صبراً أيُّها المدربون في دوري الناشئات لكرة القدم

قامشلو/ قامشلو ـ

الحصول على الفوز وعدم تلقي الخسارة هو مبتغى كل مدرب، والأمر نفسه لكل إداري ولاعبة ولاعب في لعبة كرة القدم بدوري الناشئات والذي هو الأول من نوعه في إقليم الجزيرة هناك قضية هامة؟ ويُتطلب الوقوف عندها بجدية، ألا وهي الصراخ والتوجيه بصوتٍ عالٍ طِوال فترة المباراة!.

انطلقت منافسات الدوري الأول للناشئات بكرة القدم في إقليم الجزيرة بمشاركة ستة أندية وهي سردم والأسايش وأهلي عامودا وقنديل وفدنك وبيمان، وهي لمواليد 2005 وما فوق، وهناك لاعبات يلعبنَ للمرة الأولى في بطولات رسمية، ومع حضور جماهيري قد تكون المهمة ليست بالسهلة عليهن، وخاصةً كما ذكرت هناك لاعبات يدخلنَ هذا المُعترك للمرة الأولى، ومن هذا المنطلق على المدربين التريث والصبر عليهن، وبشكلٍ عام على كل اللاعبات اللواتي يشاركن في الدوري.

ونلاحظ عملية الصراخ والاستمرار بتوجيه اللاعبات طوال فترة المباراة يخلق حالة خوف وتوتر وتشتت للكثير من اللاعبات، وحتى هذه الطريقة باتت تنعكس سلباً على الأداء والنتيجة للفريق، وهذا الأمر بات معروفاً للقاصي والداني.

الصراخ ليس حلاً

إن أداء المدرب والصراخ الدائم بصوتٍ عال، ويظن بأن المباراة مثل مباريات الذكور ويتناسى هي للإناث وهذا من الأخطاء الشائعة لدينا عند الكثير من المدربين، فالتعامل في الميدان وخارجه مع اللاعبة يختلف تماماً مع اللاعب الشاب، وطبعاً بعض النقاط لن نُفصح عنها في الوقت الحالي، ونتمنى من المدربين قراءة التقرير والوقوف مع أنفسهم ومراجعة طريقتهم وكلامهم مع اللاعبات أثناء المباراة، فعدم السيطرة على أنفسكم قد يكلفكم الكثير، فهذا الأسلوب من البعض منكم غير جائز بالتعامل به مع اللاعبات ضمن الملعب وفي دوري رسمي.

وهناك جماهير تتابع وبعض المباريات تُنقل بشكلٍ مباشر عبر بعض الصفحات والوسائل الإعلامية، وهناك أهالي من اللاعبات غير قادرين للتواجد وحضور المباراة بسبب مشاغل الحياة، ولذلك هم يضعون بناتهم أمانة لديكم، لذلك صونوها ولا تتنرفزوا من الخسارة بهذا الشكل وخاصةً عندما تعلم بأن خبرة لاعباتك هي أقل من خبرة اللاعبات للفريق المنافس الذي تلعب معه، والخسارة ليست فضحية ولكن الفضيحة تكمن في هذا التعامل غير اللبق من البعض منكم مع اللاعبات أثناء المباريات.

تمهّل واصبر

أعلم بأن هذا الكلام قد يُزعج البعض، ولكن هو لمصلحتكم قبل مصلحة أي شخص آخر، ومدحنا خطوة وضع لاعبات كمراقبات للمباريات والخطوة الأهم بروز لاعبات كمدربات وكمساعدات للمدرب، ولكن رغم ذلك مازال هناك من يتدخل في عملهم بصراخه وليس عبر التوجيه الصحيح وبأسلوب مرن ولائق، فالصراخ الزائد والمستمر كما ذكرنا يكسر من معنويات اللاعبة وحتى قد تفكر في ترك لعبة كرة القدم، ونحن نعلم تواجد الفتاة في الملعب حالياً يعتبر إنجازاً في ظل امتناع الكثير من الأهالي عن السماح لبناتهم بلعب كرة القدم، وهنا يُتطلب الحذر في التعامل وخاصةً عندما تتيقن بأنك خسرت المباراة عليك تشجيع اللاعبات لا الاستمرار في الصراخ عليهن.

يُتطلب من المدربين جميعاً الانتباه في طريقة التعامل كما ذكرنا في بداية التقرير مع اللاعبات، ومنحهن الدعم المعنوي قبل كل شيء وبغض النظر عن النتيجة، فالمشاركة بحد ذاتها إنجاز في ظل الظروف التي تعيشها الكرة الأنثوية من قلة الدعم المُقدم بشكلٍ عام، وسط صمود إدارات الأندية ومدربيهم وهم مشكورين على الاستمرار رغم قلة الدعم وتحقيقهم إنجازات على صعيد شمال وشرق سوريا وعلى مستوى سوريا بشكلٍ عام.

من خلال الفوز باللقبين الأول والثاني لبطولات السيدات بكرة القدم لموسمين متتاليين الأول باسم سيدات عامودا والثاني باسم سيدات الخابور، بالإضافة لتكريس الكثير من أوقاتهم لتطوير واقع الرياضة الأنثوية أكثر من الجهات المعنية نفسها، وهي خطوة مسجلة لكم لذلك حافظوا على الإنجاز بالصبر والنتائج ستأتي لا محالة والفوز ليس حليف أي منتخب أو نادي أو مدرب بشكلٍ دائم.