مطالبات مستمرة من قِبل أمهات الشبان المُحتجزين في العراق للإفراج عنهم

روناهي/ الرقة – طالبت نساء الرقة الحكومة العراقية بالإفراج عن أبنائهن الذين عبروا الحدود العراقية السوريّة بحثاً عن عمل يسدون به رمق ذويهم.

كما جرت العادة يغادر بعض شباب الرقة مدينتهم سعياً لإيجاد عمل في الدول المجاورة صيفاً ليعودوا في الشتاء بمالٍ يوفرون من خلاله لعوائلهم المأكل والمأوى ومن هؤلاء الشباب واحد وثلاثين شخصاً تتراوح أعمارهم ما بين السابعة عشرة والخامسة والثلاثين.

غادروا مدينتهم قاصدين الحدود العراقية السورية علَّهم يلجؤون إلى الأراضي العراقية لإيجاد أعمال تعود عليهم بالمال اللازم لعلاج أمهاتهم وإطعام أبنائهم إلَّا أنه تم القبض عليه في الثالث عشر من شهر آب للعام المنصرم بتهمة الدخول غير الشرعي إلى العراق وحُكِم عليهم بالسجن لمدة مائة يوم، وبعد انتهاء فترة الحكم أرسلت الحكومة العراقية ست كتب رسمية للسفارة السوريّة في العراق إلَّا أنَّ الأخيرة لم تستجب لأي منها.

وفي الصدد تقول فاطمة العبد الله والدة الشاب موسى عبود الموسى: “ذهب ابني للبحث عن عمل كما يفعل جميع الشباب إلَّا أنه اُحتجز من قبل الجيش العراقي وهو سجين لديهم منذ شهر آب من عام 2020م تصلنا منه رسائل يطمئننا من خلالها على صحته وسلامته ويطلب منا التصرف لفك أسره، إلَّا أنَّه لا حول لنا ولا قوة فلم يبقَ باب إلَّا وطرقناه لكن دون جدوى”.

وتضيف فاطمة مناشدةً الجيش العراقي: “ابني يعاني من ترسبات في الكلية اليمنى فأرجو من القائمين على السجن الذي يقبع فيه ولدي موسى أن يقدموا له العلاج كي لا تتفاقم الأزمة التي حلت بنا، كما أنه قد خرج ليعمل بغية تأمين تكاليف العمل الجراحي الذي سأخضع له، فأنا بدوري أعاني من آلامٍ في الظهر والفقرات لذا أرجو منكم إخواننا في الجيش العراقي أن تعيدوه إلي فلا معيل لي سواه”.

مناشدة

واختتمت حديثها بمناشدةٍ الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا قائلة: “نرجو من العاملين في الإدارة الذاتية أن يتدخلوا لإخراج أبنائنا من السجن والتواصل مع الجيش العراقي لتأمين إطلاق سراحهم بأقرب وقت، فنحن لا نعوّل على الحكومة السورية بهذا الشأن فهو من اختصاص أبناء المنطقة وشيوخ عشائر الرقة، فلا تَكِلونا لمن لا يملك الحل والحل بأيديكم”.

مجهولون يُطالبون الأهالي بفدية مالية

كما أنَّ بعضاً من ذوي الشباب المعتقلين تعرضوا لمحاولات ابتزاز إلكترونية بغرض سرقة أموالهم والتلاعب بمشاعرهم تجاه أولادهم، هذا ما أكدته وضحة الخلف والدة الشاب عبد الكريم إبراهيم المحمود فتقول: “تأتينا رسائل عبر الواتس آب من أرقام عراقية مجهولة يدعون بأنهم الجهة التي تحتجز ابني عبد الكريم وهو من مواليد عام 2004م إلَّا أنَّنا نعلم بأنهم متلاعبون ولا يمثلون الجيش العراقي، بل ساقتهم أطماعهم للتلاعب بعواطفنا كأمهات، وتنص الرسائل التي تأتينا على أنَّه ينبغي دفع مبلغ قدره ثلاثمائة دولار أمريكي لكل شخص محتجز كي يفرجوا عنهم، وإلَّا سيبقون مغيبين ونطالب الجيش العراقي أن يحاسب هؤلاء على أفعالهم الدنيئة، كما نطلب من الحكومة العراقية عدم تسليم أبنائنا للسفارة السورية، بل نريدهم أن يعودوا إلينا عن طريق معابر الإدارة الذاتية كي نضمن سلامتهم فهي المناطق الأكثر أمناً في سوريا”.

وتجدر الإشارة إلى أنَّ الأهالي لم يتلقوا أي اتصال هاتفي أو مكالمة مرئية بل كانت تُصور لهم رسائل بخط اليد مكتوبة من قبل المعتقلين مصورة عبر الهاتف الذكي وترسل إليهم عبر شبكة التواصل الاجتماعي “الواتس آب”.