سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

لماذا نحن في السجن؟

أحمد ديبو_

في رواية صدرت عام 1973، بعنوان “القلعة الخامسة”، قدّم الشاعر العراقي فاضل العزاوي صورة عن سجن ما، يقع في منطقة ما، من بلاد ما، تُدعى العالم العربي.
 رواية السجن هذه لا تسمّي الأسماء بأسمائها، بل يذهب بطل الرواية إلى عالم شعري مصنوع من فتات الكلام، من أجل أن يعبّر عن واقع غرائبي، لا تفسير له. رجلٌ اُعتُقل عن طريق الخطأ، ثم تحوّل الخطأ حقيقة، وفي النهاية يكتشف أنّه تعوّد السجن، وأن الحياة خارج السجن ليست أفضل من داخله.
هذا هو المواطن العربي اليوم، إنه سجين داخل سجنين متقاطعين، لا يملك حقاً، ولا يُعترف له بوجود، ولا يُسمع صوته. رواية فاضل العزاوي هي من بين عشرات الروايات، التي جعلت من السجن محورها: عبد الرحمن منيف، جمال الغيطاني، حليم يوسف، صنع الله إبراهيم، نجيب محفوظ، نبيل سليمان، وإسماعيل فهد إسماعيل، وحيدر حيدر، وإبراهيم صموئيل…الخ، وبعض هؤلاء لجأ إلى الاستعارة، والبعض رأى في الكتابة وسيلة خلاص، والبعض اكتشف المدينة العربية في وصفها سجناً وإلى آخره، سوريا والعراق هما الجُبلة الأكثر سواداً في هذا العالم العربي المريض؛ لذلك كانت المسألة، ولم تزل بحاجة لفهم جديد ومختلف.
انكشف التضليل الذي كانت الدكتاتوريات تمارسه على شعوبها، وظهرت الحقيقة في عُريّها المثالي منذ ليل الخامس من حزيران عام 1967، ففي هذا التاريخ الحزيراني كانت الهزيمة نكراء وبأجراس ثقيلة، بحيث أنها وصلت إلى عموم الشعوب العربية دون عائق يذكر من قبل الآلة الإعلامية لتلك الأنظمة، وخاصة إعلام أحمد سعيد في صوت العرب.
 إلا أن الهزيمة كان يمكن تجاوزها، لولا أنها كشفت الغياب الأكبر في عالمنا العربي اليوم: إنه غياب المواطن العربي.
والسؤال هو لماذا بقي، ويبقى المواطن العربي في الغياب؟ كيف تحوّلت هذه الأنظمة العربية المختلفة في كل شيء إلا ما يشبه النظام الواحد في استبدادها لشعوبها. الجمهوريات تملكت، والملكيات ازدادت تملكاً، ولا أظن الجناس الرائع بين التملك والمماليك محض مصادفة تاريخية أيضاً.
الحقيقة أن هذه الأنظمة القروسطية لم تُبق من الهوية العربية سوى السجون، بحيث لم تعد فكرة المواطنة واردة في الخيال الجمعي، أو الفردي لأي مواطن عربي إطلاقاً، لقد حوّلت هذه الزمرة من الحكام “بلادها” إلى بلاد بلا مواطنين، وأوطانٍ بلا حقوق، هذه هي الحقيقة، التي اختبرها، وعاشها المواطن العربي، وغير العربي، ممن عاش، ويعيش في امتداد هذه الجغرافيا في دمشق وبغداد، أو في تونس ومراكش، في الجزائر وليبيا والخليج، حتى يبدو أن العربي الحر هو العربي المهاجر، أو العربي الميت.
والسؤال الذي كان يطرحه سرّاً كل مواطن عربي عاش، ويعيش تحت نير هذه الأنظمة الاستبدادية، لماذا نحن في السجن؟ فهذا السؤال هو الذي أشعل هذه النيران الكامنة، التي سمّيت بالربيع العربي.
 كان الربيع العربي، الفرصة الوحيدة لإسقاط دكتاتوريات عن طريق حراك شعبي مدني، كما حدث بداية في تونس، ومن ثم في مصر، منهية عصراً كان الاستيلاء فيه على السلطة، يتم من خلال الانقلابات العسكرية منذ حصول هذه الأقطار على استقلالها عن الاستعمار الغربي.
لقد كان المجتمع المدني القوي في تونس، والأنتلجنسيا الأصيلة والمتأصلة في مصر، كفيلتان بإنقاذ هاتين الدولتين، من موجات العنف، والعنف الإسلاموي المضاد، كالذي حصل في كل من سوريا، وليبيا، واليمن، وقبلهم في بغداد عقب سقوط نظام صدام حسين، فهذه الأنظمة القومجية كانت من العتو والجبروت، بحيث أنها استطاعت تجريف كل المقومات المدنية في مجتمعاتها، وكانت من اللؤم بحيث أنها استطاعت ملاحقة، ليس المعارضين وتصفيتهم سجناً، أو نفياً، أو قتلاً. بل لاحقت المجتمع برمته، فدمرت الطبقة الوسطى، بوصفها الحامل الشرعي، والحقيقي للمشروع الوطني، والثقافي، والديموقراطي في المجتمعات كلها.
والسؤال التالي الذي فرض، ويفرض نفسه على أي مراقب، يتمثّل في أن العنف، الذي كانت تمارسه الأنظمة الاستبدادية، كان الحجة التي حاججت، وتحاجج بها المعارضات في نضالها وثورتها على الاستبداد، ومن المفترض أنها كانت أول ضحاياه، إلا أننا وجدناها عند أوّل امتحان حقيقي وتاريخي لمصداقيتها، كيف أنها راحت تمارسه ضد الجميع بما فيهم أقرب المقربين إليها؟، وأنتجت عنفاً مضاداً تجاوز في بعض تفاصيله عنف الأنظمة المستبدة، التي ثارت عليها!
قد يكون الجواب على هكذا سؤال إشكالياً، طرحه جورج لوكاش في كتابه “تحطيم العقل” بجزأيه، لقد كان القول الأساسي لهذا الكتاب: هو أن المجتمع، الذي يعيش تحت نير استبداد طويل، سيؤدي ذلك إلى تحطيم العقل لدى أفراد هذا المجتمع، إلا قلة قليلة جداً، ستنجو جراء امتلاكها آليات دفاع، ومناعة ثقافية، عملت عليها بجهد واجتهاد، استطاعت بها أن تفكك آليات مسح دماغ، وخوف، وتضليل، وجهل، وتجهيل، وشحن للغرائز، وللعصبيات، وإذكاء لروح التطرف الديني…إلخ، عمدت، وتعمد إليها الأنظمة الدكتاتورية؛ كي تحافظ على سلطاتها.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle