سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

لبناء فرد ومجتمع صحي

فيدان محمد_

عندما أتحدث مع طفل يثيرُ في نفسي شعورين: الحنان لما هو عليه، والاحترام لما سوف يكونه، (لويس باستور).
“عامل الطفل دائماً على أنه شغوف بالقراءة ومُحِب للكتاب، وسوف يكون كذلك”، (عبد الكريم بكار).
يملكُ الأطفال قلوباً بريئة وأحاسيس مرهفة، تدفعك أحاديثهم إلى قضاء وقتٍ ممتع معهم، فالتعاملُ معهم مُحبب، هم زينة الحياة، إنهم يعطونها رونقاً آخر للوالدين، يعيشون اللحظة بلحظتها، لا تأخذهم تعقيداتُ ومتاهات التفكير.
عقلَ الطفل عبارة عن فوضى كبيرة، لكنه يأتي إلى هذا العالم مزوداً بالقدرة على التفكير والاستنتاج المنطقي لاحقاً، سيتعرف على العالم وعلى نفسه، في هذه المرحلة سيكتفي بالعيش في عالم الحواس الحالي، يتجاوبُ مع سلسلةٍ من المنبهات مع أنها لا تحملُ أي معنى بالنسبةِ إليه.
في هذه المرحلة يثير انتباه الطفل حركة الضوء والظل، لأنّ نمو بصره لم يكتمل بعد، لكنه منذ ولادته يحدّقُ دائماً في وجه أول شخص تراه عيناه، فالطبيعة أعدته منذ الولادة للانتباه إلى الوجوه، وكأنها تقول له:
انتبهْ جيداً، فما تراه الآن سيلعب دوراً بالغَ الأهمية في قدرتك على البقاء في المستقبل.
مع نمو الطفل يتطور نمو المراكز العصبية العليا في دماغ الطفل، التي تتفاعل بشكلٍ كبير مع المنبهات النظرية والتي تستلم زمام الأمور في هذه المرحلة، هذه القدرات الاستثنائية تلعبُ الدور الأول في تمييز البشر عن باقي الكائنات الحيّة.
صرخة الطفل كانفعال الموسيقي، يصرخُ ويصب جمَّ أحاسيسه في مقطوعة موسيقية، تبين كم من الذي يكون في القلب غير الذي يظهر على الوجه، بمعنى كم أنه عالم الكبار مبني على النفاق والخوف، بالتوازي مع عالم الأطفال المبني على العفوية، لدرجة تجاهل حقيقة يومية بسيطة، فهو يستطيع أنْ يشير بإصبعه إلى السلبي ويعلن عنه دون مجاملة.
 إنه يرى الحياة على حقيقتها بفطرتها دون تلوين بالمطامع ودون تبريرات، ففي أعماق ِكل طفل هناك صدق لا يحتمل ما تعوّد الكبار على احتماله، يبكي حين يتألم، ويصرخ حين يجوع، يغضب حين يُهان، يجن حين يُجبر على حياة الذل ويهان من قبل أي شخص كان.
تُعتبر أهمَّ مرحلةٍ في حياة الإنسان؛ فيها بداية التشكيل والتكوين لشخصيته، وعليها سيكون الإنسان بعد ذلك سَوِياً أو مريضاً، فجميع الأمراض النفسية والتعب النفسي تقريبًا تنشأ نتيجةً لسوء فهم طبيعة هذه المرحلة ومدى حساسيتها ومتطلَّباتِها؛ فالغضب، والخوف، والانطواء، والتبول اللاإرادي، والشِّجار، والكَذِب، والسرقة، وغير ذلك من أمراض تنشأ في بداية هذه المرحلة، إن أُسِيء إلى الطفل فيها ولم يتم التعامل معه بشكلٍ صحي، ولم يعامَل المعاملةَ التربويَّةَ السليمة.
لذا فنحن نَخُصُّ هذه المرحلةَ بالذِّكْر دون بقية المراحل العمرية الأخرى؛ ونؤكِّد على أنَّ هذهِ الخصائِصَ غيرُ مصطنعة وواهية عند بعض الأطفال؛ فإنها تدلُّ وبعلمية على أنَّ هذا الطفل سَوِيٌّ وطبيعيٌّ.
