لجنة الكادحين في قامشلو … جهود ملموسة لحماية حقوق العمال والكادحين

تقرير/ ميديا غانم –

---

روناهي/ قامشلو- بعد ثورة روج آفا والشمال السوري وما حققته على كافة الأصعدة، وللحفاظ على حقوق العمال في روج آفا والشمال السوري؛ تم افتتاح لجان في جميع مناطق شمال سوريا تحفظ للعامل كافة حقوقه وكرامته، ومنها “لجنة الكادحين في قامشلو”.

لأن العمال هم نواة بناء مجتمع متكافئ وسليم، وبكدهم وعرق جبينهم تُشيّد البلدان وتبنى الأوطان، فيجب تكريس كافة الجهود لمنحهم حقوقهم وحمايتها، لذا كان من أهم ثمار ثورة روج آفا والشمال السوري، تشكيل لجان خاصة بالكادحين في كافة مناطق الشمال السوري يضمنون فيها حقوقهم، ومنها لجنة الكادحين في قامشلو.

الفئات التي تُشرِف عليها لجنة الكادحين

ويذكر بأن هذه اللجنة تشرف على ثلاث فئات من العمال وهم:

1- العمال الذين يعملون في كل المعامل والمشاغل والأراضي الزراعية والهيئات والبلديات.

2- سائقي السيارات.

3- المهندسين.

4- ومؤخراً اتحاد الرياضيين.

وأيضاً أخذت المرأة دورها في هذه اللجان كمسؤولة عن العاملات والإشراف عليهن وتنظيمهن وإعطاء دورات توعية وتدريب لهن، لخلق امرأة مكافحة وقادرة على الاعتماد على نفسها وتعرف حقوقها وواجباتها.

ولنتعرف عن قرب على عمل اللجنة وما تقدمه للعمال والكادحين، واللجان التابعة لها، وآلية سير عملهم، التقينا مع الرئيسة المشتركة للجنة الكادحين بقامشلو ليلى معو، والتي حدثتنا بالقول: “نعمل على حشد كافة طاقاتنا لنخدم الكادحين من عمال وسائقين ومهندسين، والمرأة العاملة بشكلٍ خاص، سواءً كانت عاملة أو ممرضة أو مهما كان عملها، وكل من يعمل ضمن المجتمع، حيث قمنا باحتضانهم، لحماية حقوقهم، بالتنسيق مع عدة هيئات ومؤسسات، وبشكلٍ خاص ننسق مع حركة المجتمع الديمقراطي (تف دم)”.

وأشارت ليلى بأنه في أيار المقبل سيمر عامان على تأسيس هذه اللجنة، وكان من أهم ما قمنا به ضمن اللجنة  بمرور عاميين هو؛ تنظيم عملنا من كافة النواحي، بالتنسيق مع البلديات، والهيئات، وكافة المؤسسات لتوفير العمل للعمال والكادحين ضمن مختلف المجالات، ونوهت ليلى بأنه أصبح يتبع للجنة كل من اتحاد الأفران، واتحاد المتعهدين، بغية توفير الكثير من فرص العمل وأيضاً لخدمة المجتمع.

نعمل على تدريب العمال للمطالبة بحقوقهم

وبينت ليلى بالقول: “نعمل على التنسيق مع كافة العمال في كافة مجالات العمل، وعقد اجتماعات دورية لهم وتوعيتهم وتدريبهم على المطالبة بحقوقهم، وكذلك التعرف على الصعوبات والمعوقات التي يواجهونها، حيث قمنا قبل فترة وجيزة بعقد اجتماع للعاملين للتعرف على أوضاعهم عن قرب، ونعمل على أخذ حقهم إذا كانوا قد تعرضوا للظلم”، ولفتت ليلى بأن الكثير من العمال يتوجهون إلى اللجنة عن طريق كومين الحي الذي يوجههم إليهم، ليتعرفوا على مشكلتهم وحل قضيتهم، وبدوره يتم تسجيل أسمائهم ضمن اللجنة والعمل على البت في قضاياهم وحلها.

