متى تتخطى رياضة المرأة الدعم بالشعارات؟!

تقرير/ جوان روناهي –

في ظلِّ المجتمع المنغلق والمحارب في الكثير من الأحيان لممارسة المرأة الرياضة أبرزت الشابة الكردية نفسها مع بزوغ فجر ثورة روج آفا، وليتنفس الصعداء وتصبح لاعبة في مختلف الألعاب وتكسر حاجز احتكار الرجل للعبة كرة القدم، حيث أصبح لدينا الآن في إقليم الجزيرة ثمانِ نوادٍ لسيدات كرة القدم.

وبعد التطور الحاصل قياساً بالظروف الراهنة والدعم القليل لرياضة المرأة تتطلع المرأة الشابة الرياضية اليوم إلى تلقيها الدعم كما يجب وخاصةً من هيئة المرأة وهيئة الشباب والرياضة في شمال وشرق سوريا، بعدما لم تحصل للدعم الكافي لها من قبل هيئة الشباب والرياضة والاتحاد الرياضي في إقليم الجزيرة بحكم الهيئة والاتحاد محكومون بميزانية معينة، وجاء الوقت في ظل المقاومة التي تبديها المرأة الشابة الرياضية وإدارة الأندية في تفعيل الرياضة النسائية للحصول على الدعم اللازم، بالرغم هذه الأندية ليست مجبرة لتفعيل رياضة المرأة، ولكن رغم كل شيء فهذه الأندية تكافح وتقدم قدر المستطاع ما يلزم للفرق النسائية لديها ضمن النوادي.

مكتب المرأة في هيئة الشباب والرياضة ومكتب الرياضة الأنثوية في الاتحاد الرياضي قدموا مستلزمات وأطقم رياضية ولكنها غير كافية فهنالك مطالب وتحولت لمقترحات لتأمين حجوزات للملاعب المغطاة المعشبة لإقامة التمارين للنوادي في إقليم الجزيرة، ومازال هذا الأمر مجرد مقترح ولم يتم الموافقة الرسمية على ذلك حتى الآن، هذا إن حصلت الموافقة، فكما ذكرت مسبقاً هم محكومون بميزانيات مخصص وربعية وقد لا تصل للموافقة بخصوص الحجوزات وتأمينها للنوادي، هذا غير الأندية التي طالبت بدعم مادي، وكل تلك الأمور مازالت قيد الدراسة.

شعارات تُرفع ولكن متى تُطبق؟؟؟

ترفع الكثير من الشعارات لحفظ حقوق المرأة ودعمها كما يجب، ولكن لنكن واقعيين؛ في الجانب الرياضي لم نشهد غير الشعارات ولم نرَ أي دعم يذكر لا من المنظمات النسائية ولا هيئة المرأة في إقليم الجزيرة ولا في شمال وشرق سوريا، وبعد الخلاص من داعش عسكرياً يجب التركيز على الواقع الخدمي ودعم القضايا الهامة ودعم المرأة الرياضية يجب أن يكن على رأس الأولويات في الفترة القادمة للإدارة المحلية، والمسؤولية الكبيرة تقع على عاتق هيئة المرأة وهيئة الشباب والرياضة في شمال وشرق سوريا.

وردة تُزهِر في بستان كله أشواك

مازال هناك عقليات تُحارب لعب الفتاة لكرة القدم وتصل لحد السخرية وهذا الأمر ليس من الرجال فقط، لا أبداً؛ فهنالك الكثير من النساء اللواتي يرفضن هذه الفكرة ولكن لا يعرفن إننا في زمن شعاره “المقاومة حياة” والكثيرات من اللاعبات يقاومن اليوم في مجتمعاتهن للوصول لأهدافهن في مختلف المجالات وخاصةً في مجال الرياضة التي مازالت كما أسلفت تعتبر جريمة حسب رأي الكثير من الجاهلين.

يلزمنا الدعم ولا آذان صاغية حتى الآن؟؟؟

في إقليم الجزيرة يتواجد ثمانِ نوادٍ لديهن فرق سيدات لكرة القدم وهي: قامشلوـ براتيـ جودي ـ فدنك ـ شبيبة الحسكةـ أهلي عاموداـ قنديل ـ سري كانيه.

وتفتقر لاعبات الأندية لوجود ملاعب لخوضهن التمارين بالإضافة لعدم توفر المستلزمات الضرورية لهن، ناهيك عن ضغط الدراسة والمجتمع عليهن، ومن جانبها أشارت لاعبة كرة القدم لنادي فدنك سولين عباس: “أكثر المصاعب التي نعانيها هي عدم وجود ملاعب في كركي لكي لذلك نطالب ببناء ملاعب ويكن أفضل لو تم إنشاء ملعب خاص بالسيدات، فنحن لا نشعر بالراحة أثناء المران وحتى الحصص التدريبية هي بمدينة رميلان وعلى أرض مبلطة، ولذلك لا نستطيع التكثيف من التمارين وهذا الأمر ينعكس سلباً على تطور الأداء بشكلٍ عام”.

بينما ذكرت لاعبة كرة القدم لنادي سري كانيه روسيم خلف: “لدينا نقص كبير في المستلزمات وكيف نستعد للدوري والكأس ولا نتملك في الوقت الحالي كرات للعبة ومواد لازمة للتمارين، وحتى القدرة المالية لحجز الملاعب فإدارة النادي غير قادرة على ذلك، فكل ساعة في الملعب الخاص تكلفنا 6000ل.س، وهذا الأمر يجعلنا ننقص من ساعات التمرين مما يؤثر على تراجع مستوانا الفني، ولذلك نناشد المعنيين بتقديم الدعم اللازم لتنمية المواهب الموجودة في إقليم الجزيرة”.

بعد كل ما ذكر أصبح من الواجب على هيئة المرأة وهيئة الشباب والرياضة في شمال وشرق سوريا الوقوف على واقع رياضة المرأة وتقديم الدعم اللازم للأندية النسائية في إقليم الجزيرة قبل أن نشهد توجهها للحل وضياع تلك المواهب وفقداناها.