وإن جئنا على ذكر وطرح تلك النقاط، فإنما ذلك هو للتركيز على أهمية وضرورة الانتباه والعناية بهذه المدة الزمنية من حياة الإنسان، التي يكونُ فيها تحت رعايةِ والديه، المسؤولان عن كلِّ صغيرة وكبيرة تخصه وبشكلٍ مباشر ويومي، فهو أصغر من أنْ يخدم نفسه بنفسه، وكون التعامل والتواصل مع العالم الخارجي، يحتاجُ وقتاً لإتقانِ ومعرفة آلية وتفاصيل التفاهم مع ما حوله، بالإضافة لطرفين هامين وأساسيين مكملين لدور الأسرة، ألا وهما المدرسة والمؤسسات المعنية كمدارس الأنشطة التطبيقية ومراكز الأنشطة اللا صفية، والمؤسسات الاجتماعية التي تعتني بشؤون الطفل، والمؤسسة الإعلامية ببرامجها الخاصة ببناء شخصية الطفل الترفيهية والإرشادية.

إذاً مهمةُ رعاية وبناء شخصيةِ الطفل تقعُ على:
1-أول وأهم مؤسسة اجتماعية، ألا وهي العائلة:
الأم والأب، من يرتبطان ويتزوجان على أساس تكوين أسرة والتي يكون جزء من أفرادها هم الأطفال، الكائنات الصغيرة التي تحتاج إلى رعاية دقيقة من كافة النواحي، انطلاقاً من الناحية الجسدية إلى النفسية والعقلية، وعليهما تكثيف جهديهما للعناية بتفاصيل، قد تُعتبر أنها بسيطة وغير مهمة على عكس صداها وانعكاسها حين يكبر الطفل، إنْ لم يتم التعامل معها بالاهتمام بها، ستكون نتائجها سلبية على شخصيته حاضراً ومستقبلاً، وبالتالي كارثية على المجتمع، ونُورد فيما يلي بعضاً من الأمثلة:
*تعرّض الطفل لنزلات البرد القوية وارتفاع درجات الحرارة والحمى الشديدة، اللقاحات التي يجب أن يأخذها الطفل في صغره، فإنْ تم التقصير فيها وأُهملَ كل ذلك ستتسبب في إعاقات عقلية وجسدية وأمراض مزمنة مستقبلية، تصبح عائقاً في وجه حركة جسمه وحيويته.
وإن لم يتم معالجة آثارها النفسية بعناية واهتمام، ستخلقُ أمراض الكآبة والتشاؤم والنفور اتجاه من حوله، قد تصل لدرجة الحقد والكراهية منعكسةً بتصرفاتٍ تدل على البغضاء وإثارة المشاكل، لطالما هو يشعر بالمشكلة الجسدية على أنها عقدة ونقص.
إذاً إن لم ننشر ثقافةُ التربية الصحية، وهذا يؤكد أن التثقيف والسلوك الصحي يُغرس ويتم التدريب عليه منذُ الصغر، حتى يصبح جزء من ثقافة الإنسان.
وكلما زادَ عدم الاكتراث والإهمال من قبل الأب والأم في الخمس سنوات الأولى من عمره، يزدادُ الوضعُ سوءاً ويتحوّل الشخص عندما يكبر إلى فردٍ سلبي، يؤذي نفسه وغيره، وبالتالي يتفاقم الحال إنْ ظلَّت عدم المبالاة والاستهانة بالأمر، خاصةً في الأوساط العامة البسيطة اجتماعياً.
وعدم وجود ثقافة صحيّة عند الوالدين فالطفل من يدفع الأثمان الباهظة يقدمها حين يكبر، وعندما يتعرض لسخرية من قِبل أطفال الأقارب وغيرهم، ولا يتم الوقوف على الأمر، تتراكم مشاعر الاستياء اتجاه أقرانه من الأطفال، حيثُ يبدأ بخلق المشاحنات وتحويل الأجواء إلى ساحات من الشجارات التي لا تنتهي، ويصبح شخصاً يفتعلُ السوء في أسرته وحيّه ومجتمعه بدلاً من صنع السعادة.
**الانطواء والخجل الشديد والتأتأة وغيرها من الطبائع، التي تظهر ملامحها على الطفل منذ نعومة أظفاره، عدم معالجتها وعدم استشارة الأخصائيين إن لزم الأمر للحد منها، تصبح مرضاً نفسياً، يعيق تطور الطفل العقلي وتعرقل تنمية شخصيته، فينشأ ونتيجة ضعف الثقافة التربوية لدى الوالدين وسط نمو هذه الصفات السلبية على حساب سمات شخصية إيجابية، ما يخلق فرداً غير سوي، يُؤثرُ سلباً على المجتمع.
