“بالمثابرة يمكن للفرد أن يحقق ما يريد”، هكذا تؤكد لاعبة كرة القدم الأميركية المغربية سابقاً، فوزية مدهوني، والتي اعتزلت اللعب بعد إصابتها بالسرطان في 2020، أن حلمها تخطى ما كانت تتوقعه لنفسها عندما كانت صغيرة، بحسب ما أكدت في مقابلة لها مع موقع “الحرة”.
اعتزلت فوزية مدهوني اللعب، لكنها لم تعتزل اللعبة، ولا حلمها بنشرها في أفريقيا وتمكين النساء والفتيات من خلال دورات القيادة وجلسات كرة القدم الأميركية.
ونشأت فوزية مدهوني في أسرة فقيرة وسط غرفة في شقة مشتركة، وتقول “حتى أن أبسط الأشياء في أيادي صديقاتي لم تكن لدى عائلتي القدرة على جلبها”.
وتضيف: “عندما كنت صغيرة لم تكن لدي الفرصة ومجال لممارسة لعبة كرة القدم الأميركية، فلم يكن لدى والديّ ما يكفي من المال لذلك”.
في يوم من الأيام، وجدت صورة زميلتها في المدرسة وهي ترتدي الخوذة المخصصة لكرة القدم الأميركية، وقالت: “أحببتُ ما رأيت”.
وأوضحت: “كنت أعلم بشأن كرة القدم الأميركية، لأنني كنت أدرس الإنكليزية في الجامعة، لذلك سألتها إن كان بإمكانها أن تأخذني معها، فشاركت في ممارسة هذه الرياضة وأحببتها”.
“ظنوا أنني مجنونة”
لم يكن هناك فريق نسائي، فبدأت فوزية مدهوني في البحث عمن يشاركها الاهتمام بهذه الرياضة، “بعض الفتيات اللاتي دعوتهن ظننَّ بأنني مجنونة”.
وقالت إن أولياء الأمور “بمن فيهم أمي لم يعتقدوا أن كرة القدم الأميركية تعد شيئاً جيداً للفتيات، لكنني كنت أتساءل: “ما هو الخطأ في ذلك، خاصةً أنني لا أؤذي أحداً، فلماذا أتوقف؟”.
وتضيف أنه :”للأسف فإنه غير متوقع من الفتاة في القرى أن تحصل على تعليم عالٍ ولا أن تكون قائدة في المجتمع أو حتى أن تكون شخصاً مهماً”.
بدأت فوزية مدهوني العمل في المطاعم حتى تستطيع أن توفر بعض المال لتتمكن من لعب الرياضة التي أُغرمت بها.
وتشير: “إن بعض الفتيات أجبرن على الزواج أو البقاء في البيت وغسل الصحون، لأن عائلاتهن رأت أن لعب الرياضة للأولاد فقط”.
وتتابع: “كنا فتاتين فقط عندما بدأنا نمارس الرياضة على الشاطئ، وشاركنا بعض الصور على مواقع التواصل الاجتماعي خلال تدريبنا، وذات يوم، وجدت حوالي 20 فتاة على الشاطئ يردنَ ممارسة كرة القدم الأميركية معنا، فكنت سعيدة جداً، وسألت نفسي لماذا لا نكون أكثر من ذلك؟”.
