جل آغا/ غزال العمر ـ
سوء الأحوال الجوية وقلة الهطولات المطرية لهذا العام دفعت بمزارعي ناحية جل آغا وريفها بالبدء بتضمين محاصيلهم الزراعية لأصحاب المواشي لترعاها بعد أن فقدوا الأمل من نجاح الموسم الزراعي لهذا العام، بسبب قلة الهطولات المطرية.
هذا وتبلغ المساحة الإجمالية للأراضي الزراعية في منطقة آليان بحسب الإداري بلجنة الزراعة أحمد عبد الله ما يقارب ٣٠ ألف هكتار، زُرِع منها ٢٣٠٠٠ هكتار بمحصولي القمح والشعير كمحصولين استراتيجيين، وما تبقى بالعطريات مثل الكمون والكزبرة وحبة البركة، والبقوليات مثل العدس والحمص.
أمطار شحيحة
وأشار العبد الله في معرض حديثه عن الحالة الإنباتية للمحاصيل الزراعية: “بأنّها دون الهطولات المتوقعة مقارنة بالعام الفائت، التي تقدر سنوياً بـ ٣٥٠ ملم؛ لكنّها لم تتجاوز هذا العام ٦٥ ملم؛ عدا عن كونها هطولات غير منتظمة ومتقطعة مصحوبة بموجات الصقيع”.
وأضاف العبد الله: “بأنّ المساحات المروية لا تغطي احتياجات المنطقة من القمح والشعير، وإننا نقدم التسهيلات للمزارعين بتأمين المحروقات لتلافي العجز الزراعي وتعويضه بالمروي”.
يحاولون تعويض الخسارة
الظروف المناخية الصعبة دفعت بالمزارع سلوم المحمد من سكان ريف ناحية جل آغا الغربي (٤٥ عاماً) لتضمين خمسين دونم مزروعة بالشعير لأصحاب مواشي من قريته بمبلغ ١٥٠ ألف ليرة سورية.
وأشار المحمد بالقول بأنّ محصوله بدأ بالاصفرار والذبول، ولا فائدة مرجوة منه “فضلت تضمينه مع أنّ المبلغ زهيد جداً لا يغطي مصاريف البذار والفلاحة”.
“الموسم منتهي”
ولا يعتبر المزارع سلوم المحمد وحده الذي قام بتضمين أرضه لأصحاب المواشي الذين عبروا عن خوفهم من تدهور الوضع ووصفوا الأراضي بأنها بمرحلة الإنعاش والخطر.
علي الأحمد مزارع من ريف جل آغا (٣٨ عاماً) زرع عشرين دونم من الكمون، حيث قال: “استدنت ثمن بذار الكمون من أقاربي، الطن تجاوز المليون”، وهو اليوم يساوم الضمان على المئة ألف للكيس الواحد.
مشهدٌ يبدو أنّه سيتكرر مع أغلب المزارعين الذين يصفون الزرع “بالمنتهي”.
ورشات توقفت عن العمل
ومن الجدير ذكره بأنّ أكثر من عشرين من الورش الزراعية في ناحية جل آغا وريفها تعمل بتعشيب الكمون، لكنها توقفت عن العمل بطلب من أصحاب الأرض خشية عدم نجاح الموسم وتكبدهم خسائر إضافية.
وضعٌ مأساوي يعيشه المزارعون اليوم بظل الظروف المناخية الصعبة التي تعتبر العامل الأهم بنجاح أو فشل الموسم.
