سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

مثقفون من الجنوب ومثقفون من الشمال

أحمد ديبو_

لعل النتاج النظري حول فكرة المثقف بدءاً بزولا ومروراً بجوليان بندا، وصولاً إلى سارتر، كان ينطلق من واقع المثقف في الغرب. فالمثقف مفهوم حديث ولد في أوروبا، بل وفي باريس تحديداً، والتفكير حول واقع المثقفين ودورهم بقي محصوراً في هذا الإطار، ولم يخرج على هذه القاعدة العامة سوى إدوار سعيد في كتابه “صورة المثقف” الذي قدّم فيه إطلالة على مثقفي العالم الثالث من دون تجاهل المنشأ الأوروبي للفكرة.
والمثال في ذلك، نقرأه في كتاب بندا “خيانة المثقفين”، الذي صدر عام 1937، وفيه نلاحظ مع سعيد، أن بندا حصر اهتمامه بالمثقفين الأوروبيين، ويسوع هو المثقف غير الأوروبي الوحيد الذي تحدّث عنه باستحسان.
إن هذا التناول أمام مهمة صعبة وجديدة على المستوى النظري. فرغم أن مثقف العالم الثالث، يحتل المشهد العالمي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية: فرانز فانون، ايميه سيزار، نصر حامد أبو زيد، وول سوينكا… لكن قراءة دوره بقيت أسيرة افتراضات أوروبية، كان نموذجها الأمثل هو الشخصية الطاغية للفيلسوف جان بول سارتر.
لم يتعرض سارتر لأي خطر جدي في حياته، وربما كانت العبارة المنسوبة للرئيس الفرنسي الراحل شارل ديغول حين نُصح باعتقال سارتر فأجاب: “هل يمكن اعتقال فولتير”، تعتبر نموذجاً لعلاقة المثقف الأوروبي بمحيطه.
غير أن هذه العلاقة النموذجية لم تكن دائماً كذلك، يكفي أن ننظر الهامشية المفروضة على المفكر الأمريكي نعوم شومسكي، من أجل أن نقتنع بأن الصورة لم تكن زاهية دائماً.
المثقف في العالم الثالث يعيش حقيقة أخرى. إنه مهدد بالقتل أو السجن أو الإعدام أو النفي، والدور الذي يؤديه مؤثر بشكل صارخ. من التزام فرانز فانون الثورة الجزائرية، إلى مثقفي جنوب افريقيا، إلى سجناء الشعر والأدب في العالم العربي.
كيف نستطيع أن نقرأ هذا الواقع على المستوى النظري؟.
نستطيع من خلال مراجعة سريعة لأسماء مثقفين بارزين في عالم اليوم، أن نكتشف أن المهمة المزدوجة: الضمير والمسؤولية، قد صارت عاملاً تكوينياً في مفهوم المثقف، وإن الصورة السائدة عن نهاية دور المثقف، التي تحاول الأيديولوجيا الغربية المسيطرة تسويقها، ليست سوى جزءاً من معركة الهيمنة على مصائر الشعوب وثرواتها في زمن الإمبراطورية الواحدة.
قد يبدو الأمر مثيراً للابتسام، لكنه يحمل في مستواه المجازي بعداً كبيراً، فالتسويق الإعلامي لفكرة نهاية المثقف. أو المثقف التقني، وتناسل الأجهزة الثقافية التي تشتري صمت المثقفين عبر شراء أبحاثهم “الحرة”، والإصرار على تسويق فكرة المثقف الخاضع لإله السوق، ليست ظواهر عارضة. إنها اليوم أشبه بالأخطبوط المتعدد الأيدي والأرجل، والذي يشل الثقافة عن دورها التنويري، ويفرض عليها قبولاً بالاسترخاء يشبه الخيانة.
المثقفون الذين قتلوا في الجزائر أو في بيروت أو في مصر، أو الذين سجنوا ونُكّل بهم في العراق وسوريا ثم قتل بعضهم، والبعض الآخر ضاقت بهم المنافي، والمعارك الفكرية التي دارت وتدور في ايران وتركيا بين الأحرار والمصنومين، ومن نيجيري سوينكا إلى المغرب، ليست سوى تعبير عن أهمية الدور الذي يضطلع به مثقفو العالم الثالث، في هذه المرحلة الانتقالية، ففي زمن الخيبات، وانهيار الأحلام في الحرية وبناء ديموقراطيات تستطيع أن تصمد وتدوم، بدا المشهد السياسي في دول الجنوب كئيباً: افريقيا تنزلق إلى الفقر والظلام، والعالم العربي يسقط في الدماء، والارتكاس يعم: ثورات فشل أغلبها وصار بركة جحيم، تطهير ديني وعرقي، مذابح، تفكك… هذه هي صورة العالم الثالث اليوم.
مثقف هذا العالم يجد نفسه أمام الدور الذي اقترحه بندا عليه، أي دور داعية الحق والحقيقة، في سياق عمله من أجل أن يبلور المجتمع أشكال معارضته وثورته، ويتجاوز مرحلة الارتكاس والانهيار. الدور الذي بلا ثمن، بل قد يكون ثمنه باهظاً: تفقد عملك، أو تفقد حياتك، أو تضطر إلى اختيار المنفى. وربما يكون الثمن الأكبر، الذي يجب دفعه، هو عدم الرضوخ لابتذال الراحة الذي قد يقدّمه المنفى أو ما يُشبهه من المنافي الداخلية، حيث يتم فصل المثقف عن شروط حياة مجتمعه، ويساق إلى رفاهية تجعله عبداً.
والعبودية قد تتخذ وجهاً آخر، اسمه الخضوع، ولو ضمنياً، لبقايا الفكر الإستشراقي، الذي يرى في الشرق حالاً تكوينية للمتخلف والبدائية.
وبذلك يتم تعميم منطق الاستقالة، من موقع اعتراضي كاذب، ملوّث بالخضوع والخمول.
روى الروائي النيجيري الحائز على جائزة نوبل للأدب وول سوينكا، أنهم صاغوا في لغة “اليوروبا”، كلمة المثقف هي: انتيلي سو ساوا، ومعناها الانسان الذي يستطيع أن “يسلك” أينما كان، أي صاحب الحيلة.
وروى كاتب آخر: تهمة البدائية التي تعطى للغة “اليوروبا” تعود في طريقتها في استخدام الأعداد. فبدل من أن نقول سبعة عشر، نقول عشرين ناقصاً ثلاثة، ثم اكتشف أن طريقة العد نفسها تستخدم في اللغة اللاتينية؟!.
ورويت أن كلمة “مثقف” في العربية، جاءت من ثقًّف الرمح، أي سننه.
بين الحيلة والرمح، علينا أن نكتشف كيف نبني أفقاً، لمعنى أن تكون مثقفاً في عالم اليوم.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle