قامشلو/ علي خضير –
أوضح الرئيس المشترك لحزب الخضر الدّيمقراطي، لقمان أحمي، أنَّ ما تقوم به تركيا من سياسة مجحفة بحق مناطق شمال وشرق سوريا، في القصف العشوائي، وتدمير البنى التّحتية، والمنشآت الخدمية للمنطقة، ما هو إلا دليل على سعيها لضرب الاستقرار والأمن في المنطقة، وأكّد، أنّ تركيا تسعى دائماً لإعادة أمجاد الدولة العثمانية البائدة، لبسط نفوذها على المنطقة والشرق الأوسط.
صعَّدت تركيا هجماتها الهمجية على مناطق شمال وشرق سوريا، واستهدفت منشآت الكهرباء والغاز والنفط، ساعيةً من ذلك خلق حالة توتر، وحالة حرب في المنطقة، هذا العدوان كله يقوم لفشلها في تحقيق مشروعها التوسعي والاحتلالي.
المحتل التركي هدفه الإبادة
وفي السياق ذاته، تحدث الرئيس المشترك لحزب الخضر الديمقراطي، لقمان أحمي، لصحيفتنا: “الهجمات التركية على المنطقة ليست الأولى، ولا نعتقد أنها ستكون الأخيرة، مع استمرار ذهنية النظام التركي في إبادة الشعوب، وتهجيرهم من بيوتهم، وإسكان أناس آخرين فيها، واحتلال مناطقنا وإلحاقها بتركيا”.
وتابع: إنَّ “هذه الهجمات جاءت تبعة لاجتماعات أستانا، وخاصةً الاجتماع الأخير، الذي كان أحد بنوده الرئيسية معاداة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، فكان هناك مخطط آخر لتنفيذ مشروع لهذا الغرض في دير الزور، عن طريق أدوات وعملاء هذه الجهات، وعندما لم ينجح ذلك المخطط، تدخلت تركيا بنفسها لتحقيقه في المنطقة”.
وأوضح أحمي: “الهجوم على المناطق المدنية، والبنى التحتية ومحطات الكهرباء، والنفط، والغاز، في المنطقة، التي تحسّنت، ما هو إلا دليل على أنَّ تركيا والدول المتعاونة معها لا تريد الاستقرار لهذه المنطقة، وتريد أن تهجّر ما تبقى من مواطني مناطق شمال وشرق سوريا عن أرضهم، والدليل قصف تركيا مخيم واشو كاني، فكأنهم يقولون للمهجرين: وجودكم بالقرب من أرضكم، لا يرضينا، وعليكم الرحيل إلى أماكن بعيدة، حتى نستطيع احتلال هذه المنطقة، وإحداث التغيير الديمغرافي وضم مناطقكم إلى تركيا”.
واستكمل: “فالمخطط التركي أصبح واضحاً لدى الجميع، وتبينت أهدافه وغاياته، ومساعيه، ويجب ألا يخدع أحدٌ نفسه أن تركيا دولة تحرير، إنما هي دولة احتلال واستعمار، وهذا ما صرَّح به (بن علي يلدرم) على جسر إسطنبول عام 2016م، عندما قال: “أينما وقعت سنابك العثمانيين، فهي أرضنا وسوف نستعيدها”، إذاً هناك مشروع تركي استراتيجي للسيطرة على المناطق، التي كانت تخضع للحكم العثماني قديماً، فالهدف الأساسي لهم، هو إعادة السيطرة على الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا”.
معاداة الشعوب والمشاريع الديمقراطية
وأكَّد أحمي” إنَّ “ما يجري الآن في شمال غرب سوريا من إلحاق (إدلب، وعفرين المحتلة، وسري كانيه، وكري سبي/ تل أبيض) بالولايات التركية، وتداول العملة التركية في هذه المناطق، وتغيير أسماء المدن والقرى فيها، دليل دامغ على مثل هذا المخطط الاستعماري”.
وأشار: “تكاتف شعبنا في شمال وشرق سوريا، والتفافهم حول القوات العسكرية، وقيامهم بتظاهرات منددة بهذا الهجوم، بالرغم من تحليق الطائرات المسيرة فوق سماء المناطق والمدن، دليل على أنَّ هذه الشعوب ملتزمة بالدفاع عن مناطقها، وعن مشروعها الديمقراطي، هذا المشروع الذي حقق لهم العدالة المجتمعية بين الشعوب، التي من الممكن أن تعمم في أنحاء سوريا قاطبة”.
وناشد أحمي، في نهاية حديثه، القوى السياسية والمجتمعية، بعدم الانجرار خلف الخدعة التركية، التي تطمح لاحتلال واستعمار المناطق المتاخمة لها، والرامية إلى التغيير الديمغرافي في المنطقة: “نطالب القوى سواءً العربية، أو الكردية، أو غيرها، ألا تنخدع بالكلام والمشروع التركي، لأن مشروعهم واضح بالاحتلال وإبادة الشعوب في المنطقة، سواءً في باشور كردستان، أو في شمال وشرق وغرب سوريا، فتاريخ النظام التركي منذ مائة عام، يدل على سياسته، التي يتبعها الآن، إنَّ التركي يعادي أي شعب موجود على أرضه التاريخية”.
ويُذكر أنَّ حزب الخضر الديمقراطي، كان من ضمن الأحزاب الثلاثة والثلاثين، التي نظمت مؤتمراً صحفياً، ألقت فيه بياناً مندداً بالهجمات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا، يوم الجمعة الفائت 6/10/2023.
