ما هو واقع الكهرباء في إقليم شمال وشرق سوريا بعد عدة أشهر من استهداف المحطات؟

الحسكة/ محمد حمود ـ

كشف الرئيس المشترك لمكتب الطاقة في إقليم شمال وشرق سوريا “زياد رستم”، بأن المصدر الوحيد لتوليد الكهرباء في المنطقة السدود، لذلك بقي عمل الفرق بربط بعض الخطوط المُغذية للأحياء والأرياف (خطوط توتر 20 ك. ف) لإيصال الكهرباء لمصادر مياه الشرب وبعض المرافق الحيوية الأخرى التي يُمكِن تغذيتها.

بعد الهجمات العدوانية الأخيرة لدولة الاحتلال التركي على إقليم شمال وشرق سوريا؛ والتي طالت البُنى التحتية في الإقليم؛ لازالت العديد من القطاعات الخدمية تعاني جرّاء هذا العدوان؛ وأبرزها قطاعات الطاقة المتمثلة بالغاز والكهرباء.

تضرّر قطاع الطاقة

وبهذا الخصوص التقت صحيفتنا “روناهي” الرئيس المشترك لمكتب الطاقة في إقليم شمال وشرق سوريا “زياد رستم”؛ والذي تحدّث عن الآثار الكارثية التي خلّفها عدوان دولة الاحتلال التركي على واقع الكهرباء في إقليم شمال وشرق سوريا؛ مشيراً إلى إن “الأثر التي تركه الاستهداف على قطاع الطاقة كان كارثياً وشاملاً على إقليم شمال وشرق سوريا”.

وأضاف رستم: “كهربائياً أثر العدوان التركي على مقاطعة الجزيرة بشكلٍ مباشر كون المصدر الوحيد والأساسي للكهرباء في مقاطعة الجزيرة كان منشأة توليد كهرباء السويدية”.

كما نوه رستم إلى إن “الاستهداف الأول في 4 تشرين الأول عام 2023 كان لمحطات التحويل وتم معالجة آثار هذا الاستهداف بشكلٍ جزئي، ولكن الاستهداف الأخير في بداية 2024 كان بمثابة كارثة وحوّل قطاع الكهرباء المتأزم أساساً إلى قطاع منكوب بكل معنى الكلمة”.

المنشآت المتضررة 

الرئيس المشترك لمكتب الطاقة في إقليم شمال وشرق سوريا؛ تطرق، كذلك، إلى أبرز المنشآت التي تضررت نتيجة عدوان الفاشية التركية، بالقول: “المنشآت المتضررة هي منشأتي التوليد في السويدية. منشأة توليد المؤسسة ومنشأة توليد شركة نفط رميلان”. مشيراً إلى أنه تم استهداف العنفات الغازية بشكلٍ كامل وعددها 12 عنفة.

وأردف: “تضررت كذلك محطات التحويل في كل من كوباني وعين عيسى والدرباسية وعامودا وقامشلو الشمالية وتربه سبيه إضافةً إلى محطة تحويل السويدية”.

وأكد رستم: “الاستهداف كان مباشر على المنشآت المذكورة أعلاه فأصبحت جميعها خارج الخدمة”.

وحول عمل فرق مكتب الطاقة في إقليم شمال وشرق سوريا على ترميم المنشآت المتضررة؛ بيّن رستم: “فرق العمل قامت بربط بعض الخطوط المغذية للأحياء والأرياف (خطوط توتر 20 ك. ف) لإيصال الكهرباء لمصادر مياه الشرب وبعض المرافق الحيوية الأخرى التي يمكن تغذيتها”.

وأضاف: “كحلول جذرية أو صيانة للبنية التحتية لهذه المنشآت لم تتم لعدم توفر الإمكانيات من مواد خاصة مثل محولات القدرة 66/20 ك. ف”.

المصدر الوحيد لتوليد الكهرباء السدود 

كما نوه رستم: “كما هو معلوم مشاريع توريد وإنشاء محطات توليد بحاجة لعقود دولية وضمانات بعدم تكرار الاستهداف من قبل العدوان التركي”.

كما تطرّق رستم لواقع الكهرباء اليوم في عموم إقليم شمال وشرق سوريا، ومقاطعة الجزيرة على وجه الخصوص؛ بالإشارة إلى إن “المصدر الوحيد للكهرباء هو السدود “تشرين، الفرات، الحرية” وهي بطبيعة الحال تعمل حسب توفر المياه، والتي تقوم دولة الاحتلال التركي دائماً بقطعها واستخدام المياه كسلاح ضد مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية”.

وأردف: “مقاطعة الجزيرة هي المتضرر الأكبر حيث أن الكمية الممنوحة لا تكاد تكفي لإيصال أدنى عدد ساعات للمشتركين، حيث أن منشآت النفط والغاز أيضاً أصبحت تتغذى من كهرباء السدود”.

الرئيس المشترك لمكتب الطاقة في إقليم شمال وشرق سوريا؛ زياد رستم، تحدّث عن شكاوى الأهالي من الانقطاعات المتكررة للكهرباء بعد العدوان الأخير؛ بالقول: “بالنسبة للشكاوى من كافة المناطق موجودة لأنه بطبيعة الحال الكهرباء هي حاجة يومية وليست موسمية أو خلال فترة زمنية معينة وخاصةً مع فقدان وغلاء أسعار المحروقات يكون الاعتماد على الكهرباء في أعلى مستوى”.

وأضاف: “مقاطعات الرقة ودير الزور والطبقة والفرات ومنبج تحصل على حوالي 3 إلى 4 ساعات تغذية بأفضل الأحوال، ولكن الجزيرة أقل من ذلك بسبب المساحة الجغرافية وعدد المحطات الكثير. كما أنه لا يوجد سوى خط توتر وحيد يُغذي مقاطعة الجزيرة من السدود بعد احتلال محطة كهرباء مبروكة”.