2- المدرسة: المؤسسة التي لا تقل أهمية عن الأولى، فهي متممة في مهامها برعاية الطفل في السنوات التي تلي عمر الخمس سنوات، تستقبله في بيته الثاني وتتابع مهمة تعليمه القراءة والكتابة وسائر العلوم والمهارات، التي تساهم في تنمية وبناء شخصيته من الناحية العلمية والتربوية، فمهام المدرسة تتجاوز تعلم المهارات التعليمية إلى ما هنالك من مواد دراسية علمية، يُضاف إليها مواد تنمية المهارات العقلية والنفسية، كمادة الرسم والأشغال اليدوية والموسيقا والرياضة البدنية، هذه الحصص الدراسية التي لا تنفصل عن المواد العلمية، ذلك أنها تُعتبر من دعامات تأسيس شخصية الفرد، حيثُ أنَّ:
– مادة الرسم والأشغال اليدوية، حيثُ تعامل الطفل مع الألوان والأوراق الملونة منذ الصغر، والتعبير عمَّ بداخله من خلال الخطوط والأشكال التي يرسمها ويصنعها، تساعده على إخراج ما يشعر به من عواطف ومشاعر حسب الحالة النفسية التي يكون فيها، وهذا ما سيظهره رسمه بتفريغها رسماً أو أشغالاً يدوية، فتخف الشحنات النفسيّة السلبية لديه وتؤدي به إلى شيء من الراحة النفسية.
– مادة الرياضة والتمارين البدنيّة الرياضيّة، فمن خلال الحركات التي تساهم على تنشيط دورته الدموية وتغذية الدماغ بالدماء المتجددة، وتعلقه برياضة دون أخرى تبرز موهبته وإتقانه فيها بعد التدريبات، تبثُّ فيه الحيوية والإقبال على العمل والحياة برغبة، عدا عن تمتعه برشاقة جسدية تنعكس على تنشيط ذهنه، والتخلص من الطاقة السلبية ما يزيد حيويته في التعلم والعمل.
مادة الموسيقا وتعلّم العزف على آلة موسيقية في المدرسة مع رفاقه وتدرّبه عليها، توثّق علاقته بالألحان التي تخرج من الآلة التي يعزف عليها ويتقنها، تصبحُ عالماً من الأنغام والارتياح يعيشه، وأصابعه التي تلامس أوتار الآلة وفق الحالة النفسية والأحاسيس التي تُعبّر بموسيقاه ويتشارك معها مشاعره.
إنَّ التثقيف التربوي التعليمي أحد أهم دعامات عملية تربية الطفل التي تقوم بها المؤسسة التعليمية، فثقافة مواد الترفيه والتنمية البشرية هي صحة سلوكية من أجل فردٍ سليم جسدياً وعقلياً يساهم في بناء مجتمعه، وبإهمالها وتهميشها يؤدي ذلك إلى الكثير من الأطفال الذين يملكون في هذه المرحلة العمرية فرط النشاط وكبت المشاعر أحياناً وهدر الطاقات في مناحي سلبية أحياناً أخرى.
3- المجتمع: المؤسسة الثالثة والتي تتابع وتكمل من جهتها عملية بناء شخصية الطفل عن طريق المؤسسات المعنية بالطفولة، إذ الأهداف التي يسعى إليها المجتمع عبر مؤسساته الاجتماعية المعنية بتنمية شخصية الفرد.
فنقاء مشاعر الطفولة والتصرفات تتبلور إيجابياً نحو الأسرة والأصدقاء والأقارب والمجتمع، عندما توضع استراتيجيات سليمة صحية علمية منطقية بنّاءة وبعناية من قبل كل المؤسسات المعنية بتربية ورعاية الطفل، تصنع منه شخصاً قادراً على العمل لمجتمعٍ ووطنٍ حصين ضد كل المصاعب والعوائق.
وحين تغيب في غياهب النسيان صحيّة الثقافة التربوية من جهة، والتعليمية التربوية من جهة أخرى، وتتكاثر السلبيات في شخصية الطفل مع مراحل عمره التالية نصل إلى فرد غير مستقر نفسياً، ضعيف الثقة بنفسه، متردد ….. وسلوكيات غير سليمة من عمر الطفولة، وهي أهم مرحلة مليئة بالتناقضات التي يجب مراقبتها والعناية بها، وتتسبب في خلق أشخاص غير صحيين وإليه، ما يُنتج مجتمع غير مستقر هش ينهار من هبّة ريح.
هذه الإضاءات ليست مجرد سرد لأمثلة ومقارنات، لأنَّ عالم الطفولة الضحية الكبرى للذي يكون سلبياً والثمرة الناضجة والبنّاءة للذي يكون إيجابياً، وأيضاً من أجل تسليط الضوء على مسألة هامة يجب التركيز عليها، فما بُنيَ على وعي ومسؤولية هو حياة وبناء وازدهار للمجتمع.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle