مؤتمر ستار في عفرين مستمر بفضح جرائم الاحتلال التركي وتوعية المرأة..

روناهي/ الشهباء- رغم ظروف حالة التهجير القسري الذي يعاني منه أهالي عفرين، إلا أنهم لم يتركوا ما حققوه خلال ثورة روج آفا والشمال السوري في مهب الريح، بل أعادوا تنظيم مجتمعهم بكافة الفئات، بهدف تحرير عفرين وساهموا بشتى الطرق وكلاً حسب إمكانياته، وعمدوا إلى فضح جرائم الاحتلال التركي في مناطقهم، وأخذوا هذه المسؤولية على عاتقهم بالأخص المؤسسات المعنية بشؤون المرأة ومنها؛ “مؤتمر ستار”.

هدف مؤتمر ستار منذ اليوم الأول للتهجير القسري لأبناء عفرين إلى مقاطعة الشهباء، إلى المساهمة في إعادة تنظيم النساء، ومع مضي الوقت عاد التنظيم كما كان في عفرين، وحمل على عاتقه توثيق جرائم الاحتلال التركي بحق النساء وأهالي عفرين من جهة، وتوعية المجتمع وربطه بثقافة المقاومة والشعب الثوري بهدف تكريس جهوده في تحرير عفرين وباقي المناطق المحتلة من قبل المحتل التركي في عموم سوريا من جهة أخرى.

وخلال عام 2019المنصرم، نظم مؤتمر ستار في عفرين العديد من الفعاليات والنشاطات المنددة بسياسيات الاحتلال التركي، والمضي جنباً إلى جنب لبناء مجتمع سوي، ينادي بحرية المرأة، ونجحت عضوات مؤتمر ستار خلال العام المنصرم في حماية حياة 12 امرأة من القتل على يد ذويهم اللذين ما زالت تحكمهم العادات البالية. ولزيادة الوعي المجتمعي عمدت إدارة مؤتمر ستار إلى افتتاح أكاديمية الشهيدة تكوشين للتدريب، وتم تخريج ثلاث دورات من تلك الأكاديمية بعدد إجمالي 141 امرأة، وهدفت الدورات لرفع سوية المرأة وقدرتها على حل مشاكلها وقيادة المجتمع، إضافةً لذلك بدأ مؤتمر ستار بفتح دورات عامة في مناطق مختلفة بإقليم عفرين لتدريبات قصيرة المدى لعناصرها النسائية، واستهدفت تلك الدورات 1400 عضوة.

فعاليات مُثمِرة..

وتميز نشاط مؤتمر ستار لهذا العام بأنها كانت مميزة، إذ عمدت إدارة مؤتمر ستار على افتتاح دورات أخرى خاصة بالرجال، بهدف تقليص الفجوة بين الرجل والمرأة، حيث تمحورت كل الدروس والمحاضرات حول حرية المرأة ونظرة الرجل لهذه الحرية، إضافةً لمواضيع أخرى عامة، وشارك في تلك الدورات 141 رجل، وبعد انتهاء كل دورة كان هناك استبيان حول أهمية ونتائج الدورة، وكانت الاستبيانات جميعها مثمرة.

وفيما يخص مناهضة العنف ضد المرأة والتنديد بانتهاكات الاحتلال التركي في عفرين وشمال وشرق سوريا، خصصت مؤتمر ستار مجالاً واسعاً لهذا النشاط خلال هذا العام، ونظمت العديد من التظاهرات والاعتصامات والفعاليات المختلفة، في هذا الإطار، وأبرزها حملة مؤتمر ستار الممتدة من المرحلة الأولى لمقاومة العصر، والتي استمرت في مرحلتها الثانية وشملت نشاطات مختلفة للتنديد بالاحتلال التركي والفظائع التي ارتكبها من تغيير ديمغرافي ونهب وسلب، وقتل للنساء والأطفال.

نشاط في مختلف القطاعات

إضافةً للفعاليات العامة، تنشط عضوات مؤتمر ستار في مختلف القطاعات والمؤسسات الأخرى، من لجان الصلح إلى المحكمة والقطاع الإداري والصحي، وخلال عام 2019 فقد حلَ 156 مشكلة خاصة بالمرأة عبر لجانها الخاصة وبالنقاش مع طرفي المشكلة، إضافةً لـ860 مشكلة عامة شاركت عضوات مؤتمر ستار في حلها عن طريق التعاون مع باقي الجهات من لجان صلح عامة والنيابة العامة. ومن خلال عملها المستمر، نجح مؤتمر ستار في حماية حياة 12 امرأة من القتل، وتم ذلك عبر سلسلة من المتابعة والإقناع للأهل والعديد من هؤلاء النسوة الآن يعيشون حياة طبيعية في عائلتهم نتيجة التوعية وبيان الحقائق.

