مركز الثقافة والفن ومؤتمر ستار يقيمان احتفالية بمناسبة ’يوم المرأة العالمي’

الحسكة / آلان حسكة-

يوم الثامن من آذار أصبح يوم الاحتفال الخاص بالمرأة مجسداً النضال المستمر على مدى عقود، وتعتبر ثورة المرأة في شمال وشرق سوريا أيقونة هذا النضال الملحمي والبطولي، الذي كان ثماراً لمقاومة المرأة وفلسفة الأمة الديمقراطية.

نظم مركز الثقافة والفن بالمشاركة مع مؤتمر ستار في مقاطعة الحسكة احتفالية خاصة بمناسبة يوم المرأة العالمي، وبدأت الفعالية بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء، وتلاها تقديم خطابات تخص المرأة، ألقاها القائمون على تنظيم الحفل، وحضر الاحتفال عددٌ غفير من النساء وممثلون عن كافة المؤسسات المدنية والعسكرية، وكان المكان الذي أقيم فيه الاحتفال بقرب السّدِّ الغربي فضاء واسعاً استوعب الحشد الهائل للمشاركين, وتضمن الاحتفال العديد من اللوحات الغنائية والمسرحية.

بلورة الصمود والنضال من خلال المرأة

وفي لقاءٍ أجرته صحيفتنا (روناهي) مع إحدى القائمات على تنظيم الحفل “نسرين مجدل” التي أكدت على أن الغاية من الاحتفال مشاركة نساء العالم بعِيدهنَّ، وإيصال رسالةٍ مفادها أن المرأة استطاعت عبر نضالها الطويل حصد ثمار هذا النضال، وباتت متحررةً من قيود العبودية والتقييد، وقد خصت نسرين مجدل بالذكر صمود المرأة ومقاومتها العريقة في شمال وشرق سوريا من خلال ثورة روج أفا، الثورة التي أنارت الدروب المظلمة والضبابية لواقع المرأة قبل انطلاقها، لتمثل فخراً لكلِّ نساء العالم ولتثبت بأنّ واقع المرأة في شمال وشرق سوريا يمثل النموذج الحقيقي لحرية المرأة كمعجزةٍ حصلت بوقتٍ قياسي وقصير، وكان لها الدور المحوري والفعال بالقضاء على تنظيم داعش الإرهابي واقتلاع جذوره، وبحسب ما قالت نسرين فإن المرأة في شمال وشرق سوريا استطاعت من خلال التزامها بفكر القائد عبدالله أوجلان وذهنية الأمة الديمقراطية ونضالها المميز، أن تغير بوصلة التاريخ المرير الذي كان يفرض على المرأة، وأعاقت آمال الدول الرأسمالية وعلى رأسها دولة الاحتلال التركي الهادفة إلى كسر المشروع الديمقراطي بكسر وتقييد حرية المرأة.

إنجازات نساء روج أفا مثال يحتذى به

ومن جهتها قالت الإدارية في الشبيبة الثورية للمرأة الشابّة في مقاطعة الحسكة “هيفين حمو” لصحيفتنا: “نبارك لكافة نساء العالم هذا اليوم المهيب، ونستذكر فيه الشهيدات الخالدات في قلوبنا وأذهاننا، ونستذكر كم ندين لهنَّ لما قدمنهُ ثمناً غالياً من أجل إعلاء راية النصر وتقديم أعظم هدية للمرأة بشكلٍ عام وخصوصاً في مناطق شمال وشرق سوريا، وهي الحرية والتحرر، فبعدما كانت المرأة تعيش حياة الذُّلِّ والعبودية والالتزام بالقيود القبلية والمجتمعية، أصبحت اليوم بفضل المقاومة الأسطورية أن تتحول للمرأة الفاعلة في بناء المجتمع والأسرة ودعم القوات العسكرية، وباتت تشارك في كافة مفاصل الحياة وعلى جميع الأصعدة, وقد وجهت هيفين حمو دعوةً مفتوحة لكافة المنظمات الحقوقية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأن يقوموا بواجبهم الأخلاقي والإنساني بوضعِ حدٍّ للممارسات والانتهاكات التي يرتكبها جيش الاحتلال التركي في المناطق المحتلة, مثل عفرين وسري كانيه, والاقتداء بنظام الرئاسة المشتركة الفريد وتطبيقه في كافة أنحاء العالم.