بيريفان خليل_
في خطوة جوهرية حول الصراع في الأزمة السورية أعلنت الإدارة الذاتية مبادرتها القديمة الجديدة لحل الأزمة السورية، وقد لاقت هذه المبادرة ردود فعل سياسية، وشعبية، ونسائية إيجابية دعما منطقيا لها، وداعية إلى ضرورة تحاور السوريين على طاولة واحدة؛ لوضع الترتيبات النهائية للأزمة السورية.
واتخذت الإدارة الذاتية مبادئ وأهداف ثورة روج آفا 19 تموز، ونهج الخط الثالث أساساً في البنود التسعة التي طرحتها ضمن مبادرتها، كاشفة الحلول المثلى لحل الأزمة السورية، التي مرت عليها 12 سنة، حيث لازالت الأزمات السياسية منها والاقتصادية، وكذلك الاجتماعية، وغيرها قائمة في سوريا، مستثنية بذلك مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، والتي وضعت نصب عينها مصالح شعوب المنطقة دون تمييز فاحتضنت الآلاف من المهجرين، والنازحين من سوريا عامة، كما أنها اعتمدت على القوة الشعبية كقوة حامية للمنطقة، وبقيادة المرأة لجميع مجالات الحياة، فاستطاعت أن تبني مجتمعاً ذا مبادئ، وقيم وطنية.
محاور المبادرة الأساسية
في الثامن عشر من نيسان الجاري أعلنت الإدارة الذاتية مبادرتها للحل في سوريا، مؤكدة على وحدة الأراضي السورية، وضرورة التوصل إلى حل سلمي، وديمقراطية للأزمة، التي تجتاح سوريا لإنهاء معاناة الملايين من أبناء المنطقة، بالإضافة إلى إيجاد حل مشترك قائم على أسس الحوار والتعاون، والتوافق خاصة عن المنصات والمبادرات الدولية، والإقليمية، التي لم تسفر عن نتائج إيجابية للحل؛ لغياب التشخيص الصحيح للأزمة، وعدم إشراك جميع القوى السورية الفاعلة في عملية الحوار، والإصرار على الحلول المطروحة من الخارج.
وتتمحور البنود التسعة، بالتأكيد على وحدة الأراضي السورية، وبذلك أبدت الإدارة استعدادها للتشاور والتباحث، والحوار مع الأطراف السورية بما فيها حكومة دمشق لإيجاد الحل.
وركزت المبادرة على ضرورة مشاركة فئات المجتمع، للاعتراف بالحقوق المشروعة لسائر الشعوب السورية التي تشكل المجتمع السوري، وتأسيس نظام إداري سياسي ديمقراطي تعددي لا مركزي، يحفظ حقوق الجميع دون استثناء.
بالإضافة إلى ذلك شددت الإدارة على أن الثروات والموارد الاقتصادية الحالية، يجب أن يتم توزيعها بشكل عادل بين المناطق السورية كلها، فالموارد الموجودة في شمال وشرق سوريا مثلها مثل غيرها من الموارد الموجودة في المناطق الأخرى في سوريا هي ملك لجميع أبناء الشعب السوري، ومن أجل توفير الاحتياجات الأساسية للسكان، والوصول بالمواد والمساعدات إلى المناطق كلها، لابد من إعادة فتح معبر تل كوجر الجمركي وغيره من المعابر.
وبهدف التقليل والحدّ من المشاكل والمخاطر، التي تواجه أبناء الشعب السوري من الذين نزحوا من مناطقهم، أو هاجروا إلى خارج البلاد، وإنهاء معاناتهم الإنسانية، أبدت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا استعدادها لاحتضانهم واستقبالهم ضمن إمكاناتها المتاحة، كما استقبلت غيرهم من السوريين منذ بداية تأسيسها حتى الآن.
كما كشفت أن نضالها وجهودها في سبيل مكافحة الإرهاب لازالت مستمرة، وإلى جانب ذلك فضحت دور دولة الاحتلال التركي في تعميق الأزمة في سوريا، والهادفة إلى تقسيم أراضيها، لذا يجب إنهاء الاحتلال التركي للأراضي السورية، كما وطالبت الدول العربية، والأمم المتحدة، وجميع القوى الدولية الفاعلة في الشأن السوري، بأن يؤدوا دوراً إيجابياً وفعالاً يسهم في البحث عن حل مشترك مع حكومة دمشق، والإدارة الذاتية، والقوى الوطنية الديمقراطية.
واختتمت المبادرة بطرح قاعدة وطنية، ودعت الجميع للمشاركة والإسهام فيها في المرحلة الحالية، من خلال تسريع الجهود والمساعي الرامية إلى رأب الصدع، وإنهاء الصراع، بما لا يتعارض مع قرار مجلس الأمن: (٢٢٥٤) وجميع القرارات الأممية ذات الصلة.