بجانب مشاركتها الفعالة في القطاعات المختلفة من إدارة وخدمية كالبلديات والإنتاجية كالنشاطات الزراعية. ساهمت المرأة في هذا العام المنصرم بشكل مباشر في تأمين رزق عائلتها، عبر العمل في القطاع الزراعي، وباقي الأعمال المتوفرة، ففي مخيمي سردام وبرخدان، شاركت النساء بفعالية في مجال الزراعة وتأمين مصدر رزق لعائلتها، في هذه الأوقات التي يندر فيها العمل المستمر لكل أفراد العائلة.

إلى جانب نشاطات مؤتمر ستار الخاص بعموم عفرين، تنشط حركة المرأة الحرة في الشهباء، للهدف ذاته، ويتمحور نشاط الاتحاد حول زيادة انخراط المرأة في الشهباء في النشاط النسائي العام، إذ افتتحت أكاديمية الشهيدة روجبين عرب مع بداية العام الماضي، بهدف زيادة التدريب، والتحق بها 57 امرأة وتعتبر هذه المرة الأولى التي يلتحق بها المرأة في الشهباء بدورات مغلقة، إضافةً لانضمام المرأة في الشهباء بدورات أخرى مفتوحة وبشكلٍ دوري، وتفعيل دورها في الحماية الجوهرية بالشهباء.

وساهم اتحاد المرأة الحرة في تفعيل دور المرأة في الشهباء بشكلٍ ملحوظ خلال عامي 2018-2019، وذلك نتيجة الواقع الاجتماعي المحافظ للأهالي في الشهباء، إذ تم كسر الحاجز الاجتماعي المحاط بالمرأة والقيود الاجتماعية على حق وحرية العمل والتعليم والمشاركة في الفعاليات العامة.

انتهاكات الاحتلال ضد المرأة

هذا وقد أفاد مؤتمر ستار ومنظمة حقوق الإنسان في وقت سابق عن حجم انتهاكات الاحتلال التركي ضد المرأة وبشكلٍ خاص في عفرين، وجاء في البيان الذي ألقاه ممثلين عن المنظمة ومؤتمر ستار قبل مدة وجيزة بهذا الصدد: “منذ أن قامت الدولة التركية المحتلة والمرتزقة المسلحة التابعة لها من الجيش الوطني السوري بشن عدوانها على مناطق شمال وشرق سوريا، ارتكبت أبشع الجرائم التي لم تستثن الشجر والحجر والبشر، ضاربين جميع القوانين والاتفاقيات والصكوك الدولية بعرض الحائط، دون اكتراث بالمبادئ الإنسانية والأخلاقية، وأكثر من دفع ثمن هذه الحرب هن النساء والأطفال من قتل وخطف وتعذيب وتهجير، وغيرها من الانتهاكات بحق النساء، حيث وصل عدد الضحايا من النساء في منطقة عفرين حوالي (1200) ضحية، وبلغ عدد القتلى منهن ما يقارب (40) والخطف (1000) والجرحى (100) والاغتصاب (60)، وفي حالة العنف الجنسي والاغتصاب والتعرض لكرامتهن لا تتجرأ الضحية عن الإفصاح لاعتبارات اجتماعية وخوفاً من أن يلحق العار بهنْ، مما يخلق شرخاً نفسياً واجتماعياً لدى النساء من جرّاء هذه الانتهاكات، والتي أدت إلى ظهور حالات انتحار بين النساء بلغ عددها أكثر من خمس حالات، علماً أن هذه الإحصائيات تقريبية ولا تمثل سوى 30 % من العدد الحقيقي الذي يحصل على أرض الواقع، ولم يكتفوا بذلك بل تعدوا على حرمة الشهيدات، حيث قاموا بالتمثيل بجثامين بعض الشهيدات مثلما فعلوا بجثمان السياسية (هفرين خلف) الأمين العام لحزب سوريا المستقبل، كما فعلوا سابقاً بالتمثيل بجثمان المقاتلة (بارين كوباني)”.