مركز توثيق الانتهاكات بشمال سوريا: “الاحتلال وتغيير ديمغرافية عفرين هدف للدولة التركية الاستعمارية”

مركز الأخبار ـ يواصل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته من فرقة الحمزات ولواء الفتح اعتقال الأهالي في عفرين وارتكاب كافة أنواع الانتهاكات ضد أبناء المنطقة؛ في مسعى لإجبار من تبقى منهم على الرحيل من منازلهم وأراضيهم. تلك الممارسات تندرج في “مخطط لعملية تغيير ديمغرافي في المنطقة”، ضمن خطة دولة الاحتلال التركي مؤلفة من جزأين الأول “الاحتلال” والثاني “التغيير الديمغرافي”، فالمخطط التركي في الفترة الراهنة يهدف إلى إجبار أهالي عفرين على الرحيل بالكامل، ومنع عودتهم إليها ومنع عودة المهجرين من أبنائها بأمر مباشر من كبير الفاشيين أردوغان، فالجرائم والانتهاكات اليومية تأخذ وجوهاً وطرقاً متعددة حيث أن المرتزقة يرتكبون إرهاباً يومياً وجرائم حرب بحق المدنيين في عفرين، وهي “تأتي بإيعاز من الاستخبارات التركية التي تمتلك تسعة مراكز في منطقة عفرين لوحدها.
فالانتهاكات تجري بإشراف أردوغان والمخابرات التركية، وهي تثبت عملية التغيير الديمغرافي الممنهجة التي تنفذها الدولة التركية الاستعمارية والفصائل الموالية لها في عفرين؛ بهدف إحلال سكان جدد موالين لأنقرة بدلاً من السكان الكرد الأصليين. ولم يترك جيش الاحتلال التركي ومرتزقته انتهاكاً بحق المدنيين من أبناء المدينة إلا ارتكبه من السرقة والسلب والنهب والاختطاف وطلب الفدية والقتل ومصادرة المنازل والممتلكات والأراضي الزراعية والعقارات وفرض الضرائب الباهظة، وغيرها، وقام مرتزقة أحرار الشرقية بالاعتداء بالضرب على الرجل المسن سليمان حكمو البالغ من العمر 73 عاماً بعد مداهمة منزله في قرية كعني كوركة بمنطقة جندريسه بريف عفرين؛ ما تسبب بكسورات في رأسه وأضلاعه، وترك الرجل ينزف ليتم إسعافه من قبل الجيران، ومن ثم مفارقته للحياة نتيجة لذلك.
كما واقتحم مرتزقة لواء الفتح قرية ترميشا التابعة لناحية شيخ الحديد في عفرين، واختطفوا ستة مدنيين بينهم امرأتان تتجاوزان الـ 65 عاماً، وتم نقلهم لمكان مجهول، ومن بين الانتهاكات الأخرى في عفرين، إجبار فصيل “لواء السلطان فاتح” المدعوم تركياً سكان قرية عرب أوشاغي التابعة لناحية معبطلي، على جلب أكياس حطب من منازلهم لمقرات اللواء في البلدة، مشيراً إلى أن الفصيل هدد بقطع أشجار الزيتون في القرية إذا رفض المواطنون الامتثال للأوامر، كما تم توثيق انتهاكات أخرى لعدد من المجاميع من بينها اختطاف مرتزقة “لواء سليمان شاه” المدعوم من دولة الاحتلال التركي مواطنين اثنين من قرية كاخرة التابعة لناحية معبطلي، وطالبوهم بدفع فدية مالية قدرها 1000 دولار مقابل إطلاق سراحهم. ومنذ الأول من شهر تشرين الأول المنصرم؛ كثف المرتزقة حملاتها في عفرين من “ابتزاز المواطنين وسرقة ونهب ممتلكاتهم وفرض ضرائب ورسوم غير مستحقة عليهم من دون تمييز بين غني وفقير”. ففرض فصيل “أبو عشمة” غرامة 500 يورو على عدد من أهالي منطقة شيخ الحديد، حتى وإن كانوا مهجرين من منازلهم ولا يقيمون فيها، وبخاصة الذين لديهم أبناء يقيمون في أوروبا، كما قاموا باعتقال كل من عبدو خليل حسو، مصطفى حسن محو وهما من أهالي قرية كاخرة وطلبوا بدفع فدية مالية قدرها عشرة آلاف دولار أمريكي لقاء إطلاق سراحهما. وبدأت الفصائل المدعومة تركياً منذ مدة بحملة لإحصاء أملاك المواطنين الكرد في عفرين؛ بهدف فرض ضرائب على الأملاك، وقالت مصادر مطلعة لمركز توثيق الانتهاكات بشمال سوريا: “إن الفصائل المسلحة تعتزم فرض ضريبة 50 ليرة تركية على كل دونم من الأراضي الزراعية”.