ونوهت ليلى بأنهم يقدمون الكثير من الرعاية الصحية للعمال بقدر الإمكانات المتوفرة، وأضافت بالقول: “نواجه صعوبة في ذلك، بسبب عدم تعاون الكثير من الأطباء معنا، لذا خططنا في المستقبل القريب وحين توفر الإمكانات بأنشاء مركز صحي للعاملين، وذلك لحمل عبء المصاريف الصحية عن العمال والكادحين، ويبلغ عدد العمال المنتسبين للجنة حوالي 2650 عامل/ ـة، وأكثر من أربعة آلاف سائق”.

استردنَ بعض حقوق المرأة

أما بالنسبة للمرأة، لفتت ليلى بالقول: “نعمل على توفير العمل للمرأة ضمن قدرتها على العمل، حيث ننسق مع بعض المنظمات لتأمين العمل لها قدر الإمكانات المتوفرة، حيث ننسق مع منظمة شار لبدء مشروع في الشهر الثاني من العام القادم لتوفير فرص عمل لأكبر عدد ممكن من النساء، وكذلك تأمين الرعاية الصحية لهن بحسب الدفتر الصحي الذي نقدمه لهن، وكذلك ضرورة المساواة بين الرجل والمرأة في الرواتب وساعات العمل، وتأمين حقها وحمايتها”.

وتابعت ليلى بأنهم حددوا للمرضات ساعات العمل والأجرة التي يتقاضونها، لأن حقهن كان مغبون بشكلٍ كبير، حيث كن يعملن لوقتٍ طويل وبأجر زهيد؛ وأضافت ليلى بأنه تم تحديد الأجور حسب ساعات العمل وقالت: “نتمنى التنسيق والتعاون من كافة الهيئات التي تعنى بشؤون المرأة مثل؛ مؤتمر ستار بالتعاون معنا، لتأمين العمل للمرأة كي تؤمن لقمة عيشها، وتثبت نفسها ضمن المجتمع”.

وبينت ليلى بأنهم وضعوا عدة قوانين تمنع من إهانة كرامة المرأة؛ ومنها عدم ركوب المرأة في خلفية السيارات المكشوفة، وعدم وضع الكثير من النساء في سيارة واحدة، وعمم هذا القرار على المرور، وذلك لحفظ كرامة المرأة، ولكن الكثيرون لا يلتزمون بالقرار فطالبت عبر صحيفتنا من الترافيك التركيز على هكذا حالات واتخاذ الإجراءات المطلوبة بحقهم.

وذكرت بأنهم يقومون بالعديد من الاجتماعات؛ لتعريف المرأة بحقها وتدريبها، وكيفية دفاعها عن حريتها ومساواتها مع الرجل، لأن المرأة التي لا تعرف نفسها ولا تثق بقدرتها لن تقدر على المطالبة بحريتها وحقوقها.

نسعى للقضاء على ظاهرة عمالة الأطفال

وبالنسبة لعمالة الأطفال أكدت ليلى بالقول: “نعمل بالتنسيق مع عدة هيئات ومؤسسات للعودة ببدء المشروع الذي قمنا به للحد من عمالة الأطفال، وذلك بنشر العديد من الملصقات وعقد اجتماعات، للتنسيق والعمل للبدء بشكلٍ جدي للقضاء على هذه الظاهرة الشنيعة، وكذلك زرنا العديد من العوائل.

وسنفعل اللجنة التي توقفت بسبب الظروف التي مرّت على مناطقنا بشكلٍ عام، وعلى عفرين بشكلٍ خاص؛ لذا ندرس الموضوع من كافة جوانبه، ونعمل على تأمين مركز خاص لتعليمهم ضمنها المهن التي يرغبون بتعليمها، وتقديم راتب لهم لإعالة عوائلهم، وذلك حسب الظرف العائلي لكل طفل، وسنعود لتفعيل اللجنة والقضاء على هذه الظاهرة نهائياً في القريب”.

واختتمت قائلةً: “من المخططات التي نقوم بالعمل عليها حالياً مشروع الكوافير النسائي، والذي من خلاله نسعى لتدريب المرأة وتوعيتها أينما وجِدت، وتوعيتها عبر الاجتماعات والتدريب، والتركيز على إن الاهتمام بالتحرر الفكري أهم بكثير من الاهتمام بالشكل الخارجي، ونتطلع دوماً إلى تقديم الأفضل لمجتمعنا”.