المخيمات على العودة إلى البلد، الذي لم يعد متّسِعا لهم، فتاريخ هذه المنطقة نجح أكثر ما نجح في صناعة اللاجئين، اللاجئون الذين لا يملكون حق التمتع بشرعية حقوق الإنسان؛ لأنهم ليسوا مواطنين في دولة سيدة ينتظمون تحت حد قوانينها.
أهوال العقد الماضي أثبتت من دون شك أن العالم، المتقدم، لا تتسع أرجاؤه للراغبين كلها في الدخول تحت سلطته، مخيمات لجوء السوريين في اليونان، وفرنسا، وأوروبا الشرقية، لم تكن أحسن حالا من مخيماتهم في تركيا، والأردن، ولبنان، والعراق، وأحوالهم في تلك البلاد، ليست أفضل كثيرا من أحوالهم في بلدان الجوار، ورغم أن مآسي هذا الشعب كانت أصعب من أن تحصيها المشاعر والانفعالات، وتحيط بها، إلا أن العالم سرعان ما أغمض عينيه عما جرى، ويجري لهم، فأكثر ما يمكن أن يأمل فيه السوريون المنكوبون، ومعهم شعوب المنطقة كلها، أن ينصفهم المستقبل.
ويمكن القول: إن نخب المنطقة المعولمة تخلت عن أوهام العولمة والوعود، التي حملتها في انطلاقتها، المساواة بين الدول، والأمم والأعراق، والشعوب، هي اليوم في أدنى مستوياتها، بل إن انعدام المساواة في الدول المتقدمة، بات الشغل الشاغل لمعظم المحللين الأمريكيين خصوصا والغربيين عموما، أما الوعد بإشاعة الديمقراطية، والحق في التعبير الحر، فقد ضُرب ضربة قاصمة، منذ أن قُتلت ندى سلطاني على رصيف العولمة في طهران برصاص الحرس الثوري في انتفاضة 2009، أدركنا أن العالم ينظر إلى البث المباشر للدماء المراقة، بوصفه عرضا مشهديا لا أكثر، والتضامن مع هؤلاء الناس، الذين تهرق دماؤهم على أيدي سلطاتهم الجائرة، لم يكن أكبر وأعم من الحزن، الذي يغمر المرء وهو يشاهد فيلما سينمائيا عن محكوم بالإعدام، أكثر من ذلك، كانت الدماء الحقيقية، التي تسيل أمام شاشات الهواتف في سوريا، والعراق، ومصر، ولبنان، واليمن، وإيران، سببا لجعل العالم، الذي يشاهد هذه المقتلة الموصوفة مترددا في التواصل مع ضحاياها، فالدماء التي سالت في هذه المنطقة لم تنجح إلا في تلويث أهلها، فالعالم لم يتضامن معهم، بل وبات أكثر غربة، وابتعادا مما كان عليه من قبل، فوسائل الضحايا في توسل التضامن معهم حتى بعد موتهم، بدت على نحو ما عاجزة عن تحقيق هذا التضامن، والأرجح أن سكان العالم أجمع، دخلوا في تواطؤٍ، غير معلن من أجل إنهاء هذه المقتلة بأسرع وقت ممكن، وبأقل قدر من الضجيج، وعلى الذين يأملون إعادة إحياء القيم الكونية، أن ينطلقوا من المرحلة، التي تلي موتهم، أن يُسلِّموا بحصول الكارثة، ويبدؤوا معالجة آثارها، على هذا حجز العالم المتسع مكانا في المقابر لملايين الأحياء، الذين سيتعرضون عاجلا أم آجلا للإبادة، واكتفى بتسجيل الحوادث في تقارير أممية، والتنديد وإبداء القلق، وإطلاق الوعود بمحاسبة القتلة بعد أن يفرغوا من مقتلتهم.
هل نحن أمام الحال نفسها، التي عاشتها أوروبا في ثلاثينات وأربعينات القرن الماضي؟ الأرجح أن الحال اليوم تشبه تلك الحال، لكنها على نحو ما، أعم وأشمل، فخطاب الكراهية، الذي انتشر بين الشعوب الأوروبية في تلك الحقبة، كان شبه محصور في أوروبا وحدها، والقتلة والضحايا والمتفرجون كانوا أوروبيين، ما يجري اليوم حقيقة هو أن العالم كله مشترك في هذه المقتلة، ويمعن في انزلاقه القاتل نحو كراهية الآخر واللامبالاة بمصائره، ولا تستثنى من أحداث الكراهية هذه، إحراق غابات الأمازون عمدا، أو اعتقال الأطفال وفصلهم عن ذويهم على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، أو لجوء الحرس الثوري الإيراني إلى قتل وجرح الآلاف خلال أيام، لمجرد أنهم تظاهروا ضد ارتفاع أسعار المحروقات.
ما الذي نستطيع أن نأمل فيه؟
طوال هذا العقد كانت أطراف العالم تتناطح لأداء دور المستخدم، وتترك للعالم المتقدم دور المشاهد، ولكي يتسنى لتلك الأطراف أن تجذب انتباه المشاهدين في قلب العالم، لم تجد بدا من إهراق دماء أبنائها عيانا، وأمام الشاشات، والمعضلة الكارثية التي وضعنا فيها هذا التنطح للعب دور المستخدم، تتلخص في أن دور المستخدم المتاح لهؤلاء، محدود بزمن قصير جدا، هو الزمن الذي يفصل بين ارتفاع صوت المتظاهر  بالهتاف، وإطلاق الرصاص على رأسه، كان على هذه الأطراف، أن تنتج مستخدمين انتحاريين على نحو متصل؛ ليتسنى لها أن تبقى مرئية، ومع كل مستخدم- انتحاري جديد يدفن مستخدم سابق، وتذوي سيرته القصيرة كما لو أنها لم تكن، كانت المراهنة باهظة: يقفون أمام الرصاص، والقنابل على أمل أن ينتج موت الواحد مشهدية مناسبة أكثر من المشهدية التي سبقتها، لكن الموت هو الموت، والجثث هي الجثث، وما يموت في تلك المناطق من العالم، ليس الإنسان وحسب، بل المكان أيضا، فعلى نحو من الأنحاء، ساهمت الصراعات الحادة في زمن العولمة في جعل العالم أضيق كثيرا مما كان عليه، ولم يعد ثمة في العالم الواسع غير جزر صغيرة معزولة، ومحصنة، يستطيع المواطن الغربي زيارتها، فلم يعد الغرب يتجنب التعرف إلى الشرق، حسب “زيغمونت باومان”، بل بات الغرب نفسه متشكلا من جماعات صغيرة منغلقة على نفسها، وليس ثمة مكان يمكن اجتماع مختلفين فيه غير تلك الفنادق الكبيرة المحروسة جيدا، فيما تعج الشوارع تحتها بالمنبوذين، وبالمعذبين والذين نزعوا عن أنفسهم كل أمل.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle