سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

لجوء المرأة للموت.. انتحار للمجتمع

كوباني/ سلافا أحمد ـ

أكدت عضوة منسقية مؤتمر ستار في مقاطعة كوباني شفين قول آغاسي إن الحد من ظاهرة الانتحار يكمن في حملات التوعية من خلال البدء بدورات تدريبية فكرية.
شهدت مدينة كوباني في الآونة الأخيرة انتشاراً لظاهرة الانتحار بكثرة، وآخرها إقدام امرأة بالغة من العمر 27 عاماً من قرى مدينة كوباني، على الانتحار شنقاً.
وفي الآونة الأخيرة ازدادت حالات الانتحار بكثرة، التي بلغ عددها في العام المنصرم عشر حالات، منها حالة واحدة لرجل والباقي نساء، و 14 حالة محاولة للانتحار جميعها نساء، وحالتان قتل لامرأتين في كوباني، إضافة إلى 45 حالة لنسوة تعرضن للتعذيب والعنف الجسدي.
أما في هذا العام فظهرت حالة واحدة وهي امرأة بالغة من العمر 27 عاماً من القرى المجاورة لمدينة كوباني، ومحاولتان لانتحار شاب وشابة، إضافة إلى تثبيت تسع حالات تعرضت للعنف والتعذيب الجسدي، بحسب ما صرحت به منسقية مؤتمر ستار في إقليم الفرات.
أسباب واهية
 وتعود أغلب أسباب حالات الانتحار إلى زواج القاصرات، الخيانة الزوجية، الوضع الاقتصادي والبطالة، الزواج دون رضا الزوج أو الزوجة، المشاكل الزوجية التي تستنتج منها العنف البدني والمعنوي، والخلافات العائلية، إضافة إلى ضغوطات نفسية واجتماعية، مما يؤدي الشعور بالتنمر والإهانة، لذا الحل الوحيد الذي يجول ببال المنتحر هو الانتحار فقط، ويأتي ذلك نتيجة قلة الوعي بين المجتمع، والفئة الشابة، التي دائماً تكون ضحية لعادات وتقاليد البالية للمجتمع، التي تحاصرها في قوقعة إن من المعيب والمخزي مخالفة تلك العادات والخروج أمامها. وجميع هذه الأسباب واهية، وغير مبررة لقيام المرأة بقتل نفسها.
 مناهضة وتوعية
وتتراوح الفئة العمرية للمنتحرين ما بين الـ 16 – 35 عاماً، أغلبيتها من النسوة المتزوجات والأمهات أيضاً، وبحسب التصاريح المتفادية من عوائل المنتحرين إن أسباب الانتحار تعود لخلافات ونزاعات عائلية أدت إلى العنف الجسدي والمعنوي.
وتعود غالبية الخلافات بتقييد الفتيات على الزواج حسب القيم والبنود المجتمعية، لذا إذ عانت من مشاكل وخلافات قاسية والعنف في حياتها الأسرية، من المعيب المطالبة بحقوقها وتكتفي بالتحمل والصبر من أجل عدم إلحاق العار لعائلتها بحسب عادات وتقاليد المجتمع، لذا ترى الحل الأمثل للتخلص من معاناتها هو التخلص من حياتها والتوجه إلى الانتحار.
بالرغم من إن مشروع الأمة الديمقراطية يمنح المرأة كافة حقوقها التي سلبتها الذهنية الذكورية السلطوية منها على مر العصور، وتسعى جاهدة لتحرير كافة النسوة من قوقعة الذهنية السلطوية التي حاصرتها تحت القضبان، إلا أن ذهنية المجتمع لا تزال ترى في المرأة من أن وظيفتها الوحيدة في الحياة خدمة زوجها وإنجاب الأطفال له وتربيتهم فقط.
تحفظ حقوق المرأة
وضمن مشروع الأمة الديمقراطية والمتمثل بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مؤسسات تحمي حقوق المرأة وتفعل دورها الريادي في المجتمع، وأبوابها مفتوحة لجميع النسوة لتقديم شكاويهن وإيجاد حلول لمشاكلهن والمطالبة بحقوقهن المسلوبة عن طريق بنود منسقية مؤتمر ستار التي تحتوي بداخلها لـ 108 بنداً تُحفظ جميع حقوق المرأة فيها. وتلجأ الكثير من نساء شمال وشرق سوريا إلى المنسقية، إلا أن بعض النسوة من خلال تمسكهن بعادات وتقاليد المجتمع البالية يمتنعن من طلب المساعدة من تلك الجهات للمطالبة بحقوقهن.
العادات والتقاليد البالية
وفي هذا السياق، قالت عضوة منسقية مؤتمر ستار في مقاطعة كوباني شفين قول آغاسي: “إن الدافع الأساسي الذي يدفع المرأة للانتحار هو عادات وتقاليد المجتمع البالية التي تحمّل المرأة جميع أخطاء الرجل وتنظر لها كشيء معيب”.
وأشارت شيفين إلى أن الذهنية الذكورية السلطوية تحاصر المرأة في إطار عادات المجتمع لِتُبقي المرأة مقيدة ومكللة لتكون خاضعة دوماً لسلطتهم.
ونوهت شفين في حديثها إلى إن معظم حالات الانتحار التي شهدتها المدينة كان غالبيتها من النسوة المتزوجات، وجميعها كانت بسبب خلافات ونزعات أسرية أدت إلى العنف المعنوي والجسدي ودفعت المرأة للانتحار.
وترى عضوة منسقية مؤتمر ستار في مقاطعة كوباني شفين قول آغاسي إن الحد من هذه الظاهرة يكمن في حملات التوعوية بين المجتمع من خلال بدء دورات تدريبية فكرية، إضافة إلى حملات توعية للمجتمع.