روناهي/ عين عيسى ـ يُعتبر مؤتمر ستار المظلة التنظيمية للمرأة ويسعى لتوعيتها وتدريبها وبعث روح الثقة في نفسها؛ للحصول على مجتمع مُتطوِّر ومتكامل تديره المرأة في كل ميادين الحياة إلى جانب الرجل. وعلى الرغم من حداثة عهده حرص المؤتمر على انتشال المرأة من قوقعة العادات والتقاليد البالية التي حاكتها شباك التخلف نتيجة الذهنيَّة الذكوريَّة المتسلطة، والتي استغلت البنيَّة الجسديَّة للمرأة والعاطفة التي تتمتع بها بشكلها الطبيعي.
وللحديث في السياق ذاته؛ والتعريف بمؤتمر ستار حديث العهد وتجربته في عين عيسى، كان لصحيفتنا لقاء مع الإدارية في المؤتمر بعين عيسى هند ابراهيم التي حدثتنا قائلة: “تأسس مؤتمر ستار في ناحية عين عيسى منذ ستة أشهر، ويهدف إلى تفعيل وتنظيم دور المرأة في المجتمع بشكل عام، وبالنسبة إلى تجربة مؤتمر ستار في ناحية عين عيسى هي التجربة الأولى من نوعها، ويسعى المؤتمر إلى كسر الذهنيَّة القديمة والعادات التقليديَّة البالية التي أرهقت المرأة وكبَّلتها، وهذه الذهنية أحد أهم الأسباب التي تُفسِّر عدم قُدرة مجتمعنا وشعبنا على التقدم في كل المجالات”.
وأضافت: “إعاقة دور المرأة يأتي من تكبيلها بالعادات والتقاليد الخاطئة، واختطاف دورها في المجتمع، وكبت الطاقة الهائلة الداخلية التي تمتلكها، وتستطيع من خلالها الدفع بعجلة تطور المجتمع إلى الأمام، بدأت عقليَّة الرجل تتغير في الآونة الأخيرة بعد إدراك هذه الحقيقة، من هنا يأتي دورنا كمؤتمر ستار لنقوم بتفعيل هذا الدور، وإعادة حقوق المرأة، ومن خلال جولتنا على أرياف عين عيسى وبلداتها الثلاث (أبو خرزة ـ علي باجلية ـ والهيشة)، كان هنالك تجاوب من النساء والرجال على حد سواء عند مواجهتهم بالحقائق والوقائع التي شرحناها لهم، واستطاعت الكثيرات منهنَّ كسر نيّر تلك العقليَّة والاندماج بدور ولجان المرأة في المجالس والقرى التابعة للناحيَّة”.
وفي لقاء مع العضوة في المؤتمر مزكين عثمان حدثتنا قائلة: “يعمل مُؤتمر ستار في عين عيسى على تأهيل وتدريب النساء، وتفعيل دورهنَّ في المُجتمع أكثر، من خلال الزيارات التثقيفيَّة والدورات التي يقوم بها، وإلى الآن قمنا بالعمل على ثلاث دورات في مجال الحاسوب ومحو الأميَّة، واستطعنا دمج العضوات اللاتي تخرجنَّ من تلك الدورات في أعمال تخدم المجتمع”.
بدورها العضوة في المؤتمر مريم الميسر قالت: “منذ تأسيس المؤتمر سعينا إلى كسر الذهنيّة المُتفشيّة في المُجتمع، ونشجع النساء على معرفة ذواتهنَّ”.
وأردفت مريم بالقول: “من خلال زيارتنا إلى بيوت النساء ومعرفة طبيعة وجوهر المشاكل التي تحدث وتغبن من خلالها المرأة، استطعنا أن نحل الكثير المشاكل من خلال (النقاش والحوار) مع أفراد المجتمع، بالتالي ندرك تماماً بأنَّ دور المؤتمر يهدف إلى تغيير ذهنيَّة المُجتمع بشكلٍ شامل، وهي ثورة بحدِ ذاتها؛ أن نستطيع تحقيق التَّقدُّم في هذا المجال، واستطعنا بشكل فعلي أن نغير الكثير من المفاهيم الخاطئة، وبالتالي توسيع الآفاق أمام “الرؤية المحدودة” على حدٍ سواء عند المجتمع والمرأة نفسها التي كانت تنظر من خلالها إلى ذاتها”.
