قامشلو/ رشا علي ـ
أكد مستشار المؤسسة العامة لإكثار البذار في شمال وشرق سوريا، أن المؤسسة تعمل جاهدةً عاماً بعد آخر، في سبيل تحسين نوع البذار، منوهاً إلى الإنتاج الوافر لأراضي المؤسسة هذا العام من 110-120 ألف طن تقريباً من البذار الجيد من حيث النقاوة النوعية، والخالية من الأعشاب والأجناس الغريبة.
تعدّ مناطق شمال وشرق سوريا، التي تعتمد على الزراعة، السلة الغذائية لسوريا بأكملها، لأنها تشكّل مصدراً هاماً لإمداد المجتمع بالاحتياجات الغذائية من خيرات ما تُنتِج، والتي تؤثر بشكلٍ كبير على التقدم الاقتصادي للمنطقة كاملة.
وبهدف تأمين بذار نظيف، ذي نقاوة صنفية جيدة، وخالية من الآفات، لأصناف الحبوب بما فيها القمح والشعير، وبذور القطن، وتوزيعها على الفلاحين بما يحقق الاكتفاء الذاتي، والإسهام في دعم الاقتصاد المحلي، تقوم المؤسسة العامة لإكثار البذار عبر فروعها المتواجدة في مختلف مناطق شمال وشرق سوريا، بتنظيم عقود مع المزارعين في كل عام، الذين يمتلكون شروط التعاقد معهم، وأهمها اَبار زراعية، ومساحة فلاحة مطبقة عليها الدورة الزراعية، وخالية من الأعشاب الغريبة.
ولذلك تعد المؤسسة العامة لإكثار البذار، هي إحدى أهم المؤسسات الإنتاجية التابعة لهيئة الزراعة والري في شمال وشرق سوريا، ففي كل عام تهتم بدعم المزارعين بتقديم المستلزمات الزراعية (البذار، السّماد، المبيدات الحشرية) للمزارعين، في حين يخرج المهندسون الزراعيون في جولات تفقدية بين الحين والأخر، لفحص جودة المحاصيل.
فائدة الأمطار الأخيرة على أراضي المؤسسة
ولمعرفة أكثر عن وضع الأراضي الزراعية للمؤسسة هذا العام التقت صحيفتنا “روناهي” مستشار المؤسسة العامة لإكثار البذار في شمال وشرق سوريا “محمد معمي” وأشار في بداية حديثه إلى فائدة الأمطار، التي هطلت مؤخراً على المنطقة، أنها كانت جيدة، ولها فوائد على للأراضي المروية، وزاد نموها، وما يخص الصقيع، الذي ضرب المنطقة، فقد نوه معمي أن الصقيع له فائدة في نمو الجذور.
وزاد على ذلك: “بعد انتهاء موجة الصقيع، ورش الأراضي بالأسمدة وسقايتها، تنمو النباتات بشكل كبير وسريع عند حدوث الدفء، ونتوقع أن تنتج أراضي المؤسسة هذا العام من 110-120 ألف طن تقريباً من البذار الجيد من حيث النقاوة الصنفية، والخالية من الأعشاب والأجناس الغريبة، وتكون حسب المواصفات التي تقرُّها مؤسسة إكثار البذار، وهي مغربلة ومعقمة وجاهزة لتسليمها للمزارعين”.
وأضاف: “يبلغ عدد المتعاقدين من الفلاحين 5200 عقد هذا العام، وتم زراعتها بـ11270 ألف طن من البذار، وتقدر المساحة المزروعة بشكل عام في شمال وشرق سوريا 375 ألف دونم عقود، حيث تكون نسبة90% في إقليم الجزيرة والنسبة الباقية في إقليم الفرات، وتعتمد المؤسسة أكثر على مناطق إقليم الجزيرة، كونها مناطق الإنتاج الأكثر، فهي تقع على منطقة الاستقرار الأول، خط ديرك، فأرضها خصبة، ووجود الآبار، وهي مهيئة لزراعة القمح والقطن، وجزء من مناطق الاستقرار الثاني”.
وبخصوص الكشوفات، بين معمي، أن هناك 18 لجنة لأجل متابعة الأراضي المتعاقدة من تاريخ بدء الزراعة حتى الإنتاج، وفي مناطق الحسكة، والطبقة والرقة، وقامشلو، وديرك، وكوباني، ودير الزور، ومنبج.
