روناهي/ قامشلو ـ
ليس بغريب عن الرياضة التي تُدار من قبل حكومة دمشق في زج العسكر وأزلامها في المجال الرياضي، حيث حتى الآن يتم تعيين إدارات النوادي الرياضية من قبل أجهزة المخابرات وشعبة حزب البعث الحاكم في المناطق الخاضعة لهذه الحكومة، حيث مؤخراً تم تسمية متزعم ميلشيات الدفاع الوطني في دير الزور رئيساً فخرياً لنادي الفتوة الذي يتخذ من دمشق مكاناً لمبارياته ونشاطاته بسبب توقف النشاطات في مقره الأصلي بدير الزور منذ سنوات.
من نادي إلى آخر العسكر والأجهزة الأمنية بالإضافة إلى حزب البعث العربي في سوريا يتدخل في المجال الرياضي، وتدخلهم هو أول الأسباب لحالة الفشل التي تعصف بالرياضة السورية التي تدار من قبل حكومة دمشق، وخاصةً في لعبة كرة القدم، التي تشهد خلافات وفساد أدى في النهاية إلى تدخّل من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” لتحديد موعداً لانتخاب اتحاد كرة القدم مكان اللجنة المؤقتة التي تدير أمور كرة القدم حالياً، والتي تغرق في الفساد والفشل، وتسببت مع الاتحاد المقال السابق برئاسة العسكري حاتم الغايب لحرمان المنتخب السوري من حلم التأهل إلى كأس العالم قطر 2022، للمرة الأولى في تاريخ سوريا.
ونشرت الصفحة الرسمية لـ “نادي الفتوة الرياضي”، عبر موقع فيسبوك، بياناً مقتضباً أعلنت خلاله عن تعيين “فراس علي الجهام”، الملقب بـ”فراس العراقية”، وهو متزعم ميليشيا ما يسمى بـ”قوات الدفاع الوطني”، رئيساً فخرياً للنادي الرياضي بدير الزور.
وحسب البيان الصادر فإنّ قرار تعيين “فراس الجهام”، جاء “نظراً لدعمه ووقوفه مع نادي الفتوة الرياضي”. ولم يتطرق البيان الوارد عبر صفحة النادي الرسمية إلى نوع الدعم المقدم من قبل “فراس العراقية”، لا سيّما الواقع لا يحمل أي مؤشرات لدعم مزعوم، حيث أن كافة القطاع الرياضي يعاني من تداعيات تسلط مخابرات حكومة دمشق، حيث وصل إلى مستويات غير مسبوقة من الفساد والنهب والفوضى.
في حين يُعرف أن “الجهام”، هو متزعم ميليشيا ما يسمى بـ”قوات الدفاع الوطني”، في دير الزور، وهو من الشخصيات المعروفة وسبق أن قام المندوب الأول لقاعدة حميميم الروسية في سوريا، بتكريم فيما توجه له بالشكر لما زعم أنه دورها بـ”تحقيق السلام العالمي”!، حسب الإعلام الحربي لدى حكومة دمشق.
وكان تسبب هذا الشخص المذكور بحالة توتر بعد ضبط عنصراً أرسله لتقديم امتحان الشهادة الثانوية عنه، وسبق أن حصل على شهادة التعليم الأساسي بالغش أثناء فترة حصار مدينة دير الزور من قبل مرتزقة داعش. وسبق أن تصدرت زوجة متزعم ميليشيا الدفاع الوطني “جهام” مواقع التواصل الاجتماعي حيث صدمت مسناً بواسطة سيارتها وسط تهديدات بأن مرافقتها “سوف يقومون بربط المسن بسيارتها لتقوم بسحبه في شوارع المدينة”، قبل أن يمشي في طريقه، وسبق أن قامت بإهانة امرأة وطردها من مؤسسة “شهيد” لأنها طالبت بسلة غذائية.
وفي حزيران من العام الماضي نشرت صفحة “نادي الفتوة الرياضي”، بياناً صادراً عن “الاتحاد الرياضي العام” التابع لحكومة دمشق يقضي بتشكيل مجلس إدارة للنادي الرياضي المذكور بدير الزور، وتكليف عضو “مجلس التصفيق” أو بما يُعرف مجلس الشعب، “مدلول عمر العزيز”، برئاسة المجلس.
ويُعرف عن “مدلول عمر العزيز” بأنه شخصية جدلية لا سيّما مع حصوله على مقعد في برلمان حكومة دمشق والذي يعتبر بأنه لا يمثل الشعب السوري ويأتي عبر انتخابات وهمية تقام في سوريا، وهذا الشخص نفسه كان أميراً بالسابق في “جبهة النصرة” سابقاً هيئة تحرير الشام حالياً، وقيادي حالي في ميليشيات تابعة لحكومة دمشق، بعد أن هرب في عام 2015 إلى العاصمة السورية دمشق، وأجرى مصالحة مع حكومة دمشق وتطوع لصالح المخابرات الجوية.
هذا ويشير تعيين “فراس الجهام”، متزعم ميليشيا الدفاع الوطني بدير الزور بهذا المنصب إلى مدى استمرار استغلال حكومة دمشق للقطاع الرياضي في محاولات تلميع صورته إلى جانب الشخصيات التي هي غير مُحببة من الشعب السوري وكان لها يد في الكثير من الجرائم.
ويُذكر بأن حكومة دمشق قامت باستغلال الكثير من جماهير نادي الفتوة عام 2004 بمباراة لهم في قامشلو مع نادي الجهاد ليكونوا أداة لتنفيذ مخطط ضد أبناء روج آفا وأولها ضرب الشعبين العربي والكردي بعضهم ببعض، ولكن تلقت حكومة دمشق صفعة وقتها حيث لم يتجاوب الكثير من أبناء الشعب العربي مع مخطط حكومة ودمشق ورد أبناء روج آفا بانتفاضة هزت كيانه وقتها وسُميت انتفاضة قامشلو “انتفاضة 12 آذار”.
