مؤتمر النساء القاعديات قضية واحدة…. جمعت نساء العالم

قامشلو/ دعاء يوسف –

أشارت النساء المشاركات في مؤتمر النساء القاعديات، إلى الدور الكبير، الذي لعبته المرأة الكردية في المؤتمر النسائي العالمي، المُقام في العاصمة التونسية، فأبرزت المشاركات من مختلف دول العالم القضية التي اجتمعن لأجلها، والمتمثلة في إطلاق صوت المرأة الحر، والرافض لصنوف القمع كلها، متخطيات بذلك حدود اختلاف اللون، واللغة، والجنسية، والانتماء.

أُسِّست حركة النساء القاعديات، من أجل بناء حركة نسائية عالمية على أساس المبادئ النضالية، وهي تعمل بشكل مستقل عن الأحزاب، وبطريقة ديمقراطية، وتمارس ثقافة الحوار الديمقراطي في النقاش، من أجل تعزيز الحركة النسائية العالمية بطريقة مستدامة.

اجتمعت النساء القاعديات من كل صنف، ولون، ولغة، في مؤتمرهن الثالث، فكان الدليل على قضاياهن الواحدة، وعليهن الاجتماع لحلها، مبينات حتمية، وضرورة التضامن النسوي، وأن يكون عنواناً لهذه المرحلة، وموضحات الظروف، التي تعيش في ظلها النساء.

وانتهى المؤتمر الثالث، الذي انطلق في الرابع من أيلول، في العاصمة تونس، إلى العاشر من الشهر نفسه، ويُعقد هذا المؤتمر كل خمس سنوات، وقد شارك في المؤتمر 450 امرأة، من أربعين دولة مختلفة، فأقيمت على هامش المؤتمر العديد من الأنشطة، والمناقشات حول وضع النساء، والصعوبات، التي تواجههن في جميع أنحاء العالم.

وعن أهمية عقد هذا المؤتمر ودور المرأة فيه، وخاصة المرأة الكردية، التقت صحيفتنا “روناهي” بنساء شاركن في المؤتمر، وقد بيّنّ الدور الحقيقي للمرأة في قيادة المجتمع، ومقارعتها لأنواع الخطوب كلها، والظلم المطبق على واقعها النبيل، فكان المؤتمر خير دليل على توحيد كلمة وموقف النساء والسعي في حلول مشاكل المرأة المختلفة.

اتحاد رأي وموقف النساء

وبينت لنا رئيسة جمعية حياة المرأة، “بشرى علي” أهمية هذا المؤتمر لنساء العالم عامة، ولاسيما الظروف، التي تحيط بالمرأة من حرب وظلم وتعسف: “هذا المؤتمر مهم جداً للنساء، ولاسيما للمرأة من الطبقة الكادحة، وقد دارت العديد من النقاشات، وفعالية القرارات، التي اتخذت في السنوات الماضية، وأيضاً اتخاذ قرارات جديدة لتعزيز نضال المرأة، ودحر العنف، والوعي ضدها”.

منوهة أنه من خلال هذا المؤتمر، سوف تتوحد الأصوات الصارخة بالظلم وبالأسى، لتخلق المساواة بين جميع نساء العالم: “في الاتحاد قوة، والنساء عموما في أنحاء العالم تواجه المعاناة بصمت، فعندما نجتمع، يسمع صدى صوتنا العالم؛ لنكون نقطة التغيير لأنفسنا، ونخلع الأصفاد التي تقيدنا”.

وشددت بشرى، على أن المؤتمر بيَّن حاجة النساء الشديدة لمثيلاتهن، ولفتت الانتباه، إلى أنه حان وقت الوقوف صفاً واحداً ضد السياسات النمطية المجتمعية، والسياسات الإمبريالية المضطهدة للنساء.

دور المرأة الكردية وثقافتها في المؤتمر

وتطرقت بشرى إلى المناقشات، التي جرت في المؤتمر، فقالت: “دار في المؤتمر العديد من النقاشات التفصيلية والموضوعات المختلفة، فدارت نقاشات حول أوضاع المرأة في أنحاء العالم، وحول ورش عمل نسائية، وقد تم إجراء مباحثات مفصلة، حول أوضاع العنف ضد المرأة في كل دولة، ووضع المرأة الإيزيدية والأفغانية، ونساء روج هلات كردستان، وأوضاع الاحتلال الإسرائيلي للشعب الفلسطيني، والألم والصعوبات، التي تعاني منها المرأة، ووضع المرأة العاملة”.

وأفادت بشرى، أن النقاشات تطرقت إلى وضع المرأة الإيزيدية، التي لا يزال مصيرها مجهولاً، وبذل الجهود لإنقاذ النساء المحتجزات من قبل داعش: “لقد تحدثت النساء المشاركات في المؤتمر عن وضع المرأة في بلادهن، ومن هذا المنطلق تم تحديد وضع المرأة في جميع البلدان”.

ولفتت بشرى الانتباه إلى دور المرأة الكردية في المؤتمر، حيث كانت أول النساء، التي تنطلق بثورة ضد الظلم المطبق عليها، فلا أحد ينكر قوة ثورة المرأة الكردية، فاختتمت بشرى حديثها بما قدمته المرأة الكردية في المؤتمر: “النساء الكرديات أظهرن ألوانهن، واختلافهن منذ اليوم الأول، وقد لعبن دورًا مهمًا للغاية، سواء في فعاليات المؤتمر، أو في المناقشات.

ولفتت النساء في المؤتمر الانتباه إلى نضال وتضحية المرأة الكردية، وأظهرن من خلال المداولات المرأة الكردية التي تمتلك القوة، والتي هي أساس للأمل والمستقبل، كما كان هناك ورشات عمل عن مقاومة ودفاع المرأة الكردية عن أرضها، وإنجازاتها، وثورتها في روج آفا”.

قرارات ونقاشات ستغير مصير النساء

وفي السياق ذاته، صرحت عضوة لجنة العلاقات، والاتفاقيات الديمقراطية في مؤتمر ستار “منال محمد ” أن مشاركة النساء من أربعين دولة، أوجدت قوة كبيرة لدى النساء: “مشاركة المرأة هذا العام، كانت أفضل من السنوات السابقة، وكان الشيء المثير للاهتمام في المؤتمر، هو أن نساء العديد من البلدان المختلفة، أخذن مكانهن، ولعبن دورهن بشكل جيد، فطرحن قضاياهن، ويشاركنها في المؤتمر”.

ولفتت منال الانتباه إلى اختلاف المؤتمر الثالث عن المؤتمرات السابقة: “لقد كان مؤتمر السنة مختلفاً عن المؤتمرات السابقة، فقد طُرحت قضايا المرأة بكل تمعن وقوة، ودارت نقاشات حاسمة، تهم حياة المرأة عامة في الحد من معاناتهن، كما كان للمرأة الكردية حضور فعال عن المؤتمر السابق”.

واختتمت عضوة لجنة العلاقات والاتفاقيات الديمقراطية في مؤتمر ستار “منال محمد” حديثها، بأن نتاج هذا المؤتمر سيعزز قوة المرأة في أنحاء العالم، وستكون الرد الأقوى على الاعتداءات، التي تطال النساء: “بتعاون ووحدة النساء، سنحقق أهدافنا، ونقوي نضالنا ضد العنف، والظلم الذي تتعرض له النساء”.

والجدير بالذكر، أنه في ختام مؤتمر النساء القاعديات، الذي احتضنته العاصمة تونس، تم إقرار الثالث من آب يوماً عالمياً للنضال ضد قتل النساء.