لماذا بدأت “ليلى كوفن” مقاومة الأمعاء الخاوية؟

قامشلو/ ميديا غانم –

بعد إعلانها عن الإضراب عن الطعام؛ بدأ نحو 320 سجيناً في 60 سجناً بباكور كردستان وتركيا إضراباً مفتوحاً عن الطعام، احتجاجاً على الانتهاكات بحق المعتقلين بحسب تقرير لجنة حقوق الإنسان، لتصبح ليلى كوفن قائدة معركة وصفت بمعركة “الأمعاء الخاوية”.

ليلى كوفن؛ هي الرئيسة المشتركة لمؤتمر المجتمع الديمقراطي الكردي، والعضوة في البرلمان التركي عن حزب الشعوب الديمقراطية، اعتقلت بأحد سجون مدينة “آمد” وأعلنت الإضراب المفتوح عن الطعام في تشرين الثاني 2018 لأكثر من ثلاثة أشهر احتجاجاً على العزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان والانتهاكات بحق المعتقلين السياسيين بحجج واهية في السجون التركية مطالبةً بحريتهم.

السجن لأكثر من 22 عاماً

اعتقلت المناضلة ليلى كوفن لعدة أشهر بسبب المطالبة بحرية القائد عبد الله أوجلان وإيقاف الاعتقال التعسفي بحق السياسيين الكرد بباكور كردستان وتركيا، واستكمالاً للحملة الواسعة الهادفة إلى تقويض الحقوق الديمقراطية للناخبين والمسؤولين الكرد المنتخبين بباكور كردستان وتركيا ولكسر إرادة المرأة الحرة.

وأقدمت السلطات التركية مؤخراً على مداهمة منزل الرئيسة المشتركة لحزب الشعوب الديمقراطية والبرلمانية ليلى كوفن التي جُردت من مقعدها في البرلمان وحصانتها القانونية في تموز، بالسجن لأكثر من 22 عاماً, وقد اتهمت من قبل محكمة آمد بالانتماء إلى “جماعة إرهابية ونشر دعاية إرهابية”, والتي أصدرت مذكرة اعتقالها فوراً بعد جلسة استماع مؤخراً.

وقالت ليلى كوفن في حديث لوكالات عدة خلال العام الماضي بأن إبداء الرأي ممنوع للجميع في تركيا حالياً. وتابعت: “لقد وصلت انتهاكات حقوق الإنسان إلى أعلى المستويات”.

وأضافت: “السلطة القضائية والجيش والإعلام، كلها تدار بيد إنسان واحد. الآراء المختلفة بالتأكيد غير مقبولة”.

تركيا تمر بأيام سوداء ومظلمة

ووضحت ليلى كوفن حينها حول الوضع الداخلي التركي: “تمر تركيا في الوقت الراهن بأيام سوداء ومظلمة”. وزادت: “الجميع يأخذ في الحسبان وزن حزب الشعوب الديمقراطي، لكن حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية يريدان استبعاد المعارضة الكردية من السياسة”.

لافتةً إلى أن هذه القوى تريد حبس حزب الشعوب الديمقراطي، “لكن هذا غير ممكن. الجميع يعلم أن حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية يقتربان من نهايتهما”.

وحزب الشعوب الديمقراطي، هو ثالث أكبر الأحزاب تمثيلاً في البرلمان التركي، وأيد الحزب، في انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول التي جرت في آذار 2019، مرشح المعارضة الذي فاز بفارق ضئيل على مرشح حزب العدالة والتنمية.

واعتبرت المعارضة الكردية، ليلى كوفن، أن حزبها هو الأكثر قوة بين الأحزاب المعارضة: “لدينا مطالب كبيرة لإخراج بلدنا من هذه الأزمة”.

“المعارضة الكردية أملاً لشعب تركيا كله”

وأضافت: “أصبحت المعارضة الكردية أملاً لشعب تركيا كله. انتخبت جميع الأحزاب لحكم البلاد وهناك حزب واحد لم ينتخب، (….)، يجب على الشعب التركي أن يرى الحقيقة ويعطي الإجابة الصحيحة، الظلام أم النور، الأسود أم الأبيض”.

ولفتت ليلى كوفن، في حديثها حول جهود محاولة اقتراب الحزب من المجتمع أكثر، إلى أنه “يجب على حزب الشعوب الديمقراطي أن يتواجد ضمن المجتمع، حتى يتم منع أردوغان من خداع المجتمع، ويجب بذل الجهود  للتنوير”.

ونوهت: “برزت قوة حزب الشعوب الديمقراطي في انتخابات البلديات. ضمن الحملة الانتخابية، خسر حزب العدالة والتنمية الكثير من البلديات”. مشددةً على العمل: “أولئك الذين يريدون أن يكونوا أصدقاء لنا، سيأتون ويناضلون معنا”.

مشيرةً إلى أن هناك ضغوطاً وهجمات قوية على حزب الشعوب الديمقراطي. كل يوم يتم تطوير الألاعيب.

وذكرت: “نحن اليوم نتحدث عن إسقاط سلطة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، لأنه لا يوجد مجال لممارسة الحياة السياسية في تركيا، أبوابنا مفتوحة لجميع الأحزاب المعارضة من أجل دمقرطة واستقرار وأمان تركيا”.

وحول تزايد التوغل التركي في الأراضي السورية منذ عام 2016 والمستمر حتى الآن، قالت بأن أردوغان يحتل جميع البلدان المجاورة ووضعها تحت سيطرته.

وبالرغم من هذا الحكم الجائر بحق المناضلة ليلى كوفن نجد صمتاً عالمياً مخزياً أمام هذه المقاومة البطولية التي تقودها، والذي بدوره يزيد من القمع التركي وسياسات العزلة المتّبعة في تركيا، حيث أن حالة العزلة المفروضة اليوم على القائد عبد الله أوجلان والاعتقال التعسفي للنشطاء والسياسيين الكرد تؤكد بأن النظام التركي يسعى لزرع الخوف والرعب وترهيب الشعب الكردي وخنق كل الأصوات المنادية بالحرية والديمقراطية وخاصةً صوت المرأة الثورية الحرة.