مخيم مخمور: المقاومة تحبط مخططات تركيا والحكومة الاتحادية

مركز الأخبار ـ

تستمر محاولات الجيش العراقي والحزب الديمقراطي الكردستاني، فرض حصار مطبق على مخيم مخمور في باشور كردستان، وذلك في مسعى منهما لإرضاء الفاشية التركية، التي تحاول النيل من إرادة الأهالي، وكسر شوكتهم، التي لا تلين، بعد إن فروا من بطش السلطات التركية منذ عام 1994.

الجيش العراقي، وبمساعدة وموافقة من سلطات إقليم كردستان، يحاول منذ 20 أيار المنصرم، محاصرة المخيم، وبناء سياج حوله، وكذلك إقامة أبراح حراسة، ومراقبة حول المخيم، ما عدَّه أهالي المخيم انتهاكا لحريتهم، وتجاوزا على القوانين الدولية الخاصة باللاجئين، إذ اعترفت به الأمم المتحدة مخيماً للّاجئين منذ عام 2011.

الخطوة العراقية وبالاتفاق مع حزب الديمقراطي الكردستاني وأوامر تركية، لاقت استهجانا ورفضا رسمياً، ومقاومة شعبية، وخاصة بعد إصابة شاب برصاص الجيش العراقي، كما كان لها صدى كردستاني، وعراقي. مراد قره يلان، قائد مركز الدفاع الشعبي أشار في برناج لقناة ” فضائية ستيرك “STERK TV” إلى ضرورة الحوار بين الحكومة العراقية، ومجلس الشعب في مخمور: “نعتقد أن الحوار بين دولة العراق ومجلس شعبنا في مخمور سيكون ناجحاً، وحل المشاكل من خلال الحوار، إنه مخيم يتواجد فيه اللاجئون السياسيون، وليس من الصواب النظر إليه بطريقة عسكرية”.

قره يلان أشار إلى إرادة أهالي مخمور وقوتهم، ومكانتهم في الدفاع عن أنفسهم وعن المنطقة: “كل من يتجه إلى مخمور يجب أن يتذكر، أولاً وقبل كل شيء، هجمات داعش، في ذلك الوقت، إن سكانه هم من وقفوا أمام داعش؟ فقط هذه الأمة ومقاتلوها كانت لديهم إرادة كبيرة، وموقف قوي ضد داعش، كما قاموا بحماية هولير ومدن أخرى. ولا ينبغي لأحد أن ينسى هذا، يجب على الجميع معرفة ذلك، وهذا وحده يدل على إرادة وقوة أهالي مخيم مخمور.”

كذلك أكد النائب العراقي المستقل هادي السلامي في حديث لوكالة “روج نيوز” أن: “الأحداث التي يشهدها مخيم مخمور مثيرة للقلق، ولا تخلو من صفقة سياسية خطيرة تمارس ضد اللاجئين داخل المخيم؛ لذا يجب حماية هؤلاء، وعدم ممارسة سياسة التضييق على الساكنين”.

كذلك أبدت أمهات الشهداء في شمال وشرق سوريا دعمهن لمقاومة أهالي مخمور، مستنكرات محاولات الجيش العراقي تطويق مخيم رستم جودي، وشددن على أنه من واجب الجيش العراقي حمايتهم بدلاً من تطويقهم، وفرض الحصار عليهم.

في هذا السياق، استنكرت خالصة الحسن، والدة الشهيد أنور العلو، الحصار المفروض على أهالي مخيم مخمور، وقالت لوكالة أنباء هاوار: “نحن شعب شمال وشرق سوريا، نستنكر بأشد العبارات تطويق الجيش العراقي لمخيم مخمور، لأن هدفه تهجير الأهالي مرة أخرى”.

من جانبها، أدانت سلطانة سعيد، والدة الشهيد قهرمان علي، تطويق الجيش العراقي لمخيم مخمور، قائلة لوكالة أنباء هاوار: “واجب الجيش العراقي حمايتهم، وتقديرهم لا تهجيرهم مرة أخرى”. وأكدت، “نحن عوائل الشهداء في شمال وشرق سوريا، نتضامن مع أهلنا في مخمور، ونساندهم بكامل قوتنا حتى فك الحصار عنهم”.

قاطنو مخيم “مخمور” يواجهون مخططات الجيش العراقي، والحزب الديمقراطي الكردستاني بالمقاومة الشرسة، والرفض القاطع عبر التناوب بالوقوف في وجه الآليات، والمدرعات العسكرية المحملة بالأسلاك الشائكة، والذخيرة.

يذكر عن قاطني مخيم مخمور “مخيم الشهيد رستم جودي” هم لاجئون، هُجّروا إليه من منطقة بوطان في باكور (شمال كردستان) في تسعينات القرن الماضي؛ جراء ممارسات القمع، التي مارستها الدولة التركية بحقهم عام 1994.