الاعتماد على الثقل العالي ونسبة إنباته
وأوضح معمي عمل اللجان بالكشوفات: “الكشوفات تتم على عدة مراحل ففي الكشف الأول، تكون الغاية مطابقة موقع الحقل مع تخطيط الكروكي، والالتزام بمواعيد الزراعة والسقاية الأولى، ودعم الأرض بالسماد، أما الكشف الثاني فيتم التفتيش الحقلي لنقاوة الصنفية، وثم الكشف الثالث، وهو الأخير يتم بعد الحصاد تنظيف البذار وغربلته، وتقديم العينات للمؤسسة للقسم المخبري؛ لتتم دراستها مخبرياً، لأجل تحديد نوعية البذار، فيجب أن تكون من الأنواع القوية التي تسمى بالفحل (حبة القمح الفحلة)، والثقل النوعي العالي، لأن الاعتماد يكون على الثقل العالي، فإذا كان ذا نوعية متدنية، أي تحت معدل الـ (75) لا يُصلح أن يكون بذاراً، لأن إنباته ومقاومته ضعيفان”.
يعدّ القمح من المحاصيل الهامة والاستراتيجية، التي تعتمد عليها سوريا بشكلٍ عام؛ وشمال وشرق سوريا بشكلٍ خاص؛ لأنها تشكل العمود الفقري لاقتصاد المنطقة، وبهدف المحافظة على بذار القمح الجيد رفعت مؤسسة إكثار البذار سقف المكافأة من 20 إلى25 بالمائة عن كل كيلو إنتاج لأراضي العقود كافة.
ولفت مستشار المؤسسة خلال حديثه عن أسباب رفع سقف المكافأة لأراضي العقود: “تم القيام بهذه الخطوة حرصاً للحفاظ على بذار القمح لكافة الأصناف والمراحل المتعاقدة عليها، وتشجيعاً للمزارعين بغية تأمين البذار الجيد والمطابق للمواصفات، والمقاييس المطلوبة؛ لذلك اتخذنا قراراً برفع سقف المكافأة من 20 إلى 25بالمائة عن كل كيلو إنتاج لحقول الإكثار المقبولة مخبرياً، وفق قرار ومقاييس الشراء للمؤسسة”.
مؤسسة إكثار البذار تمتلك خطة انتاجية كفيلة بزيادة الإنتاج، فإنه في حال قيام المزارع بزراعة أرضه دون اللجوء إلى المؤسسة، فذلك سيؤدي إلى ضعف الإنتاج وإصابة المحصول بالأمراض والآفات، إن البذار في سوريا من النوع الهجين، وهذا النوع له مراحل عدة، تبدأ من مرحلة النواة إلى مرحلة المُحسَّن، وبعد ذلك يحصل انعزال وراثي، وتدهور صنفي وهذا يقلل من الإنتاج، لذلك يجب أن تتوفر النواة من مراكز البحوث العلمية، كما ويجب إكثارها لتصل إلى مرحلة المحسن، ومن بعد هذه المرحلة تؤخذ إلى المطحنة، لتصبح طحيناً، وشدد معمي على ذلك: “هدفنا الأساسي ضمن المؤسسة، إنتاج البذار وبمراحل متقدمة، لأن البذار بأنواعه أصبح هجيناً، وأصناف الهجين عمرها محدد، تعطي إنتاج وبعدها تصاب بالتدهور الصنفي ولم تنتج بالشكل المطلوب”.
مراكز غربلة القمح المُحسَّن
وأشار محمد معمي إلى المراكز، التي تعمل في غربلة البذار المحسن، المتواجدة في المناطق التالية: (الحسكة –الدرباسية – قامشلو – وديرك)، وجميعها تعمل حسب طلب الإدارة العامة للزراعة بالكميات اللازمة ليتم العمل على الغربلة والتعقيم.
نوعية الأصناف
وعن الأصناف التي تمت زراعتها هذا العام، حيث تكون معتمدة وخاصةً متأقلمة مع الظروف المناخية والبيئية وهي: (دوما واحد، واثنان، وأربعة، وستة) و(شام ثلاثة، وخمسة، وستة، وسبعة، وتسعة) و(بحوث سبعة، وتسعة، وعشرة، وأحد عشر) وتايغر و(أضنا بشكل تجريبي) ودجلة، وباران اثنان، وبالميرا، و(جزيرة اثنان، وأربعة) و(روج آفا واحد، واثنان، وثلاثة، وأربعة، وستة)، وسات 65، تقريباً 30 صنفاً من عقود القمح.
